بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"عبد السلام جراد" ل «التونسية » تونس ليست ملك حزب ولابد من الحوار بين الحكومة والاتحاد حكاية «الغرفة 707» لا وجود لها.. وانتخابات الاتحاد تمت بكل شفافية وديمقراطية عدم إيقاف المعتدين على مقرات الاتحاد يفتح الباب لكل التأويلات «البلاد شاعلة والزيادات معن

عبد السلام جراد الأمين العام السابق للاتحاد العام التونسي للشغل والأمين العام الحالي للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي شخصية أثارت الجدل وطرحت حولها أكثر من علامة استفهام خاصة وأنه كان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وقت الثورة.. إضافة الى أن علاقته بالنظام السابق وبحكومتي محمد الغنوشي والباجي قائد السبسي كانت محل جدل ورغم ابتعاده الرسمي عن دواليب قيادة الاتحاد فإنه مايزال يتابع أخبار هذه المنظمة العتيدة. عبد السلام جراد نزل ضيفا على «التونسية» وتحدث كما لم يفعل منذ مغادرته الاتحاد متعرضا للوضع العام للبلاد ولتصوراته للمرحلة القادمة.
اقترن اسم عبد السلام جراد الأمين العام لاتحاد الشغل سابقا بجملة من تهم الفساد الإداري والمالي، فماذا تقول بخصوص هذه المسألة ؟ وما هي اخر مستجدات القضية الجارية ضدك؟
ليس لي ما أقول في هذا الموضوع، الظروف التي جاءت فيها التهم معروفة للجميع والأسباب موجودة وهذا لا يغير شيئا وأنا لا زالت ثابتا على مواقفي النقابية النضالية.
ماهي هذه التهم؟ كيف أتدخل في التوجيه؟، كيف أتدخل في الترقيات ؟ كيف أتدخل في النقل وفي الدفاع عن شركة التأمين؟
هذا يعني لو أن الأمين العام الحالي السيد العباسي تدخل في الترقيات سيتعرض للمساءلة ؟
خلاصة القول تحدثت في الموضوع مطولا وفي عديد المرات ولا داعي لتكرار نفس الكلام وفي صورة تم استدعائي من قبل العدالة فسأذهب.
قراءتك للوضع النقابي بعد ثورة 14 جانفي ؟
بعد الثورة زادت عدة معطيات في تطوير أداء دور الاتحاد العام التونسي للشغل حيث جدت أحداث هامة تسجل في تاريخ تونس المعاصر، تتمثل أساسا في قيام الشعب باسترجاع حقوقه وكرامته المسلوبة وحرياته وكذلك الدفاع عن المؤسسات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتوازن بين الجهات وخلق نموذج مجتمعي للبلاد يضمن التعايش الحضاري بين مختلف مكوّناته ومؤسساته ودولة تعنى به وتكون في خدمته، لكتابة دستور يضمن حقوقه ويضمن عيشه بأمن وأمان.
وقد دأب الاتحاد على التواجد في صلب مصالح الشعب والدفاع عن حرمة البلاد من كل التدخلات الخارجية وإنجاح تركيز الانتقال الديمقراطي، كما أن مسؤولية الاتحاد الشاملة ليست فئوية ولا ظرفية واستمرارية عمله تتطور مع مضمون الثورة وتحقيق أهدافها وإعداد البلاد للموقع الطبيعي ولاستحقاقات الشعب ومكوناته.
وللتذكير فان الاتحاد هو أول من سارع باحتضان الثورة باعتبار أنه أسس لها منذ عدة مراحل فكان يغتنم الفرص السانحة لذلك وسخر كل وسائله من هياكل ومقرات خدمة لأهدافها وحدد البرامج وخرائط الطريق في التعامل مع مصالح الشعب في ما يخص هذه المرحلة التاريخية في حياة تونس.
وأذكر في ذات السياق، خارطة الطريق التي أدت إلى تكوين الهيئات منها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال وهيئة تحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي والإصلاح السياسي. كما كانت لنا مشاركة في وضع عدة مطالب كالعفو التشريعي العام وإعطاء الآجال القانونية للانتخابات التي أدت للانتقال بالبلاد من الشرعية الوفاقية إلى الشرعية الانتخابية.
