عاجل: فيديو: قيس سعيد يعلق على التحركات الاحتجاجية في قابس: الأهالي تظاهروا بكل حرية    ر.م.ع شركة نقل تونس: خطأ بشري وراء حادث اصطدام المترو رقم 3 بالمترو رقم 5    المحامي عبد الكريم العلوي: اليوم النظر في ملفات عددًا من موقوفي قابس    عرض على رئيسة الحكومة صورا للمجمع الكميائي بقابس...سعيد :تونس في حرب تحرير ضد الفساد(صور + فيديو)    قريباً تولي تنجم تستعمل PayPal وBitcoin في تونس...شنيا الحكاية؟    العدل الدولية تُصدر اليوم حكماً في قانونية منع إدخال المساعدات للقطاع    عاجل: البيرو تُعلن حالة الطوارئ في العاصمة لمدة شهر كامل    سقوط عشرات الضحايا في تصادم بين حافلتين في أوغندا    كرة القدم العالمية: على أي قنوات تُبثّ مباريات يوم الإربعاء ؟    التوقعات الجوية لهذا اليوم..أمطار منتظرة..    جريمة غامضة تهزّ ليبيا.. أب وأطفاله ال5 مقتولون بالرصاص داخل سيارة    اليوم : طقس مُمطر بهذه الجهات    قيس سعيد: بلاغ استثناء المغرب من تصدير التمور غير مسؤول يقتضي الواجب مساءلة صاحبه    الكونغرس يلاحق بيل كلينتون في قضية إبستين المثيرة!    رئيس الجمهورية: البلاغ غيرالمسؤول الذي يتضمّن إقصاء إحدى الدّول الشّقيقة يقتضي الواجب مساءلة صاحبه    النادي الصفاقسي: اصابة محمد امين بن علي على مستوى الاربطة المتقاطعة    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحين الى اتباع الممارسات الجيدّة لمكافحة الذبابة المتوسطية المتكاثرة على الفواكه    يوم الخميس مفتتح شهر جمادى الأولى 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    نابل : انطلاق موسم جني الزيتون    بوسالم .. وفاة استاذة جامعية إثر سقوطها من الطابق الثاني بعمارة    في افتتاح تظاهرة «عين المحبة» في موسمها الثاني...تكريم المطربة القديرة «سلاف»    مهرجان «الرمّان» بالقلعة الصغرى ..أنشطة رياضية صحيّة، ندوات علمية تاريخية وسهرات موسيقية    مصر.. اكتشاف تمثال ونفق يقرب العلماء من مقبرة الملكة كليوباترا    عاجل: مفتي الجمهورية: الخميس 23 أكتوبر أول أيام شهر جمادى الأولى 1447 ه    التركيز في عصر الألعاب: ماذا يحدث لأدمغتنا أمام الشاشات؟    عاجل/ شملت 25 متّهما: قرار قاضي التحقيق في قضية ضبط 400 كلغ "زطلة" بميناء سوسة    عاجل/ وفاة عون أمن في حادث مرور..    أهالي قابس بصوت واحد ..أنقذوا ما تبقّى من حياة فينا    المؤتمر الثامن للطب العام والعائلي: مقاربات طيبة ونفسية واجتماعية للتهرم المتزايد للسكان في تونس    الحمامات تستضيف الملتقى الجهوي الأول للموسيقى بنابل في دورة تحمل اسم الفنان رشيد يدعس    المنستير: انطلاق أشغال مشروع بناء دار الثقافة بقصرهلال بكلفة 4 ملايين و879 ألف دينار    اجتماع وزاري تونسي ليبي للتباحث حول واقع وآفاق التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك    عاجل/ ترامب: حلفاءنا يرحّبون بالذهاب الى غزّة والقضاء على "ح.م.اس"    عاجل: نجم تونس حنّبعل المجبري في دائرة الاتهام بسبب تصرّف غريب!    14 عملا مسرحيا في المسابقة الرسمية لمهرجان مواسم الإبداع في دورته الثالثة    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النجم الساحلي والأولمبي الباجي    تحضيرا لتصفيات مونديال كرة السلة 2027: المنتخب التونسي يخوض 4 مباريات ودية بتركيا    القصرين: عملية بيولوجية جديدة لمكافحة الحشرة القرمزية    الليغا: ريال مدريد يعترض على إقامة مباراة برشلونة وفياريال في ميامي    كيفاش تحافظ على زيت الزيتونة ويقعد معاك مدة طويلة؟    