قال السيد محمد بلعجزوة رئيس الجامعة التونسية للنزل ل «التونسية» أن نتائج نشاط القطاع السياحي حتى موفى شهر أكتوبر لا تبشر بالخير وأن تداعيات أحداث السفارة الأمريكية وتقارير الصحف الأجنبية حول السلفيين في تونس باتت واضحة وسيتواصل تأثيرها خلال السنة القادمة إذا لم يتمتع القطاع بإجراءات ظرفية تساعده على تجاوز هذه المرحلة مشيرا إلى أن جل النزل الصحراوية مغلقة حاليا وان المهنيين سيجدون أنفسهم مجبرين على تسريح العمال إذا ما تواصل الوضع الحالي . رئيس جامعة النزل قال إن الأرقام التي أعلن عنها ديوان السياحة أكدت أن جل الأسواق سجلت خلال الشهر الماضي تراجعا هاما تراوح بين -33,4 بالمائة في السوق الأوروبية و-26,2 بالمائة في السوق الامريكية و-15 بالمائة في السوق شرق أوسطية وتساءل عن جدوى الحملات الإشهارية التي برمجتها وزارة الإشراف والتي رصدت لها إمكانيات مالية هامة لم تأت أكلها في مثل هذا الظرف الصعب . محمد بلعجورة أشار أيضا إلى أن الحديث عن نجاح الموسم السياحي 2012 فيه مغالطة كبيرة لأن الحديث عن تطور في عدد الوافدين كان مقارنة بسنة 2011 وان سنة 2011 لا يمكن أن تصنف في تاريخ السياحة التونسية لأنها كانت سنة كارثية بكل المقاييس مؤكدا على أنه سبق الإتفاق مع وزارة السياحة على أن تكون المقارنة ب2010 وأن القطاع قادر على تحقيق نتائج أفضل بكثير لو كان التسيير بيد المهنيين . رئيس جامعة النزل اعتبر أن القطاع لا يحتاج إلى وزارة ولا إلى بيروقراطية الإدارة لأنه أصبح بيد الخواص بنسبة 100 بالمائة مشيرا إلى أن ديوان السياحة الذي أشرف على القطاع منذ أكثر من 50 سنة قادر على القيام بكل المهام الإدارية التي تحتاجها المهنة ، وفي نفس السياق يرى بلعجورة أن تداول أكثر من 6 وزراء على هذه الحقيبة في ظرف 5 سنوات عمّق أزمة السياحة لجهل أغلب الوزراء بالمتطلبات الحقيقية للمهنة مشبها تداول الوزراء على هذه الحقيبة بالانتداب في شكل عقود ( cdd) . وحول علاقة هذا التصريحات بخلافه مع السيد إلياس الفخفاخ وزير السياحة أجاب بلعجوزة أنه ليس له أي خلاف مع وزير السياحة وأن هذه الأخير تجاوز الخطوط بتدخله في شأن الجامعة مؤكدا على أن ترؤسه للجامعة جاء عقب جلسة انتخابية وأن كل الجامعات الجهوية اعربت مؤخرا عن استنكارها لتصريحات وزير السياحة مؤكدة على تأييدها لرئيس الجامعة التي تستعد لعقد مؤتمرها في أفريل القادم والذي سيفرز مكتبا جديدا في كنف الشفافية طبقا لما ينص عليه نظامها الداخلي . بلعجوزة استدرك قائلا إن أهل مكة أدرى بشعابها وأن مهنيي السياحة أدرى بالاحتياجات الحقيقية للقطاع وانه سبق لهم أن طلبوا من الرئاسات الثلاث أن يكون وزير السياحة من أهل المهنة حتى يتكمن من التواصل معهم ، خاصة وأن هناك العديد من الملفات الحارقة التي لا تزال مركونة ولم تعد تحتمل الانتظار في ظل ظرف متقلب قد يعصف ب300 ألف موطن شغل وفي غياب استراتيجية اشهارية واضحة تخدم صورة السياحة التونسية في الخارج وتحد من تأثير الاعلام الأجنبي والمحلي على الرأي العام خاصة في السوق الأوروبية التي تحتاج إلى رسالة طمأنة من أعلى مستوى . نحن آخر من يعلم وعن أسباب تأزم العلاقة بين الإدارة والمهنيين قال رئيس جامعة النزل إن الظرف يقتضي أن تجلس كل الأطراف على طاولة واحدة من أجل إيجاد الحلول الناجعة