كما استجاب الاتحاد أيضا لنضال أبنائه ومواقفه ومكوناته ولنداء الشارع التونسي بشبابه المتعطش للحياة الكريمة، التشغيل، المشاركة في الحياة السياسية والجمعياتية والارتقاء بتونس إلى مصاف البلدان المتقدمة وتمتع شعب تونس بخيراتها دون استثناء وكذلك قدم المجهود المطلوب كطريقة للتجاوب مع ما قدمه أبناء الشعب التونسي خاصة الشهداء والجرحى ولابد أن ننحني في هذا السياق للشهداء ونتمنى الشفاء لجرحانا.
أردنا دائما أن يقوم الاتحاد بوصفه منظمة وطنية بتجنيد كل طاقاته للصالح العام والدفاع المستمر بلا استثناء عن مصالح الشغالين وتطوير حياتهم المهنية والعلاقات الشغلية.
خروجك في مسيرة الاتحاد احتجاجا على إلقاء القمامة أمام مقرّاته، هل تتعدى حدود المساندة النقابية في مدلولاتها ؟
عندما كنت في الأمانة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل قلت ان المسؤولية النقابية هي مسؤولية ظرفية وهي تكليف، لكن المناضل النقابي مسؤوليته مستمرة لا تنقطع بل في تواصل دائم، كما له مسؤولية تجاه المبادئ والالتزام بأخلاقيات العمل النقابي..
ومشاركتي في المسيرة هي عادية لو اعتبرناها وقعت في ظروف عادية ولكن هذه المرة المشاركة حماسية ولها عدة أبعاد ولها أكثر من معنى لأنها أتت في ظروف استثنائية تستهدف الاتحاد، وكذلك الطيب البكوش كان حاضرا يومها وهو أمين عام الثمانينات .
وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن استهداف الاتحاد ليس بالجديد فهو منذ زمن طويل، مستهدف في مسؤولياته ونشاطه ونقابييه لمحاولات الإرباك ولزعزعة الثقة فيه لكن الاتحاد لا يكترث بذلك لأنه تعلم وتعوّد طويلا على مثل هذه الأساليب. والخروج من المسؤولية ليس بالضرورة خروجا من الاتحاد، بل بالعكس هو التفرغ للمسؤولية النقابية بأكملها، الرسالة مازالت مستمرة وبالعكس الآن سنتفرغ أكثر للنضال الداعم للعمل النقابي.
هل من علاقة شخصية تجمعك بالسيد حسين العباسي الأمين العام الجديد للاتحاد العام التونسي للشغل ؟
شيء طبيعي، توجد علاقة شخصية معه ومع كل كاتب عام اتحاد جهوي ومع كل هياكل الاتحاد وحسين العباسي قضى معي قرابة 5سنوات في نفس المكتب التنفيذي.
هي علاقة زمالة ومسؤولية باعتباره كان كاتبا عاما ثم وقع انتخابه عضو مكتب تنفيذي فطبيعي أن تجمعنا علاقة تندرج ضمن جملة العلاقات التي تجمعني بباقي الأعضاء.
وقد كنت كل يوم اثنين اجري اتصالاتي بجميع الاتحادات الجهوية لمعرفة ماذا لديهم من أفكار ومقترحات ومشاكل والاستفسار عن الجامعات، وما بقي عالقا من أنشطة الأسبوع المنقضي.
لكن أرغب في الإشارة إلى أن العلاقات الشخصية بين النقابيين شيء والمسؤولية النقابية شيء ثان، ولا نحتكم سوى لصالح العمل النقابي والمسؤولية النقابية للاتحاد.
إذن ما سرّ الغرفة رقم 707 في النزل الذي التأم فيه المؤتمر وراج أنه وعلى إثر الالتقاء بالمكتب التنفيذي طبخت عملية انتخاب السيد الحسين العباسي ؟
تقدم 51 مترشحا للمشاركة في الانتخابات بكامل الديمقراطية والحرية، كل واحد قام بحملته الانتخابية وقدم مشروعه الانتخابي بطريقة حضارية، ولم يشتك أحد من تعرضه لأي شكل من أشكال العنف أو غيره.
والانتخابات وقعت بحضور الصحافيين وجميع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية كما حضروا النقاشات جميعها، سمعوا «كل كبيرة وصغيرة» والغرفة 707 التي تتحدثون عنها لا وجود لها «والله ما سمعت بها صدقني كان تو» (قال هذه العبارات وهو يبتسم).
