التونسية ( المهدية) شهدت شواطئ جهة المهدية، مؤخّرا، ظهور أسراب كبيرة من قناديل البحر أو ما يعرف ب«الحريقة» في ظاهرة فاجأت مرتادي البحر، وساهمت في عزوفهم ونفورهم من السباحة نتيجة الأضرار التي سبّبتها لهم هذه الكائنات المؤذية خاصّة بعد أن أحالت العشرات من المصطافين على المستشفيات لتلقي العلاج اللازم. وتعتبر « الحريقة» احدى الكائنات البحرية التي تجتاح سواحلنا أواخر كلّ صيف، إلاّ أنّ ارتفاع درجات الحرارة، ساهم في انتشارها وتكاثرها بصورة مفزعة هذه الأيام، لتصبح كابوسا مزعجا للمصطافين، ناهيك عمّا تمثّله لسعاتها من خطر قد يتسبّب في التهابات وحروق كثيرا ما تحيل صاحبها على المستشفى، في ظلّ غياب علاج سريع ونافع بعيدا عن الوسائل التقليدية التي قد تزيد من أذى المصاب على غرار الطماطم والزيت وغيرها من المواد غير المجدية. وقد أكّد لنا أحد البحارة أنّ هذا الحيوان يقتات على بيض الأسماك ويتنقّل مع التيارات البحرية الساخنة بأعداد كبيرة جدّا بإمكانها القضاء على إنسان في غضون دقائق معدودة، مضيفا أنّ السبب الأوّل لانتشار هذا الكائن البحري يعود إلى انقراض السلاحف البحرية في بحارنا والتي تتغذّى على هذا الكائن. أمّا عن مزايا هذا الحيوان، فقد بيّن لنا أنّ فوائده كثيرة، منها ما يتعلّق بالدور التي يلعبه في المحافظة على التوازن البيئي، ومنها ما هوّ نافع لصحة الإنسان حين يتعرّض للدغات خفيفة من شأنها أن تقيه من أوجاع المفاصل و « البرد» و تحميه من الأمراض الشتوية خاصّة مرض « القريب» مؤكّدا أنّ ظهور هذا الحيوان دليل على صفاء ونقاء المياه التي يعيش فيها لأنّه لا يستطيع العيش في المياه الملوثة التي تنعدم فيها مصادر التغذية.