"محمد البصيري بو عبدلي"، مهندس الإعلامية الذي بدأ حياته المهنية بفرنسا قبل أن يعود الى تونس سنة 1972 ليحترف مهنة المربي. هو الرجل الذي قال "لا" للرئيس المخلوع بن علي بعد أن رفض أن يرضي جشعه في اقتسام مؤسساته التربوية الشهيرة مما ساهم في تعرضه الى العديد من المضايقات و أصبح بمرور الأشهر ضحية ابتزاز حقيقي بأن تم غلق الجامعة الحرة بتونس و التي أسسها مع زوجته الفرنسية و هي أقدم الجامعات الخاصة التي كانت تستقطب طلبة من تونس و من خارجها. و نكاية في "بوعبدلي" أسند تسيير هذه الجامعة الى إدارة عاجزة على حد تعبيره لتصفيتها و غلقها بعد إفلاسها. و قبل ذلك تم غلق معهد لويس باستور بعد سنين من العمل برخصة من وزارة التربية حتى لا يكون منافسا للمدرسة الدولية بقرطاج التي أنشأتها "ليلى الطرابلسي" زوجة المخلوع... و لم يقف نزيف المضايقات عند ذلك اذ تعرضت مدرسة "جان دارك" التي تديرها زوجة "بوعبدلي" الى مضايقات مافيا بن علي و لما فشلوا في محاولات الحجر عليها، فرضوا عليها عديد المضايقات الإدارية و الإجراءات غير المبررة و الاستفزازية و أضاف "بوعبدلي" أن القمع المنظم الذي تعرض له طوال السنوات الماضية كان مظهرا من مظاهر السياسة القمعية التي تعكس جشع النظام السابق و ما يتمتع به من قدرة على الابتزاز و قد بلغ الأمر بالرئيس المخلوع الى اتخاذ القرار بتصفية بوعبدلي جسديا حيث بين بوعبدلي في هذا المجال أن أحد المقربين من الأجهزة الأمنية المقربة من بن علي كان قد أخبره بقرار قتله بعد أن استوفى كل الطرق لإذلاله و تركيعه... و منذ 2007 بات يشعر حسب تصريحه بأنه لن يعود الى عائلته مساء كلما غادر المنزل صباحا، مما جعله يدرك أن تونس لم تعد بلد حرية و قد لخص سنوات الخوف و المضايقات و المظالم في كتابه "يوم أدركت أن تونس لم تعد بلد الحرية" الذي أصدره في فرنسا سنة 2009 للتشهير بنظام بن علي البوليسي الظالم. و في حواره مع "التونسية" أكد بوعبدلي أنه ذاق ذرعا بسياسة بن علي الظالمة و لم يجد أي مهرب غير الدعاء عليه في صلواته و تهجده ليلا و عند طوافه أثناء أدائه لمناسك الحج... و ظل كذلك حتى حصلت المعجزة و رحل الطاغية بعيدا عن البلاد في ثورة 14 جانفي فكان أن اصدر كتابه في نسخة عربية خلال شهر فيفري الماضي.