ايداع 9 من عناصرها السجن.. تفكيك شبكة معقدة وخطيرة مختصة في تنظيم عمليات "الحرقة"    الرابطة الثانية (ج 7 ايابا)    قبل نهائي رابطة الأبطال..«كولر» يُحذّر من الترجي والأهلي يحشد الجمهور    أسير الفلسطيني يفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية    حادث مرور مروع ينهي حياة شاب وفتاة..    حالة الطقس لهذه الليلة..    أولا وأخيرا: لا تقرأ لا تكتب    افتتاح الدورة السابعة للأيام الرومانية بالجم تيسدروس    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    بطولة المانيا : ليفركوزن يتعادل مع شتوتغارت ويحافظ على سجله خاليا من الهزائم    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية نحو الوجهة التونسية ووفود 220 ألف سائح..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    الكاف: إصابة شخصيْن جرّاء انقلاب سيارة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق الشريف (رئيس CONECT) ل «التونسية»:لابدّ من وزارة للتجارة الخارجية
نشر في التونسية يوم 12 - 09 - 2014


البنوك تراجعت عن الاستثمار واكتفت ب «بيع الفلوس»
ما المانع من وجود شركات أخرى للشحن والترصيف... وأي معنى لسباق بعدّاء واحد؟
احتكار قطاع ما يعني تحمّل المسؤولية «في الباهي والخايب»
الجمع بين مصالح رجال الأعمال ومصالح الناخبين يطرح أكثر من سؤال
حاوره: محمد بوغلاّب
تحتفل كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية conect بعيد ميلادها الثالث. ذلك أنها رأت النور كثاني منظمة للأعراف في تونس في شهر سبتمبر من عام 2011، ويرأس المنظمة منذ تأسيسها رجل الأعمال طارق الشريف بعد رحلة طويلة صلب إتحاد الصناعة والتجارة انقطعت سنة 2000 بوصول «تعليمات» قيل إنها من فوق لضيفنا بعدم الترشح في مؤتمر الإتحاد.
عرف طارق الشريف في دنيا الرياضة رئيسا لجامعة التنس ورئيسا للكنفدرالية الإفريقية للتنس ونائب رئيس للجنة الأولمبية التونسية وعضوا في الإتحاد الدولي للتنس، وهو أحد عشاق مسرح توفيق الجبالي لم يفوّت على نفسه مسرحية واحدة حتى حين كان البعض يتعمد الوصول متأخرا للدخول إلى القاعة وهي مظلمة حتى لا ترصده العيون التي لا تنام .
في مكتبه بمقر «كوناكت» بالمنزه الأول، كان لقاؤنا...
هل مازالت «كوناكت»في عيد ميلادها الثالث بصدد تعلم المشي؟ هل وفقت في الوقوف على قدميها؟
«كوناكت» تكبر تدريجيا بما تحققه لفائدة المؤسسة ومنخرطيها وللباعثين الشبان وفي المناطق الداخلية وتتعلم من أخطائها التي تنبهونها إليها
ما هي أبرز إنجازات المنظمة طيلة ثلاث سنوات؟
أفضل أن تحكم المؤسسات علينا أو لنا، وأن تقيم عملنا، هل وعدنا بما لم ننجز أو أننا كنا في مستوى تعهداتنا؟ أنا أعتقد أننا تحلينا بالجدية وبالمصداقية طول الوقت، من ذلك أننا نظمنا خلال ثلاث سنوات خمسمائة تظاهرة بمعدل ثلاث تظاهرات أسبوعيا، «نعطيهملك بالواحدة» سواء على النطاق الوطني أو الجهوي أو خارج تونس لأن «كوناكت» فرنسا تعمل من أجل المؤسسة التونسية فهي تجمع رجال الأعمال ونساء الأعمال الناشطين في فرنسا ونعمل على توطيد الصلات بينهم ودفعهم للاستثمار في تونس وقد نظمنا عدة تظاهرات بمشاركة عدة وزراء(أذكر من بينهم وزير التعليم العالي توفيق الجلاصي ونضال الورفلي الوزير المكلف بالملف الاقتصادي في رئاسة الحكومة) حول ميادين تكنولوجية تهم تونس كما نربط الصلة بين المؤسسات الفرنسية والتونسية العاملة في القطاعات نفسها.
