مدريد (وكالات) خرج عمال اسبانيا اليوم الخميس في مظاهرات حاشدة احتجاجا على الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها حكومة ماريانو راخوي و استجابة لنداء النقابات العمالية التي دعت إلى إضراب عام كان هو الأول من نوعه منذ سبتمبر 2010 . و قد تسبب الإضراب العام في إلغاء عدد من الرحلات الجوية وإرباك الحركة المرورية في الطرقات فضلا عن منع المئات من الموظفين من الالتحاق بوظائفهم ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى استخدام القوة لتفريق المتظاهرين. و أفادت مصادر طبية بوقوع إصابات متفاوتة في صفوف المحتجين بينما أكدت وكالات أنباء أن الأمن الاسباني قام باعتقال العشرات . وطوقت قوات الشرطة البرلمان ومباني عامة أخرى وألقت القبض على 58 شخصا الكثير منهم كانوا يحاولون منع العاملين من الوصول إلى أماكن عملهم. و ذكرت مصادر متطابقة أن مشادات و مواجهات حادة اندلعت بين المحتجين و قوات الأمن مما تسبب أيضا في إصابة 5 من عناصر الشرطة . و في البداية تقبل الاسبان بشكل عام جهود رئيس الوزراء ماريانو راخوي لإصلاح سوق العمل وبلوغ الأهداف المحددة رغم ما تحمله خطته من إجراءات تقشف صارمة فضلا عما تفرضه إجراءات الاتحاد الأوروبي من إثقال لكاهل ميزانية الدولة وسارت وتيرة العمل بصورة طبيعية في كثير من المناطق لكن يبدو من خلال هذا الإضراب أن النقابات العمالية بدأ صبرها ينفد إزاء أداء الحكومة التي تولت مهامها منذ 3أشهر. وقالت مصادر نقابية إن نسبة المشاركة في الإضراب العام بلغت 85 في المائة بينما ذكرت الحكومة المنتمية إلى" يمين الوسط" أن يوم العمل يسير بشكل طبيعي. و فيما ترى الحكومة المحافظة بزعامة رئيس الوزراء ماريانو راخوي أن إصلاح سوق العمل سوف يساعد في تقليل معدل البطالة في اسبانيا الذي يقارب 23% وهو أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي ترى النقابات العمالية أن هذا الإصلاح يشكل هجوما خطيرا على حقوق العمال. وتتجه اسبانيا الآن نحو ثاني فترة ركود منذ نهاية عام 2009 ويتوقع بعض المراقبين أن ينضم مليون شخص آخر على الأقل إلى طابور العاطلين