المؤتمر بدأ قبل 8 أشهر في تحضير اللوائح وانجاز الدراسات والبرامج والتقرير الاستشرافي والتقرير العام وكيفية إجراء الانتخابات والتعريف بماهية مكونات المؤتمر، جميع هذه الحيثيات أشرفت عليها الهيئة المديرة الاستشارية والجهات.
والتصويت كان في خلوة «ما يشوفها كان ربي سبحانه وتعالى موش معقول بعد هذا الكل يقولوا انو تعيين موش انتخاب».
وقد كانت إرادة العمال في تكريس الشفافية والديمقراطية في الانتخابات مقدمة لمستوى راق وصل له الاتحاد ولأول مرّة يسلم أمين عام الاتحاد المسؤولية إلى مكتب تنفيذي آخر والى أمين عام جديد في مؤتمر يرأسه، هكذا يكون التداول على المسؤولية وثقة النقابيين في بعضهم والاستعداد للعمل في ما بينهم.
ما رأيك في اتهامات الاتحاد ل«النهضة» حول قضية إلقاء القمامة ؟ ومدى صحة هذه الاتهامات من وجهة نظرك ؟
لا أعلم، لا أعلم من المسؤول ؟ لكنه سؤال يحتاج الإجابة فعلا: بعض النقابيين أعطوا أرقام السيارات التي زارت المكان محملة بالفضلات وقامت بإلقاء القمامة أمام بعض مقرّات الاتحاد فلماذا لم يقع تتبع أصحاب السيارات؟ ووقع الاكتفاء بتخطية شخص عادي . واضح أن الأمور ممنهجة والحاكم على علم بذلك، لكن لا يرغب في التصرف.
إذا لم يقع إيقاف مثل هؤلاء الناس ومحاسبتهم فكل التأويلات والشكوك واردة.
فرضا أن أفرادا منتسبين لحزب «النهضة» هم من قاموا بذلك، هل تعتقد أن الحكومة ستحميهم ؟
بالنسبة لي الحكومة هي المسؤولة الأولى عن القوانين المتعلقة بالبلاد وهي مطالبة بإرجاع هيبة البلاد وحرمة المواطن وسمعته. فعندما يتواجد حزب خارج عن الإطار المعقول على الحكومة أن تضع له حدّا، ويجب أن تحاسب كل من يخالف أو يتطاول على القانون أو سعى إلى خلق العنف والعنف المتكرر. لكن ما نلاحظه هو كثرة المشاكل ولا نلمس تصرفا أو تحركا فعليا للحكومة وهذا الأمر يجعل الناس تسأل وتتعجب وتلجأ للعنف في تصرفاتها فيما بينها لأن لا شيء يردعها.
لكن لا يوجد أي رد فعل، ما معناه ؟ يعني حتى لو كانوا أبرياء ستلحقهم التهمة، على الحكومة أن تنتبه جيدا وتقوم بتطبيق القانون على الجميع دون تمييز. وأن لا تكون هناك ازدواجية في الخطاب.
ألا تعتقد أن الاعتصامات والإضرابات التي ينظمها الاتحاد العام التونسي للشغل من شأنها أن تعطل الحركة الاقتصادية ؟
لا أحد يحب الاعتصامات، أشبه الأمر بالإنسان الذي يشتكي من مرض وبدأ في رحلة البحث عن الدواء الناجع.
أول شيء يجب أن يحترم هو مصداقية التفاوض وتطبيق الاتفاقيات التي تقع على إثر التفاوض فإذا لم تطبق ويقع تنفيذها ، فكأنك ضربت العلاقة التعاقدية التفاوضية وضربتها في العمق ، المطلوب هو تطبيق الاتفاقيات الممضاة سواء كانت من طرف الحكومة أو القطاع الخاص.
والاعتصامات نوعان:
الاعتصامات المنظمة والتي يقع الإعلام عنها وهنا أريد أن أعرج للتذكير بما قاله وزير الشؤون الاجتماعية مؤخرا أن عدد الاعتصامات زمن النظام السابق كانت أكثر بكثير من الاعتصامات في الفترة الحالية لكن الإعلام لم يكن يتحدث عنها، كان يعتّم عليها أما اليوم فكلّما وقع اعتصام تجد الإعلام سباقا فهو المرآة الصادقة.
