نظمت اليوم بمقر الأرشيف الوطني الجمعية التونسية "للبحوث و الدراسات لاتحاد المغرب العربي" ندوة علمية تحت عنوان "الأزمة الليبية" اليوم حضرها العديد من الأساتذة و باحثون جامعيون من أجل البحث عن تداعيات الأزمة الليبية على بلدان المغرب العربي إضافة إلى تفسير التدخل الأجنبي و تداعياته على المنطقة العربية. افتتح هذا اللقاء السيد "حبيب حسن اللولب" مؤكدا على أهمية البحث في حلول للمشكل الليبي. و بين في هذا الإطار الدكتور "منصف وناس" أستاذ بجامعة تونس للعلوم الإنسانية و الاجتماعية في ما يخص التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية أنه توجد مفاوضات سرية بين "الناتو" و "مجلس المعارضة الليبي" حول إمكانية إرساء بقواعد عسكرية. و أضاف أن ما يحدث في ليبيا لا يهدف إلى حماية المدنيين و إنما هو إيجاد طريق جديد للدخول إلى ليبيا من أجل تأسيس قواعد عسكرية و نهب خيراتها خاصة أمام جودة النفط و ما يتميز به موقع ليبيا في سهولة عملية التصدير داعيا إلى ضرورة أن تعيد القضية الليبية إلى الليبيين أنفسهم لكي يقرروا مصيرهم. و قدم "عبد المجيد العبدلي" أستاذ بجامعة المنار مداخلة قانونية أكد فيها هشاشة القانون الدولي في التعامل مع الصراعات الدولية مؤكدا أن هناك فصولا مثل الفصل 7 يطبق و يكون ملزما للدول العربية و يطبق و لا يلزم إسرائيل مشيرا أن معظم التدخلات التي قامت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت بالأساس من أجل مصلحتها و من أجل ضمان استقرار إسرائيل. و أوضح أن القانون الدولي يعتمد سياسة المكيالين ميزان يطبق على الدول العربية و آخر يطبق في إسرائيل". و أضاف أن تدخل الناتو من الناحية القانونية غير شرعي خاصة و أن ميثاق الأممالمتحدة صيغ بكيفية تجعل بعض الدول تتحكم في قررات الأممالمتحدة. أما الأستاذ "عمر فرحاتي" بجامعة "بسكرة" الجزائرية فقد قدم مداخلة حول تداعيات الأزمة الليبية على دول المغرب العربي وصفها بأنها خطيرة و هي أزمة شملت جميع الميادين على المستوى الاقتصادي مشيرا إلى أهمية المبادلات الاقتصادية بين تونس و ليبيا. و أضاف أن التدخل الأجنبي في ليبيا كان من أجل تغطية خسائر الأزمة المالية التي عرفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية و البلدان الأوروبية. * أزمة التفكير في الشأن الليبي: أما المداخلة الثانية فكانت من قلب الحدث تحت عنوان "أزمة التفكير في الشأن الليبي" للأستاذ "عمران القبيب" أستاذ بجامعة الزاوية في ليبيا الذي أكد أن ما يقوم به الناتو من عمليات عسكرية له دوافع إنسانية فجاء على لسانه "لولا الناتو لقام القذافي بإبادة جماعية لأهل بن غازي". في هذه المداخلة استنكر ما جاء على لسان الاساتذة الحاضرين بأن هناك أطماع خارجية للثروة النفطية في ليبيا. ففسر هذا التدخل بأنه جاء لعدم تكافئ القوى بين شعب أعزل و مجرم حرب مارس أبشع الجرائم ضد شعبه. و أشار أيضا إلى الزيارة التي قام بها السيد "احمد الاينوبلي" الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي إلى ليبيا التي "مجد فيها القذافي كما لو كان القذافي نفسه" متهمه بتقاضي أموال ليبية.