في خضم اكتواء المواطن بالمصاريف النّاجمة عن تعاقب المناسبات من شهر رمضان إلى عيد الفطر ثمّ موسم الأفراح واقتراب العودة المدرسية, انطلق أمس موسم التخفيضات الصيفية (soldes) الذي بادرت وزارة التجارة بتقديمه عن موعده المعتاد وذلك من أجل تنشيط الحركة الاقتصادية وتشجيع المواطنين على الإقبال على الشراء. «التونسية» رصدت في عدد من شوارع العاصمة وفضاءاتها التجارية حركية لا بأس بها حيث أنّ الشباب والنساء والأطفال والكهول لم تثنهم حرارة الطقس عن الخروج للتسوق.. فيما تجوّل آخرون مع عائلاتهم أو أصدقائهم وهناك من فضل الخروج بمفرده. اختلافات الأسعار بدت حسب البعض في المتناول وفيها تخفيض حقيقي فيما بدت حسب البعض الآخر مستقرة و لم تشهد أي تخفيض بل هناك من ذهب إلى القول أن الأسعار شهدت ارتفاعا أكثر بعد إعلان موسم «الصولد». «هدى» قالت إنه لا وجود لأي تخفيض في الأسعار بل إنّ الأسعار ظلّت مرتفعة و«الصولد كي بيه كي بلاش» على حد تعبيرها وأضافت أنها زارت المحلات التجارية قبل إعلان موسم «الصولد» ولم تلاحظ أي فرق في الأسعار. في المقابل أكّدت «أنيسة» أن نسبة التخفيض لم تكن في المستوى بل كانت هزيلة وأن العديد من المحلات لم تشهد انخفاضا على حد قولها بل على العكس ارتفعت فيها الأسعار ملاحظة أنه رغم ذلك فإن الإقبال على الشراء كان مرتفعا جدا؟ من جهتها قالت «أماني ابراهيمي» إنه مع حلول موسم «الصولد» فإن المحلات التجارية تعرض السلع ذات الجودة الرديئة وأمّا السلع الجيدة فيتم بيعها بعد انتهاء فترة التخفيضات وأشارت إلى أن العديد من التجار يرفّعون في الأسعار قبل «الصولد». وأضافت أنه رغم وجود حركية وإقبال على المحلات فإن ذلك لا يعني أنهم كلهم سيشترون فهناك من يأتي ليقيم الأسعار قبل اتخاذ أيّ قرار. ولاحظت في المقابل أنّ انطلاق «الصولد» في هذا الظرف هو في محله باعتباره يتزامن مع عطلة بما يمكن المواطنين من اقتناء حاجياتهم في ظروف مريحة قبل العودة المدرسية. الأسعار انخفضت أمّا «أمجد» فقد لاحظ انخفاضا في الأسعار لاسيما أنه زار المحلات قبل انطلاق «الصولد» وهو ما مكنه من ملاحظة الفرق وقد اعتبر أن إقبال المواطنين على المحلات التجارية كان جيدا وأنّ إعلان موسم التخفيضات في هذا الوقت هو اختيار جيّد. «سيف الدين النعيمي» قال في المقابل «صولد كان بالاسم» ملاحظا أنّه حتى وإن وجد تخفيض فإنه بنسبة قليلة جدا ويكون في الملابس القديمة أما الملابس الجيدة وذات الجودة العالية فإنه لا يوجد فيها أي تخفيض حسب رأيه. وتابع أنه رغم ارتفاع درجات الحرارة شهدت المحلات إقبالا هاما منذ الساعات الأولى فيما اعتبر أن توقيت «الصولد» لم يكن في محله تماما سيما أنّه جاء بعد شهر رمضان وعيد الفطر. ارتفاع الإقبال في المساء «رياض اليعقوبي» تاجر بمحل للملابس الجاهزة للرجال لاحظ أن نسبة الإقبال ضعيفة وأرجع ذلك إلى ذهاب المواطنين إلى الشواطئ لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة ورأى أن إعلان «الصولد» في هذا التوقيت لم يكن مناسبا بالمرة لأن هذه الفترة تمثل ذروة العمل ومن حق التجار أن يحققوا فيها ربحا. «صالح بالطيب» تاجر آخر قال إن نسبة إقبال المواطنين على الشراء كانت متوسطة لا سيما أنه اليوم الأول من «الصولد» وكذلك تزامن هذا الموعد مع ارتفاع درجات الحرارة الأمر الذي قال إنه لا يشجع المواطنين على الخروج مبينا أن نسبة الإقبال تزداد أكثر في المساء. وتابع أن نسبة التخفيض التي أعلن عنها في حدود 30 بالمائة مشيرا إلى أن موعد «الصولد» غير مناسب وكان من المفترض تأجيله إلى 15 أوت. هدى