وأكيد ان النوع الثاني هو الاعتصامات الفوضوية ؟
نعم وهي مخيفة لأن القائمين بها غالبا ما يدخلون في حالات يأس وأكثرهم شباب كما أن أشكالها متعددة حيث يتواجدون في أماكن يمنع الاعتصام فيها كالاعتصام في السكك الحديدية وأمام المصانع (شق الطرق...) وهي رد فعل ناجم عن ظروف عصيبة.
كيف تقيّم طريقة تعامل الحكومة مع الاتحاد العام التونسي للشغل ؟
الظرف صعب للغاية ويجب أن تكف الحكومة عن توجيه التهم بوجود مؤامرات وتترك الاتحاد يشتغل وأن لا تقوم بضرب الحقوق النقابية والتدخل فيها وتترك الاتحاد يدافع عن مصالح الشغالين، فالاتحاد ليس اتحاد «متاع حرفية» هو اتحاد عريق وطني يدافع عن العدالة الاجتماعية والاقتصادية ويدافع عن التوزان بين الجهات.
ولابد أن يجتمع الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة على طاولة التحاور.
وقد اقترح الاتحاد على الحكومة مشروع عقد اجتماعي للنظر فيه وهنا تبرز نية الاتحاد في معالجة الأمور ويبقى الأمر متوقفا على الحكومة.
انظري إلى الواقع المعيش اليوم في تونس ، الأسعار في ارتفاع كبير جدا تقابلها أجور ضعيفة، «البلاد شاعلة والزيادات معندهاش معنى» وأجور الطبقة الشغيلة أصبحت في حاجة للمراجعة والمناطق الداخلية بحاجة إلى عناية، الوضع صعب جدا جدا.
كما يجب أن يقع التوفيق بين الجهات حتى لا يقع تفقير على تفقير وأن تعالج الأمور بحكمة ورصانة وبتكاتف الجهود.
مختصر الحديث، الاجتماع كان لجس النبض حول جميع هذه النقاط ويحتاج الآن إلى إرادة حقيقية. كما أن الاتحاد لا يستطيع التخلي عن الاتفاقيات الممضاة وعن الدور النقابي الذي يضطلع به والاهتمام بالوضع الاجتماعي وتهيئة القدرة الشرائية للعمال وملف الجهات.
الاتحاد العام التونسي للشغل كان دائما عرضة لمؤامرات السلطات الحاكمة، فماذا تقول؟
هذا ليس جديدا فكلما يأتي نظام جديد يتفنن في أساليب المضايقة من عهد بورقيبة الى عهد وبن علي...
فلماذا يرغبون في إلصاق تشويهات بالاتحاد وتهم مزيفة ؟ هل لإنقاص ثقة الشعب في الاتحاد وفي مناضليه ولضرب النقابيين ببعضهم بعضا؟ لقد عشنا مثل هذه الأمور زمن النظام السابق ..... لن نردّ، وسنواصل النضال.
وصحيح أن الاتحاد كان دائما عرضة لمضايقات السلطة الحاكمة لكنه يبقى مستقلا وقويا ومناضلا، لا يكترث بالمضايقات، كما أنه يحتضن كل حساسيات البلاد والأحزاب المستقلة.
لا يوجد إقصاء كما لا يوجد التزام مع أحد، التزام الاتحاد الوحيد هو فقط مع الشغالين وخدمة للشعب لا غير، ولن نتخلى عن دورنا.
ما تفسيرك لمصطلح «مؤامرة» الذي يُستعمل بين الفينة والأخرى ؟
«وقتلّي نختلف معك ليست مؤمراة وقتلّي نتناقش معاك موش مؤامرة. عندما أقدم إصلاحات أيضا وكي ننتقدك موش مؤامرة وقتلّي نحضّر لانقلاب لا قدر الله وقتها نتحدث عن مؤامرة».
عندما أتناقش معك وأصارحك فكريا وسياسيا واقتصاديا فهذا لا يعني أني أتآمر عليك. فالتفسير الأصح لمصطلح المؤامرة هو عندما نجعل التونسيين يتخبطون في صراعات فيما بينهم ويكفرون بعضهم البعض وكل واحد يستعمل لغة تخلق الفتنة، وعندما تصبح المساجد أماكن للاجتماعات السياسية وليس أماكن للصلاة ويستعمل الدين لزرع الفتنة آنذاك نتحدث عن مؤامرة وهذا ما يحدث اليوم...