كما أؤكد على اتفاقية الشراكة التي عقدناها مع صندوق الصداقة القطري لبعث أكثر من 500 مؤسسة في 14ولاية داخلية وإحداث 4500 موطن شغل مباشر خلال ثلاث سنوات ونحن ماضون في هذا البرنامج الذي تتابعه مؤسسة «Ernest and young» وعلى الرغم من عدم وجودنا في مجلس إدارة صندوق الصداقة القطري فإن مقترح «كوناكت» حظي بالقبول لجديته ودقته، وذلك هو رأسمالنا الحقيقي، وستتنقل قافلة لتسجيل أفكار المشاريع على الأنترنت ثم يقع إختيار المشاريع في الجهات نفسها بمشاركة كل الأطراف المعنية. يوم 8سبتمبر كنا في دار الثقافة برمادة والسوق اليومية بغمراسن ويوم 9 سبتمبر بساحة الشعب بتطاوين ويوما 10 و11 سبتمبر في ولاية سيدي بوزيد (الرقاب وأولاد حفوز)... ويوم 13 سبتمبر ستكون في ولاية بنزرت في مدن بنزرت ومنزل بورقيبة وسجنان هدفنا هو مساعدة الباعثين على تحقيق مشاريعهم وتوفير التمويل الضروري لترى أفكارهم النور

ما هو حجم وجودكم في الجهات؟
لنا مكاتب جهوية في عشرين ولاية
أنت ترأس المنظمة منذ تأسيسها فهل تتقاضى جراية مقابل رئاستك ل «كوناكت»؟
لا أحد في «كوناكت» يتقاضى مليما واحدا عدا من يشتغل موظفا كامل الوقت ولا يشمل هذا أيا كان من أعضاء المكتب التنفيذي ولا نتمتع بأي إمتياز لا فطور لا عشاء لا وصولات بنزين ولا تذاكر سفر ولا حتى طابع جبائي نحن نعمل في «كوناكت» تطوعا
ما هي نقاط الضعف في مسيرة ثلاث سنوات؟
من الطبيعي اننا لم نوفق في بعض النقاط ولكننا نجحنا بتفوق في مجالات وبأقل تميز في مجالات أخرى أعطيك مثالا تظاهرة jobconect التي نظمناها العام الماضي في شهر سبتمبر شاركت فيها 80 مؤسسة، إستقطبنا 5000 شخص يبحثون عن شغل ونجحنا في تشغيل قرابة 230 شابا وهذا العام تنتظم التظاهرة بقصر المؤتمرات يوم 2 أكتوبر 2014.
هل هو تشغيل قار؟
ماذا تعني بشغل قار؟ «مسمار في حيط؟»، نحن نراهن على جدية الباحثين عن الشغل لإقتلاع فرصهم بمجهودهم وتفانيهم في العمل ولا تتصور أن مؤسسة تفرط في كفاءة مهنية لأي سبب كان، هذا العام اخترنا أن ننظم التظاهرة في قصر المؤتمرات لأننا نتوقع الإقبال نفسه للسنة الماضية وربما أكثر.
منذ ثلاث سنوات وأنت تُسأل عن علاقتك بإتحاد الصناعة والتجارة وبالإتحاد العام التونسي للشغل وتلازم دائما التحفظ بمنطق «الدوام ينقب الرخام»، هل تحسّن التفاعل مع هاتين المنظمتين وغيرهما من الجهات ذات الصلة بنشاطكم كمنظمة الأعراف؟
لنتفق منذ البداية «كوناكت» لا تُعرّف بالنسبة إلى غيرها، وأنا أطلب منك وقد تابعت كثيرا من أنشطتنا أن تشهد هل لمست يوما غمزا أو همزا نحو أي كان منظمات أو أشخاصا ؟ ولكن البعض يصر على إتهامنا عملا بالمثل الفرنسي «من يريد التخلص من كلب جاره يتهمه بالكلب»، لن تجد لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل أي كلمة صدرت عنا تسيء إلى أي طرف سياسي او إجتماعي أو نقابي، نحن لم نبعث «كوناكت» لهذه الغاية، هدفنا ربط الصلات لا قطعها أو خلق مناخ من التوتر والتشنج.