لقطاع يعد عمودا فقريا في الاقتصاد الوطني وأنه من المؤسف أن كل القرارات أصبحت تتخذ في غياب أصحاب المهنة وأن الحلول الحقيقية بيد المهنيين لا بيد الإدارة وأن الحلول مركونة على الرفوف منذ سنوات متمثلة في الدراسة الاستراتيجية حول القطاع السياحي التي اجريت منذ سنوات بمشاركة خبراء عالميين ولم تفعل إلى الآن رغم تعاقب 6 وزراء على السياحة . بلعجوزة قال إن غياب التواصل مع الإدارة غيّب المهنيين في معالجة ملفات مفصلية مشيرا إلى ملف مديونية قطاع السياحة الذي احيل مؤخرا على مجلس وزراء وسن فيه مشروع قانون سيعرض في المدة القادمة على المجلس التأسيسي وستقع بمقتضاه إحالة كل ديون القطاع التي تبلغ تقريبا 2000 مليار إلى مجموعة مالية fond souverain تقتني هذه الديون من البنوك التونسية وتتولى بعدها استخلاصها من اصحاب النزل على أن يكون لها نفوذ قانوني يخول لها استخلاص هذه الديون بطرق مختلفة. رئيس جامعة النزل أضاف في هذا الصدد أن أهل المهنة كانوا آخر من يعلم وأن الجامعة علمت بهذا الخبر بطرق شخصية عن طريق خبير في البنك العالمي وأنه كان من الأجدر بالوزارة أن تعلم اهل المهنة بمثل هذا القرار الذي يعد مصيريا لأصحاب النزل وهو الدور الطبيعي الذي من المفروض أن تلعبه الإدارة؟ 2013 الأمل أو الكارثة وحول تكهناته للموسم القادم ونهاية الموسم الحالي أجاب محمد بلعجوزة أن نهاية الموسم الحالي شبه محسومة بعد إلغاء آلاف الحجوزات من جميع الأسواق منها 40ألف حجز من السوق الأمريكية وإعلان متعهدي الرحلات أن الحجوزات شبه متوقفة منذ 14 سبتمبر الماضي. وأضاف انه على هذا الأساس لا يمكن التكهن بالموسم القادم الذي يبقى رهين تطور الوضع الأمني قائلا: «إمّا أن تعود السياحة إلى سالف نشاطها وموقعها الأصلي في النسيج الاقتصادي الوطني وفي خلق الثروة ومواطن الشغل وإما أن نعود إلى نقطة الصفر لا قدر الله ونخسر المزيد من الأسواق وهو السيناريو الكارثي الذي نريد تفاديه لأننا سنضطر إلى تسريح العمال خاصة أنه لا يخفى على أحد أن النزل تتحمل اليوم العديد من الأعباء وباتت عاجزة حتى عن خلاص فواتير الكهرباء والماء وأصبح من المألوف المرور اليومي لعدول التنفيذ عليها للتنبيه أو الاستخلاص». حتى لا نبقى تحت رحمة الإدارة محمد بلعجزوة ختم قائلا إن اهل المهنة قادرون على إعادة الروح في القطاع إذا كان قرارهم بيديهم وأنه آن الأوان أن تخرج السياحة من تحت جبة الوزارة ومن تحت رحمة الإدارة مطالبا بتمكين الجامعة التونسية للنزل من نفس الامتيازات التي تتمتع بها بقية المنظمات الوطنية نظرا لحجم القطاع ومكانته في النسيج الاقتصادي ، والإسراع في انجاز دار السياحة التي ستضم كل المتدخلين في القطاع بما يسمح لهم بالتشاور والتنسيق في اتخاذ كل القرارات ، ناهيك أنه هناك من بين المهنيين من قضى أكثر من 50 سنة في خدمة القطاع أي ان مساره المهني أكبر من عمر وزير .... وعن تأثير مشروع السماوات المفتوحة قال رئيس الجامعة إن هذا المشروع المتأرجح منذ سنوات يبقى أمل السياحة التونسية حتى لا يضطر أصحاب النزل إلى تقديم تنازلات جديدة على مستوى الأسعار لجلب السياح وانه سيحدّ بشكل كبير من موسمية السياحة التونسية خاصة وأن هذه التجربة أتت أكلها في المغرب وتركيا وكان لها دور كبير في إنعاش السياحة في هذين البلدين المنافسين .