*محمد بوغلاب يبدو أن الديبلوماسية التونسية بدأت تستعيد تدريجيا عافيتها بعد ما عرفته من هزات في حكومة الترويكا، فقد علمت التونسية من خلال شهود عيان أن وزير الخارجية الدكتور منجي الحامدي إلتقى يوم أمس السبت بالسفير الفرنسي في بلادنا في أحد فنادق ضاحية قمرت ، ولئن ظل هذا اللقاء "غير الرسمي" طي الكتمان ولم يتم الإعلان عنه من الطرفين إلا أنه يمكن توقع ما دار بين الرجلين فما الذي يدعو وزير الخارجية إلى مقابلة سفير فرنسا عشية يوم سبت إن لم يكن أمرا مستعجلا مثل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ظل إهتمام عالمي بالمونديال ؟ وجلي ان خطوة الخارجية التونسية جنبت تصعيد الموقف مع فرنسا في ظرف إنتقالي تمر به بلادنا لأن دعوة السفير الفرنسي بشكل رسمي إلى مقر الخارجية ستكون إشارة قوية من تونس ربما تكون لها تداعياتها السلبية على العلاقات الثنائية وبعيدا عن العنتريات والشعارات لا بد من السؤال هل تونس اليوم في وضعية تسمح لها بخسارة حليف سياسي وشريك إقتصادي مثل فرنسا حتى وإن تعلق الأمر بثابت مثل القضية الفلسطينية؟ سؤال لن يلقى هوى عند كثيرين بطبيعة الحال ... ويبدو أن اللقاء غير الرسمي بين وزير خارجيتنا وسفير فرنسا لم يكن بمعزل عن المكالمة الهاتفية التي جمعت صباح اليوم الأحد هولاند بالمرزوقي ببادرة من الرئيس الفرنسي الذي عدل من موقفه إزاء ما يحدث في قطاع غزة إذ أفادنا مصدر قريب من رئاسة الجمهورية أن هولاند وعد بالضغط على إسرائيل لإيقاف عدوانها والعمل على إستئناف محادثات السلام في أقرب وقت. وإذ تنفرد التونسية بنشر الخبر فإن موقع الرئاسة الفرنسية كما الرئاسة التونسية لم يشيرا إلى حد اللحظة إلى المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيسين هذا الصباح.