عاجل : دراسة صادمة... لحوم البقر والأسماك تسبب أعراض الاكتئاب    بن عروس: الشروع في تأمين عيادات في اختصاص جراحة العظام بالمراكز الوسيطة بالجهة    تأمينات البنك الوطني الفلاحي: رقم الأعمال يزيد ب9،8 بالمائة ويبلغ 136 مليون دينار موفى سبتمبر 2025    تاريخ السرقات في متحف اللوفر: من الموناليزا إلى سطو مجوهرات التاج (1911–2025)    بمناسبة الذكرى 77 لتأسيسها: الخطوط التونسية تطلق عروضا استثنائية لمدة 77 ساعة    النائب محمد زياد الماهر: يجب معالجة المديونية المجحفة للدول النامية    عاجل: الخميس القادم...القضاء ينظر في قضية ضدّ المجمع الكيميائي    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي الإفريقي في مواجهة الإتحاد المنستيري    عاجل: حضّروا كلّ الوثائق...التسجيل للباك يبدأ غدوة    تونس تتألّق في الصين: 7 ميداليات في بطولة العالم للووشو كونغ فو    عاجل: ساركوزي يتوجّه الى السجن ويحمل في يده 3 أشياء...ماهي؟    أصداء التربية بولاية سليانة .. مهرجان circuit théâtre    مواطنة من أمريكا تعلن إسلامها اليوم بمكتب مفتي الجمهورية!    طقس اليوم: سحب أحيانا كثيفة بهذه المناطق مع أمطار متفرقة    دراسة علمية تربط بين تربية القطط وارتفاع مستوى التعاطف والحنان لدى النساء    التوأمة الرقمية: إعادة تشكيل الذات والهوية في زمن التحول الرقمي وإحتضار العقل العربي    عاجل: الكاتب التونسي عمر الجملي يفوز بجائزة كتارا للرواية العربية 2025    لطفي بوشناق في رمضان 2026...التوانسة بإنتظاره    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتاب «التونسية» المتسلسل:«الامبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق»لمحمد حسنين هيكل
نشر في التونسية يوم 29 - 03 - 2016


31 ضربة 11 سبتمبر والبحث عن عدوّ
في أكتوبر 2003 نشر الكاتب والصحفي المصري الكبير والراحل محمد حسنين هيكل كتابه المعنون «الامبراطورية الأمريكية والإغارة على العراق» وسرعان ما نفذت النسخ المطبوعة في العالم ليتم طبع نسخة أخرى من الكتاب في ديسمبر 2003 أي بعد شهرين فقط من صدور الطبعة الأولى.
ولعل ما يلاحظ في هذا الكتاب مقدمته التي اقتصر فيها الكاتب الراحل على جملتين فقط تحملان بعد نظر الرجل وتكشفان رؤيته للأحداث التي ستتشكل في السنوات القادمة في العالم عموما وفي الوطن العربي خصوصا.
وقد جاء في المقدمة: «هذه الفصول قصة وقائع سياسية قائمة، وهي في نفس الوقت تشكل أحوال سياسة قادمة».
والذي يطالع ما جاء في الكتاب يكتشف أن هيكل كان يدرك أن غزو العراق الذي كان قد تم لم يكن الاّ حربا أولى في المنطقة سعت اليها أمريكا في اطار مخطّط سرّي لبناء شرق أوسط جديد تعيش اليوم المنطقة على ايقاعاته.
فما يحدث اليوم بالشرق الأوسط من حروب ودمار ماهو إلا تعبيرة من تعبيرات سيناريو «الفوضى الخلاقة» الذي وضعته الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدى ال 40 سنة الفارطة لتأمين سيادة مطلقة لأمريكا على العالم.
