كثير من القطاعات وجدت نفسها بعد الثورة، في مواجهة مشاكل وصعوبات مهنية نتيجة للوضع الاقتصادي والأمني بالبلاد، ومن بينها قطاع كراء السيارات الذي يبحث عن مخرج لمشاكله، في ظلّ تراجع الاقبال وركود السوق، ولكن لا توجد طريق سالكة للحلول المنقذة من هذه الصعوبات والمشاكل المتراكمة، حسب اعترافات أهل المهنة. وخلال اتصالنا بالسيد ناصر بوفارس رئيس الغرفة الوطنية لكراء السيارات، أكد أن القطاع يمرّ بفترة صعبة، إذ منذ الثورة الى الآن، تراجع الإقبال على سيارات الكراء من قبل الحرفاء، وأرجع ذلك الى الإمكانيات المادية والعوامل الاقتصادية وتأثّر المقدرة الشرائية للمواطن، وكذلك الى الأوضاع الأمنية، فلم يعد السير في الكثير من الطرقات آمنا، ودعّم كلامه بالاشارة الى أن العشرات من سيارات الكراء تعرضت للاعتداء، والسرقة خلال الأشهر الأخيرة. نقص في الإقبال على سيارات الكراء بعد الثورة إذا كانت سيارات الكراء معرضة للاعتداء بالتكسير أو الحرق أو النهب، بسبب نقص الأمن على مستوى الطرقات البعيدة خاصة، أي الطرقات المؤدية الى بعض المناطق الداخلية أو المناطق الحدودية، فإن المهني يقرأ ألف حساب لهذه المسألة التي تهدد رزقه بشكل مباشر، باعتبار ما ستلحقه من الخسائر التي يستعصي في هذا الظرف بالذات تعويضها. ويقول الناصر بوفارس في هذا الاطار، إن محاولات طرق أبواب شركات التأمين أو شركات الإيجار المالي (ليسينغ)، للتوصل معها الى مخرج من وحلة الديون المتراكمة، هي محاولات فاشلة، في الوقت الذي يبحث فيه أهل المهنة عن حلّ الانقاذ لقطاعهم الذي ازداد تأزما بعد الثورة. وبالاضافة الى انسداد أبواب الحلول لمشكل الديون والتعويضات عن الخسائر الناجمة عن الاعتداءات على سيارات الكراء ونهبها، فإن الحصول على قروض من المؤسسات المالية، ليست أبدا بالعملية الهيّنة والممكنة، نظرا لرفض العديد من البنوك التسهيلات في القروض المسداة لصنف من حرفائها، أي من قطاع كراء السيارات. وأوضح رئيس غرفة كراء السيارات، أن الأعباء من المصاريف اليومية والنفقات في كل الاتجاهات، من تغطية اجتماعية وأداءات مختلفة، تثقل كاهل المهنيين أكثر من أي وقت مضى، بالرجوع الى العامل المتعلق بتضاؤل النشاط الذي يصنّف ضمن النقل السياحي، في وقت تشهد فيه السياحة وضعا صعبا، فضلا عن الظروف الاقتصادية والأمنية للبلاد. «الطرابلسية كسّروا السوق» خلال النظام السابق بعد تطرّقنا مع السيد ناصر بوفارس رئيس الغرفة الوطنية لكراء السيارات، الى وضع القطاع بعد الثورة، خضنا معه في مسألة الصعوبات أو المضايقات التي كان يواجهها المهنيون في نظام المخلوع والأسرة الحاكمة الفاسدة، فبيّن في هذا الخصوص، أن المهنيين عانوا كثيرا من المزاحمة الشرسة لجماعة الطرابلسية وعائلة النظام السابق ممن كانوا «يكسّرون» الأسعار، ويهيمنون على السوق، ويضيّقون الخناق على أهل القطاع. ولئن تمّ الخلاص من هذا المشكل، بعد سقوط نظام «بن علي» ورحيل «الطرابلسية»، فإن قطاع كراء السيارات مثلما يؤكد رئيس الغرفة الناصر بوفارس، يواجه بعد الثورة، ونتيجة للانفلات الأمني صعوبات متعددة، يحاول إيجاد مخرج لها، ولكن بلا جدوى. ومن جهة أخرى، فإن التجوّل بسيارة كراء ببعض المناطق وعلى طرقات غير آمنة، يُعدّ مجازفة من قبل الحريف الذي بات يعزف عن الكراء لهذه الأسباب، ولأسباب أخرى مرتبطة أساسا بالامكانيات المادية.