ينفذها رأس الحربة قلنا وسنعيدها للمرة الألف بأن السياسة مفسدة للرياضة وأن هواة التكوير بهذه في ملعب تلك هم دعاة تفرقة وفتنة.. نقول هذا لأن للرياضة ضوابطها القانونية والأخلاقية فيما تبقى السياسة أكبر ميدان تستباح في أرجائه كل التجاوزات القانونية والاخلاقية.. اذ لا وجود لسياسة نظيفة. وقد أثبتت التجارب المحلية والخارجية ان أسوأ الحالات التي عاشتها الرياضة تمت على خلفية انزلاقات المشرفين عليها نحو مآرب سياسية لم تكن فيها الرياضة سوى مطية ووسيلة.. لا نود الوصول بالموضوع حد الاشارة الى الحرب التي فجّرها الخلط بين هذه وتلك.. بين دولتين، ولكن ليس من باب المبالغة اليوم التنبيه الى خطورة المنحى الذي اتخذته بعض التدخلات من قبل بعض المسؤولين الذين يريدون معالجة الاوضاع الرياضية بعصا السياسة أو بالأحرى بالعصا السياسوية.. ولعل الغريب في الامر أن من يقدمون اليوم على إعادة سيناريو الماضي هم اكثر من ذرفوا الدموع على ما لحق كرتنا بصفة خاصة والرياضة بصفة عامة من أضرار وتشوهات نتيجة التداخل بين السياسة والرياضة وهيمنة الاولى على مقدرات الثانية. فهؤلاء هم أنفسهم يستنسخون أفعال السابقين ليصبحوا بين عشية وضحاها قادة التمرد ورافعي راية الثورة.. وآه يا ثورة!.. فكم ارتكبت باسمك اخطاء.. و «قيّد على الثورة».. لقد أضحت الثورة علكة الكبير والصغير في كل المحافل وكل الأمور.. ترفض لأحدهم خدمة ما.. فيتهمك بأنك عدو الثورة.. تخالفه الرأي.. فأنت مخرّب الثورة.. وأنت من الأزلام المتبقية.. وهات من هذا «اللاوي» الثوري ..جدّا! ومع استشراء هذا المد «الثوري» اصبح الجميع يلبسون جبة الثورة التي تجُبُّ ما قبلها.. ويفتون في كل المجالات والمستويات. لقد خرج التكوير الرياضي عن أصوله وترك المجال فسيحا لراكبي الثورة كي يتمردوا ويشهروا العصيان في وجه القوانين والضوابط.. ولم يبق الا ان يعلنوا انقلابا عاما على كل ما انجز رياضيا قبل الثورة. وقد يبلغ الامر اذا تواصل على النسق الذي نشهده اليوم الى اتهام كل اللاعبين والمسؤولين والحكام وحتى الجمهور الذي تابع مقابلات ما قبل الثورة.. بالأزلام والرجعية وقوى الردّة.. وكل النعوت التي تصيب النفوس بالفدة؟ أيها المكورون بالسياسة.. لكم ملاعبكم وفضاءاتكم فارتعوا فيها على هواكم وسجلوا أهدافكم الخطابية والتلفزية وقدموا مسرحياتكم التأسيسية.. ولكن نسألكم أمرا وحيدا: اتركوا ملاعب الرياضة لأهلها ولا تدخلوا فيها «غولة»..ولا تتغوّلوا عليها بعصا السياسة.. الهلواسة!.. وغدا ألاقيكم وأشد على أياديكم..