وهذا دون ذكر ما يحدث في منوبة أيضا منذ أكثر من شهرين ولا أحد يحرك ساكنا؟؟
ما حقيقة الانسلاخات عن الاتحاد العام التونسي للشغل ؟
بالعكس المعلومة غير صحيحة ، هناك أناس عادوا إلى الاتحاد منذ قرابة خمسة أو ستة أشهر.
وقع تزييف بعض الالتزامات للمنخرطين حيث يتم إجراء التزام مع منظمة اخرى غير الاتحاد في الوقت الذي لم ينسلخ فيه المنخرط نهائيا من الاتحاد .
وهناك الكثير من هذه النوعية فلمن يرغب في الانضمام إلى منظمة أخرى يجب عليه الانسلاخ النهائي من الاتحاد قبل كل شيء .
هل أنت مع التعددية النقابية في تونس؟
لا أستطيع أن أقول أنني ضد التعددية النقابية لأن الأعراف والقوانين النقابية الدولية نصت عليها، ولكن في بادئ الأمر يجب أن نتساءل لماذا نحن بحاجة إلى التعددية النقابية وكيف تكون ؟
التعددية النقابية أولا يجب أن يكون لها تمثيل نقابي ديمقراطي ومنتخب وتقدم البرامج البديلة و دون مزايدات «طيّحني وإلا نطيّحك موش تزيد علي ونزيد عليك»...
إن أبغض الشيء هو التعددية حسب رأيي الشخصي لأنها تفكك الوحدة النقابية وتخلق كما ذكرت المزايدات والكتل التي لا تخدم بعضها.
كما أريد أن أشير إلى أن المنظمة التي تستوعب وتمثل أكثر الطبقة الشغيلة هي التي يجب أن تكون في الصدارة.
لكن في اعتقادي، التعددية تخلق نوعا من التشتت والتشرذم في القوى النقابية لأن القوى النقابية لا تستطيع أن تكون إلا موحدة وأنا مع توحيد العمل النقابي لأنه الوحيد القادر على مواجهة الصعوبات والمشاكل ويحقق مطالب العمال.
أفهم من كلامك أنك تعترض على وجود منظمة «اتحاد عمال تونس» وأمينها العام اسماعيل السحباني ؟
لا.... تاريخ السيد اسماعيل السحباني يعلمه الخاص والعام ، فلا يعقل أن أقوم بتجريح الناس ، أخلاقي لا تسمح لي بذلك ، لست أنا من يتحدث بالناس .
والحبيب قيزة أمين عام الجامعة العامة التونسية للشغل ؟
الحبيب قيزة كان كاتبا عاما جهويا وخرج من الاتحاد الجهوي وفتح الكنفدرالية سنة 2006، ما أقوله له هو أن هذا الشكل للتنظيم النقابي لا يجب أن يكون كنفدرالية لخلق أجواء احتقان داخل الاتحاد الذي كبرت فيه وترعرت فيه.
تريد إنشاء الكنفدرالية، لا يجب أن تكون فيه مزايدات أو نوع من «اربطني وإلا نربطك».
فإذا كان عندك تمثيل نقابي لم لا؟ وإن لم يكن لك تمثيل كما يجب ان يكون ، فأنت على علم بالمشاكل التي تحوم حول الاتحاد ، فأترك الاتحاد يشتغل وأترك القانون بيننا وأعلم أن المنظمة الأكثر تمثيلا هي التي تتكلم باسم العمال في المفاوضات والمنتظمات الوطنية والدولية.
ما تعليقك على حادثة إنزال العلم التونسي وتغييره بعلم الجهاد في منوبة ؟
إنها من أصعب الأمور على النفس وأبشعها وهي مس لرمز الشهداء ورمز تونس، «وقتلّي يترفع العلم صدقني لحمي يتقشعر» ... «علم تونس يلتف به المناضل ويتلف به الشهيد لقداسته».
ما حدث في كلية منوبة تجنّ على الشعب التونسي وعلى مقدساته وحرمته. تونس لديها تقاليدها وعاداتها ولباسها التقليدي «نعرف الجبة ونعرف الكدرون، البلوزة لكن منعرفوش اللبسة السوداء والقميص موش متاعنا'.
