حان وقت التقييم ، فبعد أكثر من ست سنوات ظهرت عديد الحقائق وسقطت الكثير من الأقنعة، وفشل من فشل وسقط من سقط ، لكن البعض مازالوا يوهمون أنفسهم والناس بثورجية زائفة ،وشعبوية حولتهم إلى مصادر تندر و0ستهزاء وسخط أيضا ، هؤلاء ركبوا سروج الحراك الشعبي في الساعة الخامسة العشرين كما يقولون، و0رتقوا إلى المناصب العليا في غفلة من الجميع ، متدثرين بالفوضى التي عمت البلاد ، وجهل الناس بالإنتخابات الديمقراطية ، لكن بعد أقل من ثلاث سنوات إستعاد الشعب بعض وعيهم وعصف بهم ، ومع ذلك مازال بعضهم لم يستفيقوا من هول صدمة السقوط ، ويعتقدون أنهم يحملون عصا سحرية لتغيير الأوضاع ! ها هم يعودون على سروج المعارضة المتشنجة ، فالمنصف المرزوقي يرعد ويزبد في الفضائيات الخارجية المناوئة للبلاد، مشككا في كل شيء حتى أخلاق التونسيين الذين يخطب ودهم كلما إحتاج إليهم في الإنتخابات، ومصطفى بن جعفر ، الذي خلناه طلق العمل السياسي بالثلاث بعد فضيحة فشله المهين في الإنتخابات الرئاسية وخروج حزبه بخفي حنين في التشريعية وحمادي الجبالي الذي إحترف التصريحات والبيانات النارية وكأن فترة رئاسته لحكومة الترويكا لم تكن كارثية. اليوم يقف هؤلاء وأمثالهم لتقديم الدروس في الحكم الرشيد ! هكذا إنقلب سلم القيم والتقييم رأسا على عقب.