آفاق مسدودة، ومصير غامض يواجه اعوان دار العمل ومؤسسة كاكتوس وجريدة الوحدة وجريدة العقد ودار الصباح، بعض من هؤلاء اختار الاحتجاج وآخرون الانتظار أو الصمت، لكن الهاجس واحد ألا وهو مصير وآفاق مؤسساتهم فأعوان دار العمل طالبوا بالتدخل العاجل لانقاذ وضعياتهم المهددة وطرحوا اعادة صدور جريدتي الحرية والرونوفو وتوضيح الرؤية المستقبلية لهاتين المؤسستين مع مؤسسة »الساجاب« ومرتبات شهر جانفي اضافة الى المستحقات المتخلدة لسنوات 2008/ 2009/ 2010 ومنحتي الشهر الثالث عشر والانتاج والتصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والاهم من ذلك الحفاظ على مواطن الشغل القارة. ❊ على قارعة الطريق اما بالنسبة إلى أعوان وصحفيي مؤسسة كاكتوس، والذين يواجهون هذه الايام حملة اعلامية شرسة غير مبررة، فوضعيتهم المهنية والاجتماعية عالقة، دون ان نتحدث عن وضعيتهم النفسية هؤلاء لا يتحملون مسؤولية فساد مؤجرهم السابق الذي يملك أغلبية اسهم المؤسسة ويطالبون بأجرة شهرجانفي وترسيمهم وتسوية وضعية العرضيين وتحويل المؤسسة الى قناة تلفزية. هذه المطالب المشروعة وجدت الصدى لدى الاتحاد العام التونسي للشغل، وتم الاتفاق مع اعوان المؤسسة وصحفييها على تأسيس نقابة أساسية لتأطير تحركاتهم المشروعة وتنظيم مطالبهم والدخول مباشرة في برنامج نضالي لارجاع حقوقهم وانصاف اكثر من 240 عائلة تبحث عن الخبز والكرامة. ❊ في الوحدة الشعبية جريدة الوحدة كذلك، تشهد مشاكل مهنية بالجملة مسّت حوالي 14 عونا بين صحفيين وتقنيين، وقد تعذّر إلى الآن اصدار 4 أعداد لاسباب غير مفهومة وتبريرات غير واضحة من طرف المكتب السياسي للحزب الذي يشهد صراعات واختلافات على ما يبدو. ❊ في دار الصباح دار الصباح، تعيش بدورها مخاضا لم تشهده من قبل، مشاكل في الادارة والتسيير وتعطيلات في خلاص اجور الاعوان والصحفيين، وهذه المشاكل دفعت باجراء المؤسسة الى التفكير جديّا في تأسيس نقابة تدافع عن مصالحهم المادية والمعنوية في ظلّ هذه الظروف الصعبة وارجاع العمل النقابي الحرّ إلى هذه المؤسسة بعد حوالي 30 عاما من الانقطاع. وهكذا فإنّ الثورة التونسية، التي تناضل الى الان من أجل محاربة الفساد والافساد أثرت على عديد المؤسسات الاعلامية في البلاد مهنيا واجتماعيا، وهي الان تساهم في خلق مناخ جديد وطاقات جديدة للتأثير الايجابي في المشهد الاعلامي. وقد وضع الاتحاد العام التونسي للشغل كل مجهوداته واطاراته في خدمة الصحفيين والاعوان من أجل ضمان حقوقهم المشروعة وتذليل الصعوبات أمامهم، وهم الان مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى الالتفاف حول المنظمة الشغيلة لحلّ كل المشاكل العالقة وتأسيس خارطة اعلامية تقدمية منخرطة في صلب الثورة والقضاء على بقايا الفساد والدكتاتورية.