من السذاجة بمكان ، الاعتقاد بأن ما يحصل في تونس هو بمنأى عن صراعات المحاور الأقليمية و الدولية الجيوستراتيجية فتونس بحكم موقعها الجغرافي و الزلزال السياسي الذي أحدثته في 2011 ، تمثل بكل تأكيد مطمعا و هدفا لعدة قوى دولية تدافع عن مصالحها المباشرة و غير المباشرة في كافة أرجاء المنطقة و الإقليم و العالم بأسره . في مثل هكذا خضم و أوضاع ساخنة و شرسة ، أين تونس الوطن العريق ! أين نساء و رجالات تونس البررة ! أليس لنا نحن التونسيين و التونسيات من قول أو ثقل و نحن أصحاب الدار ! عمالة ، ولاءات خارجية ، اصطفافات دولية ضد مصالح الوطن العليا و بكل وقاحة و لا أدنى ذرة حياء ! نعم خائف على وطني فقد بلغ السيل الزبى ، وطني الذي قد يتحول لا قدر الله للبنان جديد تتقاذفه عواصف و رياح النعرات الدينية و الطائفية و الولاءات الخارجية ، تاريخ البشرية أثبت وبلا أدنى شك أن التحولات و الإنجازات و الاختراقات الكبرى ، يحققها أفراد تتبعهم شعوب و مجموعات فهل من مخلص لهذا الوطن من براثن العجز و الفشل و الخيانات !