سيدي الرئيس، سأخاطبك كمواطن أكثر من عادي وضع ثقته فيك ذات إنتخابات و إنتظر طويلا أن تتغير بعض الأمور و لو تدريجيا و نسبيا، لن أكلمك بلغة الخصوم فأنت تعرفها و تدركها و كما قلت، تعرف عنهم كل شيء و ما يبطنون!!!. سأخاطبك خطاب المساندين الذين يجدون لك التبرير دائما، لكن في أغلب الأحيان يبدو خصومك على حق و على درجة كبيرة من المنطق.. سيدي الرئيس ، بعد حادثة المكنين و ما تسرب منها من معطيات تخص الإرهاب و غسيل الأموال، و تورط أشخاص من علية القوم بتهم تودي بهم إلى ما وراء الشمس، و بعد زيارتك للمنطقة، إنتظر التونسيون أن تتبع الزيارة قرارات، أو تتبعات أو أضعف الإيمان معلومات للشعب الحائر، لكن لم يرشح شيء، و لا حتى فتح تحقيق و لا ندري من هو أقوى من غيره، الدولة أم الدولة الظل، و تواصل الغموض بعد خطاب عيد الاستقلال، و خطاب موجه لأشخاص بعينهم من الثكنات العسكرية، زيارة بليل، و كأنها إجهاض لعملية إنقلاب، إنفلات في توجيه التهم طال الرئاسة و الرئيس و لا شيء حصل بعد ذلك، ما جعل أهل الباطل يظنون أنهم على حق، فتطاولوا أكثر و تطاوسوا و وصل الأمر بعدما عفوت على من أهانك و هو عائد من ليبيا إلى إهانة والدتكم كما عبر عن ذلك أخوك منذ أيام قليلة، لقد وصلنا إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط، حتى العجز التام و المدقع... سيدي الرئيس ، مؤسسات تنهار و تفلس، كالشركات النفطية و الشركات الإستخراجية، و الآن نحن نستورد بعد تصدير و نسرح العمالة بعد إنتداب، و حالنا إلى الوراء ليس إلى الأمام، و هذه مسألة في صلب الأمن القومي، طالت أكثر من اللازم و كأن الحل إستعصى عن أهل الحل و العقد.. سيدي الرئيس، الوضع في السياسة لا يختلف عن الإقتصاد حكومات تسقط، وزراء ينتدبون و يستقيلون أو يثبّتون، سفراء يقالون، جنرالات يستقيلون، مستشارة تصول و تجول، و كأننا في بلاد العجائب و صار الآن بعدما تشكلت الحكومة الخروج بخطاب إلى الشعب أكثر من ضروري، تكشف فيه كما وعدت كل شيء و ليكن أكثر وضوحا و بلا إرتجال خطاب طمأنة و بناء، خطاب وحدة و عمل لا نحتاج بعده إلى اللجوء للعرافات و قُرّاء الكف و علماء الفلك لفك طلاسمه و ما خفي منه.. سيدي الرئيس سنظل ندافع عن نظافة يدك طالما بقيت نظيفة، و ندافع عن نواياك الحسنة طالما هي كذلك، لكن النوايا الحسنة لا تبني أوطانا و لا تملأ البطون و لا تكسب الكرامة و لا تبني حتى حائطا في سور الوطن.. سيدي الرئيس ، الأكيد أنك لاحظت أن شعبيتك مازلت كبيرة و لكنها بدأت في الإنحسار و التآكل ، و ستظل ذا إجماع و ثقة كبيرين طالما هناك تغيير و لو بسيط في حياة التونسيين، و أنه لم يعد بالإمكان الإنتظار أكثر... سيدي الرئيس ، خطاف واحد لا يصنع الربيع، لكن باستطاعتك أن تساهم من موقعك في توجيه دفة السفينة إلى ما هو خير لتونس و التونسيين، قبل أن يجرفنا التيار إلى واد سحيق لا قدر الله..