حمل «زهير المغزاوي» الامين العام الجديد ل «حركة الشعب» خلال ندوة صحفية اقيمت بمقر الحركة بالعاصمة الحكومة المسؤولية الاخلاقية والسياسية والجنائية في جريمة اغتيال الفقيد «محمد البراهمي» بعد تسرب وثيقة تثبت اشعار الجهات الرسمية بمخطط الاغتيال قبل وقوعه دون ان تحرك ساكنا لحماية الشهيد والحيلولة دون تنفيذ الجريمة, مبرزا في ذات السياق انه من الصعب تجاوز الازمة التي ترزخ تحتها بلادنا عن طريق الحوارات الثنائية (النهضة ونداء تونس) ولا عن طريق تدويلها. وقد استغل المغزاوي الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة الى وزير الشؤون الدينية «نور الدين الخادمي» الذي رفض الحضور في برنامج حواري على التلفزة الوطنية لمناقشة موضوع الحج واستعداد وزارته هذا العام بتعلة تسييسه نظرا لحضور بعض الضيوف من الاحزاب السياسية من بينهم المغزاوي, قائلا: «لقد اعتبر الخادمي ان ملف الحج يخصه وحده, كنت سأتحدث عن الاخلالات التي طرأت على موسم الحج العام الماضي والعام الحالي ... انه سلوك عودتنا به حركة «النهضة» انهم لا يريدون سماع الرأي المخالف ...». وكشف المغزاوي أن وزير الشؤون الدينية يستغل منصبه من اجل تسفير من وصفهم ب«جماعته» في رحلات مجانية لقضاء مناسك الحج, مشيرا الى ان الوزير لا يحبذ افتضاح الاخلالات لدى الراي العام على حدّ قوله. استقطاب مغشوش وتطرق المغزاوي في بحر كلامه الى الازمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد, موضحا ان الحوار بين الفرقاء السياسيين معطل بسبب الازمات الجديدة القديمة التي انطلقت بعد انتخابات 23 اكتوبر مباشرة نتيجة سوء ادارة المرحلة, مضيفا: «لا احد مسؤول لوحده عن تحديد مستقبل هذه البلاد...» مبرزا ان التجاذبات السياسية اجهضت الحوار الوطني وارهقت الشعب التونسي الذي خسر الكثير من الوقت, مشيرا الى ان البلاد اصبحت رهينة استقطاب ثنائي مغشوش بين حركتي «النهضة» و«نداء تونس» وان ذلك بدا من خلال اللقاءات الثنائية بين الشيخين, «راشد الغنوشي» و«الباجي قائد السبسي» داخل وخارج ارض الوطن معلقا: «استقطاب مغشوش بين «النهضة» واتباعها وبقايا النظام القديم ممثلة في حركة «نداء تونس» ...». وقال المغزاوي ان الحكومة الحالية اثبتت فشلها على جميع الاصعدة ( الامنية والسياسية والاجتماعية ...) وساهمت في ادخال اليأس والاحباط في نفوس الكثيرين مما جعلهم يحنون الى النظام السابق وهو ما لا يتمناه (المغزاوي ) حسب تعبيره, متهما اياها بالتقاعس عن تحقيق الاهداف التي ثار من اجلها شعبنا , قائلا: «الحكومة ليست مطالبة بتحقيق اهداف الثورة وانما الشروع في تحقيقها وهذا ما لم نره ولذلك فهدفنا الرئيسي تحييد الجهاز التنفيذي وحل الحكومة ...». وطالب الامين العام ل «حركة الشعب» بضرورة كشف حقيقة المال السياسي والثراء الفاحش لعدد من الاحزاب الممولة من الخارج والداخل, ودعا الحكومة الى تهيئة المناخ لاجراء انتخابات نزيهة, مضيفا: «النهضة تريد ان تزور الانتخابات من خلال التعيينات الاخيرة على اساس الولاء الحزبي...لا نريد الذهاب الى انتخابات صورية ولا بد من مراجعة التعيينات ...». وهم وانتقد المغزاوي لجوء بعض الاحزاب السياسية الى جهات اجنبية وخارجية في اطار محاولاتها البحث عن مخرج للازمة التونسية, مشيرا الى ان هناك من يدفع في اتجاه تدويل القضية عن طريق طلب وساطة بعض الدول, واستطرد: «نرى سفير الولاياتالمتحدة يتنقل بين الاحزاب ويجتمع بقياداتها لمناقشة الشأن التونسي والبحث عن حل... واهم كل من يعتقد انه يمكن حل الأزمة ثنائيا او تدويلها , الحل لن ياتي من الخارج... بل من خلال جلوس مختلف مكونات الحقل السياسي على طاولة الحوار والالتزام بمبادرة اتحاد الشغل ...». الحديث عن فشل المعارضة في اسقاط الحكومة لا معنى له وشجب الامين العام ل «حركة الشعب» تصريحات عدد من السياسيين تهكموا فيها على احزاب المعارضة بعد فشلها في ترحيل الحكومة وحل المجلس التاسيسي, معلقا: «الحديث عن فشل المعارضة في اسقاط الحكومة لا معنى لهو فالنهضة تحاول ربح الوقت وهو ما يتعارض مع مصلحة الشعب... هناك بعض الاطراف تراوغ ( في اشارة الى حركة النهضة )...». وفي موضوع آخر عارض المغزاوي التهديدات الامريكية لضرب سوريا بتعلة امتلاك بشار الاسد للاسلحة الكيميائية قصد اخراجها من بوتقة الصراع العربي الصهيوني, معتبرا ان ما تعيشه سوريا بعيد كل البعد عن الثورات.