تعرّضت الغابات في بلادنا الى اعتداءات متواصلة بعد ثورة 14 جانفي أدت الى فقدان عشرات الهكتارات من مساحتها ممّا ينبئ بكارثة بيئية كبرى. وباقتراب فصل الصيف تستعدّ الإدارة العامة للغابات لاتخاذ تدابير جديدة للحدّ من كوارث الحرائق. وقد أفادنا السيد «حبيب عبيد» كاهية مدير الإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية أن الإدارة تستعد الى عقد اجتماع يوم 16 من شهر ماي الجاري مع الحماية المدنية وإدارة الرصد الجوي ووزارة التجهيز لدرس خطط جديدة وطنية وجهوية للتقليص من حرائق الغابات. إضافة الى ذلك انطلقت الإدارة العامة للغابات في صيانة المعدّات اللازمة لمجابهة الحرائق. وستبدأ قريبا في الأشغال الوقائية السنوية من خلال تحديد مسالك وقواطع النيران وتحضير شبكة اتصالات. من جهة أخرى أفادنا نفس المصدر أن الإدارة أعدت ومضة تلفزية للتشجيع على حماية الغابات ينطلق بثها بداية من شهر جوان القادم. إضافة الى ذلك تقوم الإدارة بالتعاون مع الحماية المدنية بعمليات بيضاء لمراقبة التقنيات اللازمة لإطفاء الحرائق وتطويرها. كما أن الإدارة تعمل على التنسيق مع البلديات والمجالس والإطارات الجهوية لمراقبة المصبّات والفضلات والتحسيس بالتصدّي للحرائق. وسيتم في الفترة القادمة انتداب أعوان من طرف المصالح البلدية للعمل في الغابات كمتطوعين وسيتم تكوينهم في هذا الغرض. وحول ملف غابة «دار شيشو» التي تعرّضت الى حريق هائل أتى على أكثر من 400 هكتار أفاد السيد «حبيب عبيد» أن الاعتداءات مازالت متواصلة على الغابة من خلال قطع الأشجار بصفة عشوائية وقطع المقاسم المحروقة ولا سيما المطلّة منها على البحر وتواصل البناء الفوضوي. ويعتبر هذا الملف حسب نفس المصدر شائكا بما أن هذه الغابة تسمى غابة خواص حيث أن هكتارات من هذه الغابة تم إسنادها منذ 1961 الى أحد الخواص بعد إبرام عقد للتشجير الغابي بينه وبين الدولة. وفي سنة 1991 أراد الورثاء إنهاء عقد التسوغ واسترجاع أراضيهم والتصرّف فيها ممّا جعل من الوضعية العقارية للغابة شائكة وزاد في وتيرة الاعتداءات على الثروة الغابية في المنطقة.