انطلقت ،اليوم، أشغال الندوة الإقليمية التي تمحورت حول حماية حقوق الإنسان و تعزيزها بعد الثورات العربية و التي تطرّقت إلى تقييم ومناقشة الأدوار الاستراتيجية الجديدة المعتمدة من قبل الحركة الحقوقية العربية والأفاق التى فتحتها الثورات العربية فى هذا المجال بالإضافة الى التحديات التى فرضها الوضع السياسى والاجتماعى الجديد و قد حضر الندوة جمع من الوفود العربية و نظّمت بالتنسيق مع عدد من منظّمات حقوق الإنسان . و أكّد مختلف الحضور على أهميّة التفكير في تقييم الإستراتيجيات و الإجراءات و المقاربات المعتمدة من قبل حركة حقوق الإنسان العربية و تحديد الفاعلين الجدد و مدى الإختلاف بينهم و بين الفاعلين القدامى من حيث الخصائص و الأساليب. من جهته قال عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان إنّ هدف الندوة هو تجميع مختلف المنظّمات لتقييم حقوق الإنسان في البلدان العربية مشيرا في الآن ذاته إلى ضرورة البحث في التحدّيات الجديدة التي أرجع أسباب تأخّرها إلى تأخّر إصلاح المؤسسات الإعلامية و القضائية و السجنيّة و إيجاد الحلول للتصدّي للمواضيع الإجتماعية الشائكة كالبطالة و الفقر مؤكّدا انّ كلّ ذلك سبّب تأخيرا للعدالة الانتقالية. كما قال في مداخلته حول دور حركة حقوق الإنسان العربية قبل الثورات و قدراتها و تحديد مواطن الضعف و القوّة فيها إنّ التطرّق إليها يبعث على التساؤل عن مدى تطوير حركة حقوق الإنسان العربية لأدواتها لتتمكّن من التأثير مضيفا أنّها حقّقت عديد الإنجازات في أصعب الظّروف. كما قال إنّه لا بدّ من التوثيق الجماعي لحركة حقوق الإنسان للتوصّل بعد سنوات إلى الديمقراطية مضيفا أنّ قضية المعرفة بحقوق الإنسان هي سليلة حر كة إصلاحية عميقة في التاريخ العربي حوّلت المطالبات بالحرية و التفكير فيها إلى مؤسّسات و أرجعت الحقوق إلى منظومة داخل المجتمع و لا مجال للتوسّع فيها. و أكّد عبد الباسط بن حسن على ضرورة إيجاد رؤية و إستراتيجية تؤدّي إلى التركيز في العمل في مجال حقوق الإنسان و كذلك على ضرورة العودة إلى الإرث و الإستفادة من الماضي و إبراز انّ الحقوق و الحريات جزء من تاريخ كامل مضيفا انّ الدفاع عن حقوق الإنسان هام جدا مشيرا في الآن ذاته إلى أنّ حركة حقوق الإنسان اقتصرت على المدن و لم تنزل إلى الجهات. أمّا سهير بلحسن ممثلة عن الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان فقد تطرّقت إلى ماضي التحرّكات في مجال حقوق الإنسان الذي ساهمت فيه الرابطة التونسية لحقوق الإنسان و مكوّنات المجتمع المدني و أكّدت أن التوصّل إلى حلول خاصّة بمجال حقوق الإنسان مازالت صعبة على الرغم من القدرات التي تكوّنت لديها منذ ما يزيد عن 30 سنة لتشير إلى النقاط التي يجب معالجتها في هذا المجال و التحدّيات الضروريّة التي يجب مجابهتها. من جهته أشار عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسيّة لحقوق الإنسان إلى انّ مسألة حقوق الإنسان و تعزيزها أصبح صعبا بعد الثورة و انّ مثل هذه الندوة الإقليمية ضرورية للتقييم و رصد الهنّات و الأخطاء و رسم الأفاق. و دعا عديد الأطراف إلى مساندة حقوق الإنسان للقطع مع منظومة الإستبداد و الفساد مشيرا إلى انّ المجتمع المدني حقّق الكثير لكنّه لم يقع القطع نهائيا مع منظومة الاستبداد مؤكّدا انّ اهمّ التحدّيات ستبرز في الانتخابات القادمة لأنّ البعض يعمل على جعلها غير مستقلّة.