«التونسية» تنشر مقتطفات مطوّلة من كتاب هيكل المليء بالأحداث والأسرار.
في الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر 11 سبتمبر 2001، وبعد أن استجمع الرئيس الأمريكي بعض أعصابه في أعقاب صدمة تفجيرات البرجين، دعا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي على الشبكة الالكترونية الرئاسية، وكان «بوش» ساعتها في قيادة القوات الجوية بولاية «نبراسكا»، ولأنّه لم يكن قرّر بعد موعد عودته إلى العاصمة، فقد أراد أن يكسب وقتا، وتمت الترتيبات اللازمة بسرعة، وكان أوّل المتحدّثين في هذه الجلسة الالكترونية هو «جورج تنيت» مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي ظهر جالسا على مكتبه في واشنطن قائلا:
«سيادة الرئيس، نستطيع أن نقول في شبه يقين (near certainty) أن «بن لادن» وراء الهجوم على نيويورك صباح اليوم، فلقد وجدنا من بحث قائمة الركاب على شركة الطيران الأمريكية للرحلة رقم 77 (التي ضربت مبنى البنتاغون) أن أحد الركاب هو «خالد المدحار»، وذلك رجل تابعنا نشاطه قبل سنة في ماليزيا، وقد تمكن «عميل في خدمة الوكالة» من تحديد موقعه في تنظيم القاعدة، ووقتها قامت الوكالة بإخطار إدارة المباحث الفيدرالية F.B.I كي تضع هذا الرجل على قائمة الممنوعين من دخول الولايات المتحدة، لكن المخابرات المركزية فوجئت عندما وجدت اسم «المدحار» ضمن ركاب الرحلة 77، ومعنى ذلك أنه تمكن من التسلّل إلى الولايات المتحدة.
يوم 12 سبتمبر (اليوم التالي للصدمة الكبرى)، دُعي مجلس الأمن القومي لاجتماع خاص في البيت الأبيض (اجتماع بشر من لحم ودم وليس ترددات ذبذبات الكترونية مشفّرة)، وكان «جورج تنيت» أوّل المكلّفين بعرض الموقف، وألقى «تنيت» بالمسؤولية على القاعدة، وبعدها على حكومة طالبان التي تؤويها، وبعدها على المخابرات العسكرية الباكستانية التي دعّمت حركة طالبان ومكّنت لها، واعتبرتها المؤتمنة على الجهاد الإسلامي في أفغانستان (ضد الاتحاد السوفياتي السابق)، وصاحبة دولته الحاكمة في ذلك البلد، وعلق «بوش» قائلا: «الحملة ضد الإرهاب فرصة عظيمة لإقناع روسيا والصّين بالانضمام إلينا».
ثم التفت الرئيس إلى وزير الدفاع «دونالد رامسفيلد» وقد أخطره بالأمس أن الكرة في طريقها إلى ملعب القوات المسلحة) يسأله عما توصل إليه، وكان «رامسفيلد» قد أعد ورقة أمامه كتب عليها مجموعة أسئلة يريد طرحها، والحصول على إجابات عنها تكون توجيها واضحا للقوات المسلحة.
«إذا كنا سنوجّه ضرباتنا ضد القاعدة، فنحن نريد أن نعرف:
1 ما هي الأدلة المتوافرة لدينا على مسؤولية هذا التنظيم عمّا جرى بالأمس؟
2 ما هي الأهداف التي يمكن أن نوجّه إليها ضرباتنا لكسر التنظيم؟
3 ما هو التوقيت المقترح لبداية ضرباتنا؟
وتوقف «رامسفيلد» لحظة ثم استكمل:
«أريد أن أكون واضحا:
1 ليست لدينا خطط طوارئ جاهزة للتعامل عسكريا مع تنظيم «القاعدة».
2 ليست لدينا قوات معبّأة للعمل في مناطق تواجد هذا التنظيم في أفغانستان.
