تتواتر ردود الفعل و تختلف من يوم الى آخر و من شخص الى آخر بخصوص الواقعة التي هزت تونس عقب مشاهدة برنامج " لاباس " على قناة "التونسية" في سهرة السبت الفارط. " ابو قصي " كما سمّي نفسه ( 31 سنة - أعزب ) هو اصيل مدينة القيروان وهو موظف بوزارة التربية سلمته عائلته عقب مشاهدة البرنامج الى المصالح الامنية. والدته قدمت امس في تصريح متزامن ل"صبرة" اف ام" وجريدة "التونسية" تصريح اعلامي حقائق مثيرة لهذه الحادثة حيث نفت أولا بأن تكون قوات أمنية قد داهمت منزلها خلافا لما نشر في بعض وسائل الاعلام مؤكدة انها هي من قامت بتسليمه للمصالح الامنية مع جواز سفره. و اكدت أن ابنها كان دائما منطويا على نفسه و كان مغرما بمشاهدة مقاطع الفيديو للحرب الدائرة في سوريا التي تبث على الانترنت. و أضافت أنه لم يتغيب ابدا عن عمله و أن جواز سفره يثبت ذلك حيث قام باستخراجه في اكتوبر 2011. أما ابن خالته فقد ذكر أن سيارة خاصة تابعة لقناة "التونسية" تحولت إلى القيروان و نقلته للتصوير في تونس ثم أعادته إلى القيروان في حدود الساعة السادسة و النصف من يوم الخميس الفارط . و أضاف أن "أبو قصي" لم يحصل على أية أموال من القناة المذكورة وانه يحب الظهور في الاعلام. من جهته أكد والد المُكنى ب" أبي قصي" انه تم التغرير بابنه وأن التصوير معه لم يكن تلقائيا خاصة أن مداركه العقلية لا تُخول له الإفصاح بكل ما تحدث عنه في البرنامج و ان ابنه بريء ووقع تلقينه وتحفيظه ما سيقول، مشددا على أنه لم يسافر ولم يغادر القيروان أبدا. ولاحظ والد "أبو قصي" في تصريح اعلامي أن ابنه لم يتمتع بعطلة دون مرتب ولم يتغيب عن شغله حتى بشهادة مدير المؤسسة التي يعمل بها.كما نفى والده نفيا قطعيا أن يكون لابنه انتماء سياسي و اضاف بان ( ابنه ) يعتني به يوميا بما انه مصاب بشلل. في المقابل قال شقيقه الذي رفض ذكر اسمه في تصريح خاص ل " التونسية " : "اردت التوجه بتوضيح للراي العام عن سيرة شقيقي الذي يعرف لدى القاصي و الداني بانه منطو على نفسه و منعزل و يعاني من مشاكل نفسية و متقوقع على ذاته منذ الصغر بحكم مرض والده و لا يملك اصدقاء و يتصفح كثيرا الانترنات الى درجة انه اصبح انسانا "آليا" و يتحدث في كل الميادين مثل السياسة و الاقتصاد و الجغرافيا و لا يصعب عليه اي شيء و لكنه لا يملك القدرة على تفكيك المعلومة او الخروج باستنتاجات. و اضاف الشقيق انه وقع استغلال اخيه من هذه الناحية و اخفوا له وجهه وتم تحويله في ظرف 6 ساعات من القيروان الى تونس و تم التصوير و التسجيل ثم عادو به و لا يحققوا معه و لم يمضوا معه عقدا و لم يتثبتوا منه هل ان اصابع ساقيه مقطوعة ام لا؟ و استدرك محدثنا قائلا : " انا اتساءل هل هذه شروط الاعلامي النزيه و لماذا يمرر بهذه البساطة هذه التصريحات من شخص لا يتثبت في هويته و هنا اريد اعتذار مقدم البرنامج نوفل الورتاني من التونسيين و من ناحيتي اقول اننا سنتتبعه قضائيا و سناخذ حقنا عن طريق العدالة...اريد ان اتوجه لكل الناس لاقول لهم بانه تم التلاعب بشقيقي واستغلال بساطته وسذاجته وثقتنا كبيرة في القضاء".