زرت عدة جهات وعقدت «كوناكت» عدة لقاءات مع الولاة فكيف كان تجاوبهم مع مبادراتكم؟
كلمة حق في شأن السادة الولاة، لم نجد منهم سوى التعاون والتفاعل الإيجابي والتشجيع.
يصح هذا على ولاة حكومة مهدي جمعة أو سابقيهم؟
«الناس الكل» لأنهم يدركون أننا نعمل بجدية لمصلحة جهاتهم ونحاول أن نغير واقعا كاد يصبح قدرا لا فكاك منه في نظر البعض.
التونسيون ينتظرون إنجازات ملموسة فماذا يعنيني أن تنظموا 500 تظاهرة في غياب بعث المشاريع وخلق فرص للتشغيل خاصة أن المؤسسات المنضوية تحت لواء «كوناكت» تناهز 1600 مؤسسة؟
من قال لك إنه لا توجد مشاريع ؟ «علاش تحكم علينا بهذه الطريقة؟» دعني أخبرك بأن حركة الإستثمار لم تتوقف، ربما لم يكن الإستثمار بالمستوى المرجو لكن تأكد أن «الماكينة تدور»، نحن واعون بوجود مشكل تمويل ولذلك نحاول تذليل الصعوبات للمؤسسات في الجهات وكلما نظمنا تظاهرة حضر الباعثون بالعشرات بشكل طوعي وتلقائي « الناس تجي على خاطر عندها إهتمام بالإستثمار وبتمويل الاستثمار» ونحن نسعى لإيجاد الحلول للمؤسسة.
حاولنا التعريف مثلا بالإجراءات الجديدة لبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة ولا نشترط على الحضور أن يكونوا منخرطين في «كوناكت» أبوابنا مفتوحة للجميع.
خلال الندوة الصحفية مطلع سبتمبر أشرتم إلى أنه يتعين مراجعة دور البنوك في الاستثمار وأن المؤسسات البنكية تخلت عن دورها التنموي وإكتفت بالجانب التجاري فماذا تقترحون في هذا المجال؟
أنا في قلب المعمعة وأعي ما أقول، حين بدأت العمل في بداية الثمانينات كانت هناك بنوك تنمية وأخرى تجارية «شنوة إلّي صار من بعد»؟ في عشرية التسعينات إختفت البنوك التنموية وتحولت إلى بنوك تجارية، لا يوجد اليوم اي بنك موجه للإستثمار.
هل تعرف أن البنوك التنموية كانت تضم فرق عمل من اختصاصات متنوعة تنظر في المشاريع المقدمة إليها وتتعمق في دراستها عن طريق خبرائها وتبحث عن المجالات الجديدة للإستثمار...؟
أنا لا أتهم البنوك اليوم ولا أشكك في دورها ولكني أقول بكامل الصراحة إن دور الإستثمار للبنوك قد تراجع ولا يمكن أن نستمر على هذه الحال، اليوم البنوك «إكتفت ببيع الفلوس» «جيب ضمان وتفضل خوذ قرض»، اليوم اصبح التنافس بين البنوك على منح القروض «هات اكثر ما يمكن من الضمانات وبرّة ربي يعينك» ولكننا اليوم نحتاج ايضا بالإضافة إلى دعوة الخير هذه إلى أن تقوم البنوك بدورها الإستثماري، من حق البنوك عدم المخاطرة والمجازفة فتعمل على مجالات معينة : شركات كبرى، بعث عقاري، قروض إستهلاكية... وانا لا اطلب منها أن تلقي بأموالها على قارعة الطريق ولكن حان الوقت لمرافقة الباعثين من خلال صناديق إستثمارية أو بنوك تنمية
هل يوجد وعي بضرورة مراجعة البنوك العمومية ضمن هذا التمشي؟
أنا أتحدث في هذا الموضوع منذ سنوات ولكن القرار ليس بيدي ولكن الجرأة مطلوبة، لا بد من التحلي بالجرأة فلنفتح الباب للخواص للمساهمة في هذه البنوك ويمكن للدولة أن تحافظ على نسبة 51 بالمائة.
