التونسية (سيدي بوزيد) تعد غراسات اللوز من بين أهم الأشجار المثمرة في سائر أنحاء ولاية سيدي بوزيد و خاصة بمناطق الأشجار المثمرة في سائر أنحاء ولاية سيدي بوزيد و خاصة بمناطق أولاد حفوز و سيدي علي بن عون و المكناسي و السوق الجديد و سيدي بوزيد الشرقية و الرقاب و غيرها لما يتوفر في هذه المناطق من تربة صالحة لمثل هذه الغراسات و يد عاملة عارفة و ملمة بهذا النشاط الذي ما انفك يتضاعف منتوجه من سنة إلى أخرى رغم ما شهدته الحصة من جفاف مدقع خلال السنوات الماضية كاد أن يعدم الآلاف من أصول هذه الأشجار و ذلك بفضل اختيار الشتلات الجيدة المنتجة لثمرات اللوز و الأنواع الممتازة لهذا القطاع. غير أن آفة طبيعية قد أقلقت الفلاحين في هذه المناطق و حيرتهم لما تلحقه من أضرار هامة بالصابة و تمثل هذه الآفة في قطعان الخنزير الوحشي الذي سجل انتشارا هاما في المناطق الجبلية "الجباس" و "المطلق" و "بودينار" و "الحمري" و "جبال الفائض" و "قارة حديد" و "الكبار" و "قبرار" و غيرها و الأودية (بغريويس و عين السراح و الحنية و الناظور و الكرم و غيرها) و خاصة على طول وادي اللبن الذي يتميز بكثافة نباته و أشجاره الطفيلية في أجزاء متفرقة منه. هذه الخنازير لا تظهر إلا في الليل و سكونه و تسرح في كل مكان توجد به الخضروات فتقتات منها و تحفر عن جذورها و بذلك تتسبب في رسم نباتات أخرى و تكسيرها فضلا عن العديد من الحفر التي تحدثها بحوافرها في عملية التنقل في كل مكان و خاصة إذا كانت خدمة الأرض و حراثتها حديثة العهد. و على حد قول احد الفلاحين فإن هذه القطعان من الخنازير لم تكن موجودة بالمنطقة و لكن بمفعول الجفاف الذي شهدته الجهة و البلاد في السنوات الماضية ظهرت هذه الآفة الفتاكة و سجلت انتشارا مهولا و وكرت في مناطق مختلفة رغم ما اتخذه الفلاحون من إجراءات عديدة للحد و التنقيص منها بما في ذلك رش أنواع شتى من الأدوية و المبيدات على هذه المزروعات لذلك فإن مقاومة هذه الخنازير أصبحت عسيرة و شاقة إلى حد بعيد لأنها لا تظهر إلا في الليل من ناحية و لأنها تكاثرت بصفة مهولة لما توفر لها من عوامل مساعدة على الانتشار و التي تتمثل في الماء و الخضروات (أعشاب) و الأشجار و الأودية و الجبال و هو ما يضمن لهذا النوع من الحيوان نوعا من الحصانة و الأمان و في المقابل يتعرض الفلاح إلى خسارة مالية بسبب النفقات الطائلة و المصاريف المختلفة خلال الموسم قد تصل أحيانا إلى نسب عالية زيادة على حالة التعب و المشقة التي يتعرض إليها الفلاح طيلة الفترة المخصصة لإنجاز الأشغال و العناية بهذا الإنتاج الفلاحي على امتداد أكثر من فصلين.