لم يخفف هبوب العواصف وتراكم السحب في عشيات وأماسي أيام السبت والأحد والاثنين الماضية بمختلف مناطق سيدي بوزيد من شدة لهيب الحرارة ولم يهدأ بال المواطنين الذين تعطلت العديد من أعمالهم الفلاحية منها والحرفية فلا العمال في القطاع الفلاحي تأقلموا مع هذه الموجة ولا الغراسات أخذت نصيبها من الماء في ظل الانقطاعات المتكررة للكهرباء ولا الحداد تحمل لفح الحرارة ووهج معداته التي لا تتوقف مراوحها طيلة فترات عملها. ارتفاع درجة الحرارة جابهه الأطفال بالهروب إلى العيون المتواجدة في أماكن متعددة من الجهة على غرار «عين رباو» و«حمام الهرية» و«هداج» و«وادي اللبن» و«بحيرة أولاد فرحان» وكذلك الجوابي المتوفرة بمختلف الضيعات والمناطق الفلاحية، هؤلاء يستعملون الشاحنات الخفيفة في تنقلهم إلى ينابيع الماء ويقضون فيها الساعات الطوال فرادى وجماعات ولا يخلدون إلى النوم إلا في الساعات الأخيرة من الليل. أمّا ربّات البيوت في الأرياف فقد جابهن موجة الحرارة بغلق نوافذ المنازل منذ شروق الشمس ورش أرضية المنازل بالماء وسد الثقوب التي يمكن أن تنفذ منها الحشرات والزواحف التي تكاثرت في المدة الأخيرة بصفة ملحوظة وأصبحت خطرا على الصغير قبل الكبير. أما في المدن فإن الأمر أقل حدة حيث يهجر الشباب والكهول البيوت إلى المقاهي المكيفة ويعمدون إلى التجوال ليلا في الأماكن العامة وعلى جنبات طول الشارع الرئيسي وخاصة قرب المحولات الدائرية بحثا عن نسمات قد تأتي وقد لا تأتي. موجة الحرارة لم تسلم من وهجها الحيوانات حيث سُجل موت العديد منها وخاصة في قطاع الدواجن وكذلك الأغنام رغم حرص المربين على توفير ما من شأنه أن يساعد هذه الحيوانات على تجاوز هذه الفترة من أدوية ومياه وكلأ وظلال. و للإشارة فإن حديث الناس يدور حول تخوفهم من تواصل هذه الموجة التي لم تشهدها الجهة منذ سنوات حسب تصريحات بعض الشيوخ والمسنين إلى شهر رمضان المعظم والتفكير في أخذ الاحتياطات اللازمة لذلك.