لم يرتبك منير العرقي اطلاقا وهو يترك العاصمة ويحط بمسرحيته الجديدة «شريفة عفيفة» على ركح المسرح البلدي بسوسة اذ علّق على هذا الموقف: «أغراني جمهور سوسة ولم أخف اطلاقا لما عكست الآية هذه المرة ولم أعرض مسرحيتي الجديدة في العاصمة». منير العرقي بوعي المسرحي الرهيب، يعشق المغامرة ومن طبعه صعود الجبال يردّ على طريقته «سنعرض في سوسة... ولّي يحبنا يجينا». مسرحية «شريفة عفيفة» كتبها نوفل السعاف وأخرجها منير العرقي وأدى الأدوار فيها كل من منال عبد القوي وحنان شقراني في موضوع مثير ينبلج من واقع المرأة التونسية بعد ثورة 14 جانفي لتعبر عن أحلامها وآلامها ومعاناتها في مواقف تجمع بين الألم والسخرية والضمار والضحك الهادف والغناء البدوي والرقص لقاء أداء باهر من ممثلين لهما باع وذراع في ميدان المسرح بفضل تكوين أكاديمي وتجربة غزيرة عرف منير العرقي كيف يوظفهما في نحت مسار المسرحية التي ارتكزت على عمل فني ثنائي مركب ومزدوج أبعاده في خطابين مختلفين ولكنهما يلتقيان على نفس الخط الفكري مثلما فكر فيه منير العرقي واشتغلت عليه منال عبد القوي وحنان شقراني حتى تضمن الفرجة والمتعة إزاء عمل ابداعي يرى فيه المخرج شكلا فنيا فاجأ الجمهور: «نعم المتلقي لدينا تعوّد على مسرحيات ذات الشخصية الواحدة... أو بالعكس ذات العدد الوفير من الأبطال... وفي هذه المسرحية اشتغلنا على عمل ثنائي صعب نجحنا فيه خاصة بفضل التقاء جهود أربعة أطراف أدرك كل واحد منهم دوره الحقيقي في هذا المشروع الفني».