تنظم عدة جمعيات حقوقية وطنية يوم 30 مارس الجاري الذي يوافق يوم الأرض الفلسطيني وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس الوطني التأسيسي بباردو لدفع المجلس إلى تخصيص فصل في الدستور يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني , وقفة نستشف منها وجود تخوف صريح من إمكانية تغاضي بعض الأحزاب الممثلة في المجلس عن التنصيص على مناهضة الصهيونية خاصة و أن هذا القانون قد شكل العام الفارط محور خلاف داخل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و الإصلاح السياسي و الانتقال الديمقراطي بين رافض لإدراجه في الميثاق الجمهوري و بين آخر يعتبره نقطة أساسية لا يمكن التغافل عنها. "التونسية "اتصلت ببعض الشخصيات السياسية و الحقوقية الفاعلة داخل المجتمع المدني لمزيد بحث الموضوع. *التخوف موجود... أول سؤال قمنا بطرحه هو هل هناك تخوف من صياغة نص قانوني يمنع التطبيع مع الكيان الصهيوني و لم تنف إيمان الطريقي (ناشطة حقوقية في جمعية حرية و إنصاف) وجود تخوف باعتبار أن المجلس الوطني التأسيسي يتركب من كل أطياف المجتمع المدني و الاختلاف في النص و جوهره وارد مشددة في ذات السياق على ضرورة الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية و النظر إلى القضية الفلسطينية. لا من ناحية الشعور العربي فقط بل من ناحية قانونية أيضا تدفعنا إلى الوقوف مع الجانب الفلسطيني . و قد قالت في هذا السياق:"من الممكن أن يكون هناك إجماع داخل المجلس الوطني التأسيسي حول صياغة القانون لكن وارد ايضا أن يحدث اختلاف...أكيد أن الاختلاف ظاهرة صحية لكن مطلوب النظر إلى هذا الموضوع من زاوية أننا عرب ندافع عن الهوية العربية الإسلامية و القضية الفلسطينية ....كما لا بد من النظر لهذه القضية من زاوية حقوقية." *أطراف متعددة تهدف إلى التطبيع.. سؤال ثان طرحته "التونسية" حول الأطراف التي يمكن أن تدعو إلى تجنب صياغة قانون يجرم التطبيع , و قد أفاد السيد عبد الرؤوف العيادي أمين عام حزب المؤتمر من اجل الجمهورية و نائب بالمجلس الوطني التأسيسي بأنه من الضروري منع التطبيع و إغلاق أي باب لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني مستنكرا في ذات السياق وجود أطراف متعددة قام بنسبها إلى خلايا التجمع و إلى أشخاص عملوا معها تهدف إلى تجسيد علاقات صريحة مع إسرائيل . و قال:"أنا ضد أي شكل من أشكال التطبيع و كذالك موقف حزب المؤتمر صريح في هذه المسالة ...هناك مجموعات مختلفة تسعى دائما إلى إقامة نشاطات مع الكيان الصهيوني واعني بالتحديد تلك التي تعاملت مع حزب التجمع و عملت معه لفترة من الزمن". و حول إمكانية أن يكون تعامل تونس مع قطر شكلا من أشكال التطبيع باعتبار أن الدولة القطرية تتعامل صراحة مع إسرائيل قال العيادي :" لا يمكن قطع أي نشاط مع أي دولة تقوم بالتطبيع مع هذا الكيان فهل سنعمد إذا إلى قطع علاقاتنا مع كل الدول لأنها فقط تتعامل مع إسرائيل؟؟". من جهتها أكدت سعاد عبد الرحيم نائبة في المجلس التأسيسي عن حركة النهضة انه لا يمكن العيش في عزلة عن الدول الأخرى مثل فرنسا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية لان لديها ارتباطا وثيقا بإسرائيل . و لم تجب سعاد عبد الرحيم عن سؤال يتعلق بأن يكون استقبال اليهود الاسرائيليين في مدينة جربة لإقامة طقوسهم الدينية بمثابة شكل من أشكال التطبيع باعتبار ان هناك علاقة سياحية دينية بينها و بين تونس.