كشفت «حليمة عيسى» كاتب عام جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين التونسيين بالعراق ل»التونسية» ان هناك أكثر من 200 تونسي مفقودين في العراق. وقالت ان الجمعية وبعد عدّة إتصالات وجهود مضنية عثرت على ثلاثة تونسيين كانوا في عداد المفقودين، وقالت ان أحدهم وهو اصيل منطقة «وادي الليل» عاد مؤخرا الى تونس بعد 15 سنة من الغياب ،مشيرة الى انّ هذا الشاب سجن 3 سنوات في العراق ثم وقع نفيه في «جورجيا» أين قضّى 8 سنوات في السجن، وبالرغم من يأس عائلته من عودته فقد عاد إليها سالما، مؤكدة ان ظروفه النفسية والمادية صعبة للغاية وأنه سيتّم العمل على إعادة إدماجه في المجتمع. وقالت: «عيسى» انّه تم العثور على شابين تونسيين ولكنّهما خيّرا البقاء في أحد البلدان على أمل تسوية أوراقهما القانونية. وأشارت الى ان الأمل يبقى قائما في إعادة أكبر عدد ممكن من التونسيين المفقودين إلى أهاليهم . وأكدّت انّ ملّف التونسيين المسجونين في العراق يتقدم بنسق إيجابي وأنه من المنتظر ان يعود نحو 16 شابا الى تونس في نهاية شهر جوان. وقالت ان «سمير العنابي» القائم بالأعمال في العراق تفاعل كثيرا مع هذا الملف وبفضل جهوده بدأت المسألة تجد طريقها نحو الحلّ، مشيرة إلى أن هذا الأخير يزور التونسيين المسجونين في العراق ويقدّم لهم النصح والمشورة . وقالت انّ هؤلاء الشباب توّجهوا إلى العراق قبل 14 جانفي، وبالتالي لا علاقة لهم بأحداث «الشعانبي» ولا بالإرهاب مثلما يزعم البعض ،مضيفة انهم غابوا عن تونس منذ ما يزيد عن 7 و8 سنوات وطالبت بضرورة الفصل بين ملف التونسيين بالعراق وأولئك المتواجدين بسوريا نظرا لخصوصية كل ملف . وأضافت : «نحن نتّرقب تفعيل قرار العفو خاصة ان الملف استوفى جميع جوانبه ولم يبق سوى إتخاذ القرار النهائي الذي ستنظر فيه السلطتان التونسية والعراقية». مستبعدة حدوث ايّ تراجع في هذا القرار من قبل السلطة التونسية وكذلك العراقية وقالت انه لم يبق في الإتفاقية الكثير وسيتم إثر ذلك ترحيل شبابنا الى تونس». وأشارت « عيسى» الى أنه رغم وجود عدة ضغوطات على الجمعية ورغم لجوء البعض الى المغالطات للإستحواذ على بعض الملفات ،فإن الجمعية لا تتعامل إلاّ مع الجهات الرسمية وأنها ستواصل كفاحها للإسراع بعودة التونسيين المسجونين والعثور على المفقودين في العراق وحتى في بقية الدول إن أمكن.