خلال جولة قمنا بها اليوم في السوق الموسمية لبيع الخرفان بالقصرين بالبطحاء المقابلة لمستودعات شركة النقل لاحظنا ان اسعار " علوش العيد " مرتفعة جدا و بعيدة كثيرا عن اثمان السنة الفارطة حيث تراوحت الاثمان بين 240 و 500 دينار .. و قد التقينا هناك بجزار متعود على شراء الاغنام بشكل شبه يومي و له تجربة في التعامل مع اسواق الخرفان بجميع انحاء الجهة و هو السيد محمد الهادي بن المولدي و سالناه عن الاسعار المتداولة فقال لنا:" ككل القطاعات بعد الثورة شهدت اسواق الاغنام انفلاتا غير مسبوق و ارتفعت الاسعار بشكل غير مقبول و لم يعد بالامكان بالنسبة لنا كجزارين العثور على خروف يحقق لنا ادنى نسبة ربح بعد ذبحه و بيعه بالتفصيل و اصبحنا نكتفي في اغلب الحالات بشراء خرفان لبيعها بنفس ثمن الشراء من اجل المحافظة على حرفائنا و خاصة خلال الاسابيع الاخيرة قبل حلول عيد الاضحى .. اما بالنسبة للراغب في شراء اضحية العيد فما عليه الا اضافة حوالي 30 بالمئة على ثمن خروف السنة الفارطة و الا فانه لن يجد ضالته .. فالاسعار من نار و ما كان يباع سابقا ب 240 دينارا مثلا قفز ثمنه الى 300 دينار .. فالمربون يشترطون كما يشاؤون و " القشارة " الهبوا السوق ليحققوا ارباحا طائلة على حساب " الزوالي " و هناك من يحاصرالمربين عند دخولهم السوق و يشتري منهم كل القطيع الذي جاؤوا به ثم يبيعه على عين المكان بزيادة غير مقبولة فيها الكثير من الابتزاز و الاستغلال .. و انا من منطلق تجربتي انصح ارباب العائلات بعدم شراء اضحياتهم الا قبل العيد بيوم لانه ساعتها سيكثر العرض و يقل الطلب و تنخفض الاسعار غصبا عن " القشارة " !