الحدث في جربة هذه الايام هو "متحف الشارع "أو "متحف الهواء الطلق" حيث تحول الى جزيرة جربة عدد من الفنانين والرسامين من مختلف أرجاء المعمورة الى مدينة الرياض أو "الحارة الصغيرة(اسمها الاصلي) بهدف تحويلها الى متحف فن الشارع أو متحف في الهواء الطلق من خلال رسم لوحات وجداريات في مختلف أنهج المدينة وشوارعها.وتبقى معروضة بصفة دائمة ومفتوحة للجميع موضوع الرسوم لم يكن محددا حيث أطلق الرسامون العنان لمخيلتهم وتقنياتهم لابداع ينال اعجاب كل من يراها من حيث الدقة وتناسق الالوان . بعض الرسوم اعتمدت على التراث المعماري التقليدي للجزيرة وبعضها حاول عرض الانشطة اليومية "للجرابة" وبعضها تمحور حول بعض الشخصيات التاريخية الوطنية والعالمية وبعضها ركز على اللباس التقليدي في جربة وبعضها تجاوز ذلك ليعانق الاسطورة والكائنات الخرافية .أما البعض الاخر فكان في شكل نصائح أو عبارات مختصرة لكن القاسم المشترك هو حسن اخيار الجدار وتناسق الجدار مع الرسم حتى أن بعض الرسوم أو الجداريات بدت مكملة للحائط أو أنها تتماهى معه لتصبح جزءا منه. هذه التظاهرة الفريدة من نوعها في تونس من المنتظر أن تتواصل على امتداد شهرين من العمل المتواصل اعتمادا على فن الشارع حتى تصبح مدينة الرياض متحفا مفتوحا و مجانيا وبدون "اذن دخول" وبدون مبنى خاص مما سيزيد المدينة بهاء وجمالا ويضفي عليها ميزة خاصة. يشارك في هذه التظاهرة حوالي 150 رساما من أكثر من ثلاثين دولة . و الفكرة هي للفنان مهدي بن الشيخ الذي اختار مدينة الرياض تحديدا لانها حافظت على طابعها وتراثها المعماري .علما أن هذه التجربة خاضها نفس الفنان في فرنسا و لاقت نجاحا كبيرا في باريس في وقت سابق. أهالي الرياض تفاجأوا بالحدث الذي بدا غريبا في بداية الامر لكنهم أبدوا اعجابهم وافتخارهم بهذا المتحف الجديد الذي سيميز المدينة ويجعلها قبلة للسياح بالجزيرة .وسمحوا للرسامين بالرسم على جدران بيوتهم .