راجت أخبار سابقا أنك كنت متحالفا مع الوزير المؤقت السابق الباجي قائد السبسي، فما مدى صحة هذه الأخبار ؟
لا أساس لها من الصحة، قالوا أنه صارت «بيعة وشرية» بين عبد السلام جراد والباجي قائد السبسي... «يخي كي يوافقني هو في الرأي نولي نعملوا في بيعة وشرية». ؟
كانت تجمعنا لقاءات عمل واستشارات في عديد المواضيع وقد اتخذت مواقف حادة عندما وقعت الاعتصامات، أذكر أني قلت له بصرامة أنه لا يستطيع إيقاف مثل هذه الاعتصامات ،و حدث بيننا ما حدث.....
رسالتك إلى رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي ؟
لا أريد توجيه رسائل شخصية للمسؤولين. صحيح أنني قابلت السيد حمادي الجبالي عديد المرات وزارني في الاتحاد وتحدثنا معا، وحقيقة رأيت فيه توجها رصينا وتوجها للبلاد ولشعب بأكمله. وكانت المقابلات مستمرة والحديث فيها مفتوح وصريح وتحدثنا في كل ما له علاقة بمستقبل تونس.
ما أستطيع قوله هو أن تونس ليست ملك حزب ولا يمكن أن يمثلها حزب له توجهات ضيقة كما أن الحكومة هي هيبة البلاد تعمل لمصلحة الشعب، وأمل الشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة كبير وأملنا في تطبيق القانون العادل الخالي من التشفي والرغبة في الانتقام.
ومن تم ارتشاؤه أو قام بالاعتداء على ممتلكات البلاد واستحوذ عليها فيجب محاسبته ، مصلحة البلاد أولا وأخيرا..
المطلوب من الحكومة وضع خارطة طريق واضحة لكي نعرف أين تتوجه وأين هي ماضية، عليها أن تضع البرنامج بوضوح لنناقشوه كما لا يجب أن يتم إقصاء أناس على حساب أناس بحيث لا نقع في عملية انتقاء هذا من اتجاه وذاك من اتجاه أخر..
كما أن الانكباب على الملفات الكبرى التي ترتقي بالبلاد من حالة الصدام إلى الانفراج من أوكد الأولويات الى جانب تكثيف العلاقات بين المواطنين وإزالة العنف والعناية بالتشغيل والمناطق المحرومة وإرجاع الأمل إلى الناس من حالة يأس إلى سن دستور يؤسس لحياة مدنية متفتحة يتعايش فيها كل التونسيين أبناء الشعب الواحد دون أي نوع من الانغلاق والتعصب.
رسالتك إلى رئيس الجمهورية السيد المنصف المرزوقي ؟
بصراحة، يجب مراجعة كل ما يقع الآن ، من ناحية ممارسات السلفيين وأقول له ان مثل هذه الممارسات قادرة على جرّنا إلى العنف وقد تؤدي بنا إلى الفتنة، اتركوا الناس يعيشون على طريقتهم التلقائية بحرية وأمان وأعيد وأكرر خارطة طريق والنهوض بالجهات المحرومة أولوية الأولويات حتى نعالج الأسباب التي أدت إلى اندلاع الثورة وهي كما تعلمون الكبت والدكتاتورية وحرمان الناس من الشغل وكرامة الحياة.
في كلمة الختام، ماذا تقول للشعب التونسي ولمناضلي الاتحاد ؟
أنا متفائل ونحن نسير في الطريق الصحيح ومهما وقعت مشاكل لا أعتبر أنها قادرة على تعطيل مسار الثورة والانتقال الديمقراطي، إن شاء الله يؤسس الدستور الجديد لحياة مدنية واجتماعية وسياسية تعطي الشعب حقوقه، كما أعتبر أن الاتحاد العام التونسي للشغل مازال يقوم بدوره ورسالته مازالت متواصلة.
أحيي الإخوان المسؤولين في الاتحاد وفي المكتب التنفيذي وجميع مناضلي الاتحاد على مواقفهم ومواصلة تمسكهم بالقيم والمبادئ والدفاع عن الاستقلالية والالتزام بمبادئ الشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.