على التقاطع بين نهج جدّة ونهج عيسى الصخري بمدينة جندوبة والذي يعتبر الممرّ الرئيسي لتلاميذ المدرستين «بلحسن الدريسي» و«الفوز»، تجوب منذ أشهر مجموعة من الكلاب السائبة متخذة من المنطقة معقلا لإدارة «عملياتها» وشنّ هجماتها على كل من يعبر الطريق التي ترابط فيها ليلا ونهارا باستثناء بعض الأوقات التي تؤدي خلالها هذه الكلاب «زيارات» وجولات للأنهج المجاورة بحيّ 2 مارس أين تتمركز "سوق الرحمة". معاناة القاطنين بهذا الحي تضاعفت بعد ارتفاع عدد الكلاب لتعترض التلاميذ عند الذهاب والإيّاب من المدرسة حيث أصبح هؤلاء لا يعبرون الطريق إلاّ ضمن مجموعات يرافقهم أحد الآباء أما من فاته الركب وبقي وحيدا فقد يضطرّ إلى العودة من حيث أتى أو ملازمة الضفّة المقابلة في انتظار أحد المارّة ليحتمي به من غدر تلك الكلاب، أما إذا يئس فعليه اختيار نهج المغامرة مثلما فعل أحد التلاميذ يوما حين أغمض عينيه وانطلق بسرعة السهم تلاحقه الكلاب بنباحها إلى أن تبوّل ليتعرّض فيما بعد إلى سخرية زملائه. ولا يخفى على أحد أن مثل هذه الصدمات قد تتسبب في إصابة هؤلاء الأطفال عفى الله الجميع ببعض الأمراض المزمنة كداء السكري أو «بوصفّير» زيادة على خلفياتها النفسيّة، ولأن طفولتنا لا تستحق كل هذه المعاناة، وجب على المسؤولين التدخل السريع قبل فوات الأوان حتى لا يتبادل الجميع اللوم والعتاب بعد حلول الكارثة.