بين القلق والتفاؤل كان المفكر والفيلسوف الكبير يوسف الصديق يتأرجح في الرد على أسئلة "التونسية "...قلق مأتاه انشغال الصديق بشان تواجد ابنه أمية على متن سفينة الحرية2 التي تمخر عباب بحر اليونان وهو خوف برز على قسمات وجهه وادخل محدثنا في عالم الإفادة حيث قال معتزا بمدح أمية الذي اختار النهج النضالي لجده من الأب إنه اقرب أبنائه إلى قلبه في هذه اللحظة التي يخشى فيها العدوان الإسرائيلي على السفينة. ومن جانبنا اخترنا ألايكون الحوار "سين جيم" لان الوضع النفسي لمحدثنا لم يكن يسمح بذلك .وبين الفينة والأخرى كنا نتجنب الإزعاج تحسبا لانسحابه من حلبة النقاش وعليه فحوارنا لن يتخذ الصبغة التقليدية وإنما سنكون على قدر من الإيجاز والإفادة . ولما استأنس الصديق قال في قراءة استعجالية بان الوضع الراهن شبيه بكيس القمح المتناثر وبن عاشور (رئييس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة ) في قفص الاتهام ..وأضاف بان الثورة لن تندثر وان الأمل بالجهات الداخلية للبلاد مازال قائما ..وفي سياق التعليق عن الأحداث داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة قال الصديق بان موضوعي التطبيع وتمويل الأحزاب لا يمثلان إشكالا..ووصف هيئة بن عاشور بأنها مجموعة اغتنمت فرصة الدخول إلى منزل عرس مشبوه انقضى وبمجرد وجود شغور تحينت فرصة الدخول والإقامة !..وأضاف "أنا لا أستثني من الوصف أحدا بالرغم من أن البعض هم من الأصدقاء" واسترسل ليقول بان الهيئة لم تراع حق الأغلبية واكتفت بتعيين أعضائها بمفردها ولم تراع المناضلين ولا الحقوقيين . وفي سياق آخر قال إن الثورة عليها أن تمهد الطريق للأجيال الصاعدة داعيا إلى إصلاح التعليم في المقام الأول.وفي سؤال مباغت حول علاقة الصديق بالأحزاب وإمكانية المشاركة في الحياة السياسية عبّر بلهجة التبرؤ عن عدم انحيازه لأي حزب رغم علمنا بان نجله أمية كان من أنصار الحزب التقدمي قبل انفصاله غير البعيد عنه. هذا وأفصح في الآن ذاته عن إمكانية الترشح للمجلس التأسيسي و قال بأنه أجرى زيارات الى داخل البلاد ويأمل مواصلة مثل هذه الزيارات في الأيام القادمة..كما اعتبر الصديق أن المرحلة الراهنة لا تستدعي تكتيكا والحكومة المؤقتة قد تجاوزت صلاحياتها بعض الشيء في اتخاذ القرارات والحال أنها حكومة تصريف أعمال وتجاهلت التفكير في المستقبل .واعتبر أن قلق الأحزاب على عدد الأصوات في الوقت الراهن غير مبرر .ويعود الفيلسوف ليقول "قلقي وحيرتي كبيران على فلذة كبدي" .