لماذا ينظر إلى القطاع الخاص بشيء من الريبة والحذر وكأنكم تهددون الدولة وإستقرارها؟
ربما لأننا شيطنّا القطاع الخاص وربما يتحمل بعضنا جزءا من المسؤولية «الباهي والخايب في كل بلدان العالم»، الخواص هم أبناء البلاد وليسوا وافدين من كوكب آخر ،حين أدعو إلى فتح الباب للخواص للمساهمة في البنوك العمومية فحتى أخفف العبء عن كاهل الدولة «خليها تتنفس شوية» ولنكن واضحين ان دخول الخواص يوفر حوكمة أفضل، قارن بين المؤسسات التي كانت عمومية وتحولت إلى القطاع الخاص من حيث المردودية والحوكمة، أسأل وأترك لكم المجال للمقارنة... علينا أن نتخلى عن نظرة الريبة للخواص لأن القطاع الخاص هو الذي يخلق الثروة ويوفر مواطن الشغل، أنظر ماذا حدث حين كدست الدولة الموظفين في القطاع العام بعد الثورة...
نحن أبناء تونس ومصلحتنا من مصلحة بلادنا، والدولة هي التي تحدد المعالم الكبرى للإستثمار ذي المردودية ولكن لنترك المجال للخواص.
لقد دعونا لحوار اقتصادي تجنبا للمزايدات وحتى نضبط المحاور الإستراتيجية لاقتصادنا، لماذا نترك الباعث يواجه مصيره أمام البنك لتمويل مشروعه؟ حين يكون هناك توجه إستراتيجي في قطاع من القطاعات فإن البنوك ملزمة بدعم هذا التوجه الذي ضبطته الدولة باعتبارها معدلة لا راعية، لا بد أن يتغير مناخ الإستثمار بصرف النظر عن الظرف الصعب الذي تمر به بلادنا لا يعقل مثلا أن يتوقف الإستثمار في قطاع السياحة، اليوم مع الأسف لا يوجد تفاعل بين المستثمرين والبنوك لذلك لا بد من إيجاد الحلول وتطبيق القانون «حتى حد ما عندو الحق» ليوقف إنجاز مشروع أو يقطع طريق، الأمن شرط ضروري في غيابه يقول لك «المستثمر السلام عليكم»، ثم شرط أساسي هو تطبيق القانون مهما كان الشخص ومهما كانت المجموعة.
حتى لو كان طارق الشريف نفسه؟
أنا مواطن منضبط وربما يأتي يوم أتحدث فيه عما عشته شخصيا ولكني امتثلت للقانون حتى في غياب ضمانات تطبيقه بشكل عادل، اليوم هناك قضاء يمكن الوثوق به لا بد من أن يكون هو الفاصل بين الجميع، كما نحتاج أيضا إلى إستعادة الدولة لهيبتها.
