تلقّى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية في اليومين الأخيرين حالات مستعجلة لعدد كبير من المواطنين وخاصّة الأطفال منهم بعد أن ظهرت عليهم علامات مفاجئة لحالات إغماء وغثيان وارتفاع شديد في حرارة الجسم. وقد نفى مصدر طبّي تسجيل حالات تسمّم مثلما أشيع، موضّحا أنّ التحاليل الأولى لم تكشف عن إصابات خطيرة أو مستعصية، وأنّ الأمر على علاقة مباشرة بالبحر وقد تكون هذه الحالات إمّا بسبب التعرّض لأشعّة الشمس أو بسبب جرثومة معدية في مياه البحر كما بيّنته نتائج الكشوفات الطبية المتشابهة لأغلب المصابين الذين ثبت لديهم كذلك تدنّ على مستوى مناعة الجسم، مشيرا إلى أنّ المستشفى اتخذ كلّ الاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة وعمّمها على كافة المستشفيات والمستوصفات بالجهة تحسّبا لكلّ طارئ في انتظار نتائج التحاليل النهائية. من جهتهم أكّد بعض الناشطين في جمعية النظافة والعناية بالبيئة بالمهدية أنّهم راسلوا وزارة الصحة بخصوص هذا الموضوع الذي أثار موجة من الخوف لدى المواطنين وطلبوا منها أخذ عيّنات من مياه البحر للقيام بتحليلها في مخبر خاص بالعاصمة ناهيك أنّ هذه الحادثة فتحت باب التأويلات المتعلّقة بالأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذه الأعراض المفاجئة والتي قالوا إنّها قد تكون نتيجة تلوّث مياه البحر بسبب قنوات الصرف الصحي التي تصبّ فيه منذ سنوات. وكانت «التونسية» قد تناولت هذا الموضوع في وقت سابق ونبّهت إلى الأخطار التي قد تنجرّ عن مثل هذه التجاوزات المسكوت عنها بناء على دراسة علمية قام بها أحد الخبراء من أبناء المدينة وأكّدها البحارة في أكثر من مناسبة تزامنا مع تقلّص مساحة المرعى البحري الذي ساهم بدوره في ندرة الأسماك بالمياه المنخفضة على طول الشريط الساحلي للمهدية نتيجة التلوث البيئي.