3 إذا أردنا توجيه ضربات جوية متواصلة في أفغانستان، فنحن نحتاج في الإعداد والتحضير والنقل وتشوين الأجهزة إلى مدة ستين يوما.
وتدخل وزير الخارجية «كولين باول» يبدي دهشته من أنّ وزير الدفاع يطرح أسئلة كان واجبه تقديم إجابات عنها.
ورد «رامسفيلد» بأنه لاحظ في سير المناقشات أنّ بعض زملائنا «لا يتصوّرون أن ننتظر ستين يوما قبل أن نضرب»، بل وسمع أحد مستشاري الرئيس يقول: «إنه لا يمكن تصوّر الانتظار حتى يوم 11 نوفمبر حتى تردّ الولايات المتحدة على حدث وقع يوم 11 سبتمبر»، وهو يريد أن يعرف الجميع أنّ توجيه ضربة عسكرية تختلف عن الإدلاء بتصريحات مرسلة إلى وسائل الإعلام، وأضاف «إنّ الأسئلة التي طرحها حقيقية وهي ليست أسئلته الوحيدة، وإنّما لديه بعد ما ذكر قائمة طويلة».
فيها السؤال عن «أيّة حدود سوف نلتزم بها في توجيه الضربة؟».وفيها السؤال عن «من هم حلفاؤنا في توجيه هذه الضربة؟».
وفيها السؤال عن «هل هناك حلفاء لنا يساعدون القاعدة؟ وإذا كان فهل نوجه إليهم ضرباتنا أيضا؟».
ثم قال «رامسفيلد» بلهجة درامية:
«إن القوات تحتاج إلى توجيهات محدّدة!».وقال «تشيني»: «إنه يفهم أنّ أفغانستان على بعد سبعة آلاف ميل من أمريكا، وأنّ عدد سكانها 26 مليون نسمة، أي أنّها في حجم تكساس (ولعل «تشيني» أراد بهذه المقارنة أن يقرب الصّورة إلى عقل «بوش») فماذا سنفعل بالضبط؟».
وتدخل «بوش» ليقول «كما فهما فإنّنا كنّا نتابع «بن لادن» حتى خروجه من السودان في ماي سنة 1998 هذا عرفته مما قرأته بعد ذلك ذهب «بن لادن» إلى أفغانستان وهناك احتضنته حكومة طالبان أبلغوا طالبان أننا نفضنا أيدينا منهم طالبان والقاعدة هما نفس الشيء».
وتدخل «رامسفيلد» يرد الجميل لباول فيقول: «نحن نقترب أكثر من تحديد هدفنا، ولكني أظنّ أنّنا نحتاج قبل أن نتحدّث عن العمل العسكري إلى الحديث أيضا عن الدور الذي يمكن أن تقوم به القوة الأمريكية في مجالات غير عسكرية، وفي التمهيد لهذا العمل العسكري حين يجيء وقته، فهناك ضرورات لعملية إعداد سياسي وقانوني وديبلوماسي ومالي ومخابراتي، وكل ذلك لازم قبل أن تبدأ الضربات، لهذا قلت أنّنا نحتاج إلى ستين يوما ليس فقط للعمل العسكري، ولكن لمقدّماته وتجهيزاته غير العسكرية».
وتدخل «جورج تنيت» مدير المخابرات المركزية يقول «إنّ قيادة القاعدة موجودة في أفغانستان، ولكن نشاطها عالمي، وهي موجودة في كلّ القارات، ونحن لدينا قائمة بستين بلدا رصدنا فيها تحركات «للقاعدة».ورد «بوش» يقول «لنأخذهم بلدا بعد الآخر لأننّنا نستطيع التصرّف معهم جميعا في نفس الوقت».
وعاد «رامسفيلد» يقول «المسألة ليست فقط «بن لادن»، ولكن هناك دولا كثيرة تتعاون أو تتهاون مع الإرهاب!».وختم «بوش» المناقشة في هذا الموضوع بقوله «علينا أن نرغمهم أولا على الاختيار، إما نحن وإما القاعدة، إما معنا وإما معهم، إما حلفاء لأمريكا وإما حلفاء للإرهاب».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.