قبل سنتين أنجزتم دراسة متكاملة عن طريق مكتب مختص حول ميناء رادس ولكن الرأي العام لم ينتبه للوضعية الكارثية للميناء إلا بعد زيارة مهدي جمعة فهل تغير الوضع هناك؟
حتى اكون منصفا أقول إنه تحركت بعض الأمور ولكني أخشى أن يكون بمنطق خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء، صحيح انه يتم تفريغ الحاويات بنسق أسرع وان مدة إنتظار البواخر قد تقلصت لكن هل هذا كاف؟
علينا أن نكون على الأقل في مستوى موانئ البلدان المجاورة في الجزائر والمغرب ومالطا «خويا الله يرحم والديك ما تعملش أكثر من هاذم» لا اطلب من أحد أن يكون مثل سنغفورة أو دبي؟
هناك تخوف من دعواتكم إقحام الخواص في الشحن والترصيف الذي تحتكره الشركة التونسية للشحن والترصيف «ستام»؟
سي محمد يهديك ربي، أولا الشركة التونسية للشحن والترصيف تحتكر العمل في ميناء رادس فقط في حين أن المنافسة موجودة في الموانئ التونسية الأخرى، والذي يتعمد تخويف الرأي العام بأن المنافسة ستقطع خبزة عمال «الستام» غير عاقل، نحن نريد ان يكون ميناء رادس مثل كل الموانئ في بقية تونس وسائر العالم، لا يمكن أن تنافس الآخرين وأن ترفض شروط المنافسة...
انا أستغرب من الذين يزايدون بمصير العمال حفاظا على مصالحهم، أنا سعيد بما يقوم به وزير المالية بزيارته للموانئ ولا بد ان تتواصل هذه الزيارات حتى لا نسمح بالتراجع عن الخطوات الإيجابية التي تم قطعها .
نحن طالبنا منذ وقت مبكر بضرورة ان ترسي بواخر الشركة التونسية للملاحة في موانئ أخرى مثل سوسة وبنزرت وقابس وجرجيس «علاش لا ؟» هذا حل من جملة الحلول...
ما المانع من وجود شركة ثانية وثالثة للشحن والترصيف؟ لماذا نقبل بل ونريد ان يكون صناع الياغرت متعددين؟ كذلك الشأن للمياه المعدنية؟ هل يوجد مصنع واحد؟ أبدا... ما المعنى من سباق يجري فيه عداء واحد؟ ثم تقول إنك فزت بالسباق، ماذا ربحنا من الإحتكار؟ تونس غرقت في الظلام (إشارة إلى إنقطاع التيار الكهربائي عن كامل البلاد) شوف البلدان الأخرى لننظر من حولنا في المغرب يجهزون أنفسهم للتنافسية في مجال إنتاج الكهرباء وتوزيعه لا أتحدث عن فرنسا وإيطاليا وتركيا وفرنسا قلت لك المغرب... شبينا أحنا ؟هل سمعت أحدا يتحدث في المغرب عن قطع أرزاق العمال أو ضرب المؤسسة الوطنية ؟
وهل مؤسسات القطاع الخاص غير وطنية؟
هل هو معقول أن ينقطع التيار الكهربائي عن كامل البلاد؟
موش معقول بالكل وغير مقبول، وأخشى أن يموت الملف في اللجنة التي أحدثت للتحقيق، بإختصار على «الستاغ» أن تتحمل مسؤوليتها، أنا من الذين تضرروا من إنقطاع التيار الكهربائي، على «الستاغ» أن تكون مسؤولة ولا بد ان تأمر الدولة الشركة التونسية للكهرباء والغاز بأن تتحمل مسؤولية الضرر الذي حدث للمؤسسات والفنادق، أنا اعرف أن تجهيزات التلفزة التونسية تضررت، حين تحتكر قطاعا ما عليك ان تتحمل المسؤولية» في الباهي والخايب» وتقييم الضرر يكون عن طريق خبراء متخصصين.
هل أنت على علم بقانون التبني الذي يشجع المؤسسات ألإقتصادية على رعاية الأنشطة الثقافية؟
لست محيطا بتفاصيله، ما اقوله لك إننا مستعدون لرعاية الثقافة ودعم المبدعين وهناك مؤسسات تقف إلى جانب المبدعين التونسيين
هل ستوجهون منظوريكم للتصويت لهذا الحزب أو لهذا المرشح؟
ليس لدينا أي تعليمات في أي إتجاه كان « يا سي محمد « انا استغرب من وجود مرشحين من فئة رجال الأعمال.
