أمام تصاعد العنف في ليبيا وأجواء الحرب الأهلية المخيمة على البلد دعا عديد السياسيين كلا من تونس والجزائر ومصر الى التدخل الفوري في ليبيا وإيجاد حلول تقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي يزيد من احتقان الوضع وتشتت الليبيين. وفي هذا الصدد، قال زهير المغزاوي الأمين العام ل «حركة الشعب» ان الأوضاع في ليبيا صعبة جدا وتنذر بتصعيد المواجهات مشيرا الى وجود أكثر من 300 مجموعة مسلحة داعيا الى عقد مؤتمر في تونس لإطلاق مبادرة سياسية لاحتواء الوضع لما فيه مصلحة تونس وليبيا. واعتبر المغزاوي ان المجموعات الإرهابية المسلحة ، التي تتمركز في ليبيا، تهدد أمن تونس والجزائر ومصر وانها واقعة تحت سيطرة القبائل والمجموعات السياسية، خاصة ذات الخلفية السياسية كالإخوان المسلمين والمجموعات التكفيرية قائلا أنه «لا يمكن أن نتحدث عن شرعية في ليبيا بل عن فوضى عارمة». وأبدى المغزاوي تخوفه من تدخل أجنبي جديد في ليبيا أمام تصاعد المواجهات مؤكدا أن أمن تونس من أمن ليبيا وان التدخل الأجنبي قد يحصل مرة أخرى خاصة أن ليبيا مازالت تحت البند السابع وان ذلك خطير جدا قائلا ان «ذئاب النفط (في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية) مازالت تتربص بليبيا وأنهم قد يتدخلون في أية لحظة، داعيا الى إطلاق حوار شامل بين الأطراف الليبيّة مع وجوب تحديد الأطراف المعنية بهذا الحوار خاصة أن العديد من القبائل شردت فيما لجأ مليون و900 ألف ليبي إلى تونس. ووجه المغزاوي نداء إلى الأشقاء في ليبيا للتهدئة وإطلاق حوار يشمل الجميع داعيا تونس والجزائر ومصر إلى لعب دور هام في هذا الشأن ومساعدة الليبيين على احتواء الوضع الحرج وعدم الاكتفاء بغلق الحدود فقط وذلك لتفادي تداعيات إنسانية وأمنية وإستراتيجية خطيرة على كل المنطقة. وردا على تصريحات الناطق الرسمي لوزارة الدفاع، قال المغزاوي ان «حركة الشعب» تحترم الجيش ومؤسساته لكنها تذكر بما حدث خلال 2011 من تهريب للسلاح إلى ليبيا وقيام السلطات بنفي ذلك لكنها عادت واعترفت بذلك لاحقا قائلا ان «المطلوب في الوقت الراهن عدم تكرار نفس الأخطاء والتعامل مع الأوضاع بما فيه مصلحة تونس وليس مصلحة بعض الأحزاب والحكومة تحت مسمى الوساطة». وكان منجي الحامدي وزير الخارجية، قد أشار، في بيان أصدرته وزارة الخارجية أول أمس الى أنه تم الاتفاق في اجتماع ضم وزراء خارجية المغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا وتونس على عقد اجتماع آخر في بداية الشهر المقبل، لمساعدة ليبيا على الخروج من الأزمة، موضحا أن الوزراء «يسعون لمد يد العون للشعب الليبي خصوصا أن استقرار ليبيا من استقرار تونس، وأن الوضع فيها يكاد يكون شأنا داخلياً بالنسبة لتونس». وأضاف البيان، أن وزراء خارجية «دول حوار الحوض الغربي للبحر المتوسط» (حوار 5+5) رحبوا في بيانهم الختامي بالمبادرة الليبية الداعية إلى عقد اجتماع في تونس، يوم 2 جوان 2014، يضم المبعوثين الخاصين بمتابعة الشأن الليبي لجامعة الدول العربية ومنظمة الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي ودولا مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وتركيا والولاياتالمتحدة الأميركية.