يعيش النادي الافريقي هذه الايام أسوأ فتراته منذ قدوم الرئيس الحالي للفريق سليم الرياحي بدليل موقعه الحالي في التريتب العام وكذلك الهزيمة الاخيرة التي تكبدها الفريق ضدّ النجم الساحلي. النادي الافريقي عانى كثيرا منذ انطلاق الموسم ومعاناته ليست مرتبطة بأمور فنية بقدر ارتباطها بمشاكل تسييرية عرفتها الهيئة المديرة أو ما تبقى منها في ظلّ أحادية القرار في الفريق وتفرّد الرئيس الحالي بكلّ صغيرة وكبيرة تخص النادي وهذا ما عاد بالوبال على بطل تونس الذي صار اليوم فريسة سهلة لكل المنافسين سواء كبار القوم أو حتى فرق الصف الثاني. الانتدابات والتسميات التي حصلت في الاونة الاخيرة وتحديدا منذ رحيل المدير الرياضي السابق منتصر الوحيشي ورئيس الفرع يوسف العلمي إضافة الى قرار تغيير المدرّب دانيال سانشاز وتعويضه بالمدرّب نبيل الكوكي وما أفرزه ذلك من تداعيات سلبية أكدتها النتائج التي تحققت في الجولات الاخيرة كانت من بين العوامل الرئيسية في تدني مسيرة الفريق وكل هذه التجاوزات التي أضرّت بالنادي سببها الاوّل والرئيسي هو مزاجية «الرئيس» وعناده المفرط ورغبته في تحويل الفريق الى شركة خاصة يسيرّها وفق أهوائه ونزاوته. اليوم لم يعد النادي الافريقي جمعية رياضية تنبض وفق أهواء جماهيرها بل صارت مؤسسة خيرية تضّم أصدقاء الرئيس يفعلون فيها ما شاء وطاب لهم دون حسيب أو رقيب وإذا كنا فضلنا عدم الخوض سابقا في هذه المهاترات لأنّ الفريق كان مدينا لرئيسه الحالي بكل هذا الدعم السخي الذي وفّره وبما ان النتائج كانت في صفّه كان من الاجحاف الخوض في سياسات الرجل لكن بعد ان وصلت الامور الى ما عليه الان وجب تحرّك كل الغيورين على مصلحة النادي حتى يستعيد إشعاعه ولا يبقى الفريق رهين مزاج و«كيف» الرياحي الذي بات يناور في كل مرّة بورقة الاستقالة وكأنّه يمارس «شرط العازب على الهجالة»... رئيس النادي الافريقي لم يعد يقو على تحملّ الضغط وأعلن صراحة رغبته في الانسحاب واشترط موعد 28 فيفري لذلك لكن وضعية الافريقي لم تعد تحتمل مزيد من الترقب والانتظار وإذا كان الرياحي غير متحمس فعلا لمواصلة المشوار فعليه تقديم استقالة علنية وفسح المجال لغيره حتى يطوي الافريقي صفحة الخيبات والنكسات ويعود الى سالف مستواه. جماهير الإفريقي تفاعلت اليوم عبر شبكات التواصل الاجتماعي مع هزيمة فريقها وصبّت جام غضبها على رئيس الفريق وكل الهيئة التي تعمل في بلاطه وطالبت بوضع حدّ لهذه المهزلة التي أساءت لتاريخ النادي. صحيح أنّ سليم الرياحي قدم الكثير للإفريقي لكنه في المقابل جنى أكثر بذلك من كثير وإذا كان يرى نفسه أكبر من الافريقي فعليه الانسحاب فورا و تفعيل قرار استقالته دون مزايدات ومسرحيات تعودّناها منه في الفترة الاخيرة. النادي الافريقي أكبر من الجميع ومسيرته لن تتوقف على أموال زيد أو عمر والتاريخ لن يحفظ سوى بعض الأرقام وكثير من العناوين واليوم يبدو أنّه آن أوان التغيير وتفعيل مراسم الرحيل... رحيل الرياحي ومن معه لأنّ بقاء الهيئة الحالية سيزيد في أوجاع الفريق الذي بات يرقد في القاع وهو المتعوّد على نسمات القمّة... هو تساؤل مشروع وسنة الحياة هي التداول...والرياحي حقّق مراده وتسلّل الى «الترويكا» الحاكمة في البلاد والإفريقي عانق التتويجات بعد جفاء سنوات وسنوات واليوم لا عيب في تبديل «السروج» متى طار «الكيف» لأنّ زواج المتعة بين الطرفين بلغ سنّ اليأس والمتعة زالت بزوال النعمة... وعليه أبغض الحلال عند الله هو الطلاق وخلاص الافريقي اليوم هو طلاقه من سليم الرياحي...على الاقلّ سيعود الفريق الى عائلته الشرعية وستضمحل عداوات الأيام الأخيرة وما أفرزته كواليس الانتخابات...