كشفت السيدة «حليمة عيسى»كاتب عام جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين التونسيينبالعراق عن إمكانية عودة التونسيين المسجونين بالسجون العراقية والذين شملتهم اتفاقية العفو العام، وقالت ان العودة باتت وشيكة وقد تكون في الأيام القليلة القادمة. وأكدت انه وصلهم أمس خبر مفاده امكانية الافراج عمّا قريب عن المتهمين بالتعاون مع «القاعدة» ولم يشاركوا في تفجيرات أو أعمال إرهابية. وقالت انه بلغهم أيضا خبر مفرح وهو استكمال التحقيق مع شاب تونسي كان متّهما بالإرهاب لكن تأكد ان ملفه لا يحوي شيئا، وقالت أنه انضم إلى قائمة المتمتّعين بالعفو. وقالت «عيسى» إن بقية المسجونين قد يكملون مدتهم بالسجون التونسية خاصة بالنسبة لبعض الحالات الإنسانية كالمرضى. وأكدت «عيسى» انهم تمكنوا منذ حوالي أسبوعين من الذهاب الى العراق، وان ذلك تمّ بالتنسيق مع سفير العراقبتونس الذي قالت انه ساعدهم كثيرا، وقالت : «عندما وصلنا الى العراق وجدنا ملف التونسيين على الطاولة السياسية». وأضافت: «قابلنا السيد «أمير الكيلاني» رئيس اللجنة القانونية بالبرلمان العراقي،والحاج حمّود رئيس اللجنة القانونية بوزارة الخارجية وقاسم حطّاب مدير مكتب وزير العدل العراقي وحقوق الإنسان وتفاعلوا إيجابيا مع ملف التونسيين المسجونين بالعراق». وأكدت ان هذا الملف كان مطروحا للنقاش ،مضيفة: « نأمل ان يساهم حل هذا الملف في تعزيز العلاقات بين الشعبين»، واعتبرت ان حلّ هذا الملف بالذات من شأنه طمأنة القلوب الملتاعة سواء كان ذلك في تونس أو في العراق. وأشارت «عيسى» ان المنّظمات العراقية رحّبت بهم كثيرا وعبّرت عن أملها في عودة العديد من التونسيين قريبا. هذه الوثيقة قد تسرّع عودة التونسيين وقالت انّ هذا الأمر هو حاليا رهين «مذكّرة» تصدر من وزارة العدل وترسل الى السلطات العراقية، مؤكدة انه من شأن هذه المذكرة أن تسرّع في عودة الشباب المسجونين هناك ،وأضافت انه فور وصول رئيس وأعضاء الجمعية الى تونس زاروا وزارة العدل التونسية ،وتم التأكيد على ان الوثيقة ستصل قريبا إلى العراق . وكشفت ان عدد الشباب الذين شملهم برنامج العفو بلغ 8،وقالت ان هناك أيضا من هم بصدد قضاء عقوبة سجنية وأنه حسب الاتفاق سيكملون بقية المدة في السجون التونسية. عودة شاب تونسي وكشفت السيدة حليمة عيسى انه مباشرة بعد عودتهم إلى تونس عاد شاب تونسي كان قد أكمل مدة العقوبة ولكنه بقي في العراق لأنه لم يتمكن من العودة إلى تونس، وأكدت انه وصل مؤخرا الى تونس وهو الآن مع عائلته . وقالت انّ هذا الخبر كان مصدر تفاؤل، وعبّرت عن أملها في عودة بقية الشباب المسجونين قريبا. وأضافت: «لدينا طلبة ورجال أعمال في العراق و للأسف البعض يسعى الى تشويه شباب تونس وينسبون إليهم الانتماء ل «القاعدة» والقيام بأعمال «إرهابية»، وأكدت انّ هذا الأمر ظلم الكثير من الشباب التونسي ،وطالبت بالكشف عن الشبكات التي تغري هؤلاء الشباب بالذهاب إلى العراق وحتى إلى سوريا،وقالت «شبابنا وأولادنا لم يسافروا من تلقاء أنفسهم بل هناك من دفعهم إلى هناك». 300 عائلة تونسية بين اللوعة والأمل وأكّدت حليمة عيسى انّ أكثر من 300 عائلة تونسية بصدد إنتظار عودة أولادها من السجون العراقية وقالت ان الأعداد في إرتفاع. وحول كواليس زيارتهم إلى العراق قالت: «قضّينا 15 يوما هناك وكانت الحياة عادية وليست بالفظاعة التي تسوّق لها بعض وسائل الإعلام». وأضافت ان المغازات تبقى مفتوحة الى الحادية عشر ليلا وان شوارع بغداد ليست بالقتامة التي نسمع عنها ،وقالت ان الشعب العراقي يعيش حياته بصفة عادية. ماذا عن إعدام تونسيينبالعراق؟ وقالت «عيسى» إن الأخبار التي روّجت مؤخّرا حول إعدام تونسيينبالعراق هي أخبار زائفة. وأضافت ان ترويج مثل هذه الأخبار كان بمثابة «الفاجعة» التي أثّرت كثيرا على الأولياء، وقالت ان الكثير من الأولياء والى حدود يوم أمس كانوا يتّصلون بالجمعية للاطمئنان على مصير أولادهم وخصوصا منهم المعتقلين بالسجون العراقية. وأضافت «عيسى» انّ من شأن ما يروّج من أخبار حول إعدام شبان تونسيينبالعراق ان يبعث البلبلة في الأوساط السياسية التونسيةوالعراقية ويعطّل ملف عودة الشباب المفرج عنهم والذين شملهم العفو العام ،وقالت انّ خبر إعدام الشاب «ياسين الخشتالي» من القلعة الصغرى بسوسة والمتهم بالإرهاب غير صحيح . وأكدت قائلة: «ياسين» لم يعدم وهناك مساع للإفراج عنه قريبا. وأضافت ان «ياسين» شارك في القصبة 1 و2 وانه درس بالمعهد التحضيري للهندسة ،وأكدت انه سافر للعمل في مجال الإعلامية وقد يكون تعرّض لعملية توجيه وتغرير قادته الى العراق. واعتبرت انهّ تم القبض على «ياسين» أثناء دخوله الى العراق وان التحقيق معه لم ينته وبالتالي لا يمكن أن نطلق عليه لقب إرهابي،وطالبت «عيسى» بعض وسائل الإعلام بمراعاة نفسية الأولياء، مؤكدة ان والدي ياسين في حالة صدمة .