من الطبيعي ان يفكر رجل الأعمال في حماية مصالحه؟
ماذا يعني ذلك؟ هل مجلس النواب لخدمة الشعب أو لربط الخيوط ونسج العلاقات لحماية المصالح الشخصية؟
شوف لا بد أن يكون التواصل بين المستثمرين ورجال السياسة حتى يواكب ساستنا ما يحدث في العالم لا يمكن ان تكون تونس منفتحة على العالم وهي منغلقة على نفسها.
تبدو وكأنك ضد ترشح رجال الأعمال في الإنتخابات التشريعية؟
كنت أحبذ ألاّ يترشحوا إلا إذا قدر أحدهم أنه بلغ في مساره المهني محطة يمكنه التوقف عندها والاشتغال بالسياسة دون غيرها، هذا ممكن وممتاز لأنه يثري المجلس لكن الجمع بين مصالح رجل الأعمال ومصالح الناخبين يطرح أكثر من سؤال.
من هو مرشح «كوناكت» لرئاسة الجمهورية؟
نتقاسم الرؤية والتوجهات مع عدد من المترشحين ولكننا لا نرشح أي إسم وندعو التونسيين إلى التصويت بإعتماد العقل لا العاطفة والتصويت على برامج لا للأشخاص، نطلب النجاعة والدفاع عن قيمة العمل وعدم إثقال كاهل الدولة، ونحن منفتحون على كل الأحزاب للتعرف على برامجها ألاقتصادية بما فيه مصلحة التونسيين.
هل يمكن أن تكون لتونس مكانة إقتصادية في إفريقيا؟
ألف في المائة وأنا من الذين دعوا إلى بعث وزارة للتجارة الخارجية لا تعنى سوى بفتح السبل الخارجية وأدعو إلى تعيين كاتب دولة مهتم بإفريقيا، لقد تأخرنا كثيرا في الإهتمام بإفريقيا، المسألة ليست ظرفية أو مزاجية علينا أن نضبط إستراتيجية متكاملة لإيجاد فرص في السوق الإفريقية، سأضرب لك مثالا زيارة وزير الخارجية إلى روسيا فقد فتحت فرصا جديدة للاقتصاد التونسي لكن لا يمكن لوزير الخارجية أن يتفرغ للديبلوماسية الاقتصادية، تونس لا بد ان تكون لها قدرة تنافسية في كل المجالات وإذا أردت ان تكون تونس جذابة وإذا أردت للمواد المنتجة في تونس أن يكون لها رواج في العالم فلابد من قبولها للتنافسية لم يعد هناك مجال للإحتكار لا في «الستاغ» ولا «الستام» ولا هم يحزنون « ما عندي مشكلة مع حتى حد» لكن إذا أردنا أن نكون في العالم لا على هامشه وفي الأسواق العالمية لا خارجها علينا أن نوفر ظروف العمل ذاتها وشروطها وأطرها.
لماذا غبت عن الندوة الدولية»إستثمر في تونس الديمقراطية الناشئة»؟
لأني كنت ملتزما بمواعيد سابقة في الولايات المتحدة الأمريكية ، ولولا إرتباطي السابق بهذه المواعيد لما تغيبت عن هذا الموعد الإقتصادي الهام الذي قدم دعما سياسيا لتونس في هذه المرحلة الحساسة
هل تمت دعوتكم للمشاركة؟
سعدنا بالمشاركة في هذه الندوة الدولية من خلال السيدة منية السعيدي عضو المكتب التنفيذي وأمينة مال «كوناكت» والناطق الرسمي بإسمها، وأعتقد أن هذه الندوة تحسب لفائدة حكومة السيد مهدي جمعة وأنا متأكد من نجاحها نظرا إلى أهمية المشاركين، وما لمسناه من جدية في إعداد المشاريع المطروحة وهي دليل على كفاءة الإدارة التونسية متى وجدت المناخ الإيجابي للعمل والتميز، إذ لا ينبغي أن يكون حديث العالم عنا محصورا في مواضيع الإرهاب، لا بد أن يكون لنا جميعا نفس الوعي بضرورة الاشتغال على صورة تونس التي يمكن ان تكون نموذجا سياسيا واقتصاديا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.