التونسية ( مكتب صفاقس ) تعاني الطفلة عفاف المانع من حالة مرضية « نادرة » لم تكن الأولى التي تصيب فردا من عائلتها. فشقيقها الأكبر أصيب بهذا المرض منذ سن الثانية ورافقه حتى سن 15 سنة حيث وفاته اثر عملية جراحية قام خلالها الأطباء باستئصال متر و75 صم من أمعائه وهو ما تسّبب في حالة من الحزن والكآبة في هذه العائلة التي فقدت الابن الأول وتنظر بعين الأسى خوفا من فقدان « عفاف » التي تعاني من نفس المرض. الطفلة « عفاف المانع » التي لم تتجاوز ربيعها السابع مصابة بمرض غريب يتلخص في انتفاخ كامل أجزاء الجسد وتقيّؤ وحدوث نوبات إلى جانب ألام شديدة على مستوى الأمعاء دائمة ومستمرة اضافة الى تخثر الدم وتدهور مناعة جسدها مما جعلها تعيش على الحليب الطبي بشكل يومي ودوري تتم تغذيتها به عبر أنابيب اصطناعية يتم ادخالها عبر الأنف. « التونسية » زارت الطفلة « عفاف المانع » في غرفتها حيث ترقد بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس وهناك التقينا بأفراد عائلتها حيث روى والدها « الهاشمي المانع » بتأثر بالغ معاناة فلذة كبده الصغيرة قائلا « اكتشفنا مرض عفاف وهي في سن الثانية عندما راودتها حالة انتفاخ بكامل الجسد إلى جانب الإسهال والتقيّؤ والألم البطني وفقدان الوعي فعرضناها على عدد من الأطباء الذين طمأنونا في البداية على حالتها الصحية ونصحونا بعدد من الأدوية والمقويات لكنها لم تجد نفعا فاتصلنا بأحد الأطباء بمستشفى « فطومة بورقيبة » بالمنستير فأشار علينا بضرورة إجراء عملية جراحية دقيقة حيث تم استئصال جزء من الأمعاء الغليظة لكن دون فائدة حيث بعد مرور فترة قصيرة تعكرت حالتها من جديد لتعاود الرجوع إلي مستشفى الهادي شاكر بصفاقس. وأضاف الأب قائلا: «حالة ابنتي ازدادت سوءا مع مرور الأيام والسنوات وأصبحت تعاني من تخثر الدم ،وتدهورت مناعتها وهو ما أفقدها القدرة على مواجهة الأمراض حتى العادية منها إلى جانب حالتها النفسية المتردية» وهنا تدخلت شقيقتها الكبرى فاطمة لتضيف: «وعندما سُدت في وجوهنا كل أبواب شفائها بعد أن عرضنا حالتها على أكثر من طبيب في تونس التجأنا إلى بعض الأطباء المختصين في ألمانيافرنسا وأرسلنا ملف أخي المتوفي محمد وملف عفاف باعتبار اشتراكهما في نفس المرض وتمت الموافقة على التعهد بالحالة إلا أن إدارة مستشفى الهادي شاكر رفضت تحولها إلى فرنسا للعلاج بتعلة أنه لم يتم اليأس من علاجها» . وتابعت « فاطمة » حديثها والدموع في عينيها: «عفاف فقدت القدرة على الحياة الطبيعية وحياتها أصبحت مهددة في كل لحظة بل إننا نراها تموت في اليوم ألف مرة بسبب الآلام الحادة التي تعصر جسدها من الداخل وغيابها المتواصل عن مقاعد الدراسة فهي لا تستطيع الذهاب إلى المدرسة مع العلم أنها أول سنة لها في المدرسة». وختمت « فاطمة » بمناشدة وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة والسلط الجهوية وأصحاب القلوب الرحيمة بالتدخل لإنقاذ « عفاف » من براثن هذا المرض اللعين الذي حوّل حياتها وحياة عائلتها إلى جحيم لا يطاق. فهل من مغيث يدخل الفرحة في نفوس عائلة تستغيث تنشد البسمة المفقودة منذ سنين ؟