نظّمت ،اليوم الجمعة، أكاديمية العدالة الإنتقالية و جمعيّة العدالة و ردّ الاعتبار بالتعاون مع مركز الكواكبي للتحوّلات الديمقراطية و منظّمة لا سلم دون عدالة ندوة تعلّقت بتطوير أرضيّة مشتركة و تعزيز التشبيك لدعم دور الضحايا بمختلف أنواعهم و انتماءاتهم في مسار العدالة الانتقالية. و قد أكّد كلّ من أمين غالي ممثّل عن مركز كواكبي و كريم عبد السلام رئيس جمعية ردّ الاعتبار أنّ الهدف من هذه الندوة هو التنسيق بين الجمعيات و الإتفاق في ما بينها للتأثير في مسار العدالة الإنتقالية و دعم دور الضحايا على اختلاف توجّهاتهم و انتماءاتهم و ذلك من أجل تفكيك منظومة الإضطهاد و الإستبداد و التعذيب. "كلّنا سواسية و عصا الجلاد واحدة" من جهته أكّد حمّة الهمّامي عن حزب العمّال على ضرورة العمل على تحقيق أحد نقاط العدالة الانتقالية المتمثّلة في "كشف الحقيقة" ليتّضح في ما بعد مسارها مشيرا إلى أنّ دعم دور الضحايا في مسار العدالة الانتقالية هو من المسائل الصعبة نظرا لكثرة الضحايا طيلة فترتي بورقيبة و بن علي و كذلك لتنوّع قضاياهم مؤكّدا انّه لا بدّ من تحديد هؤلاء الضحايا لأنّهم ليسو فقط ضحايا القضايا السياسية و إنّما هناك ضحايا حركات أخرى إحتجاجية و اجتماعية شملهم القمع الدموي منذ سنة 1955 لكنّهم بقوا طيّ النسيان ضحايا برج علي الرايس و ضحايا الحركة الطلابيّة وضحايا الحوض المنجمي . وأضاف الهمّامي أنّ مسألة كشف الحقيقة ضرورة أساسيّة لا بدّ ان تكون بعيدة عن التجاذبات السياسيّة منوّها بدور الجمعيات في تحقيق ذلك و بضرورة تدخّل أطراف أخرى على غرار وزارتي الداخليّة و العدل و إدارة السجون للتوصّل إلى الحقيقة مؤكّدا انّ عصا الجلاد لم تستثن أحد من الضحايا على اختلاف انتماءاتهم قائلا "كلّنا سواسية و لا أنظر إطلاقا للإنتماء فالضحيّة هو الضحية و من ينظر للإنتماء لم ينظر إلى معايير الديمقراطية". و قال الهمّامي إنّ مسار العدالة الانتقالية في تونس متأخّر و إنّه لا بدّ من استقلالية القضاء الذي كان في حدّ ذاته أداة للقمع و طمس الحقائق موضّحا في الآن ذاته أنّ جبر الأضرار هو ركن أساسي من أركان العدالة و أنّ رفضه لذلك مسألة شخصيّة لا ينفي حقّ الآخرين في ذلك. ردّ الإعتبار لضحايا الديكتاتورية أمّا أحمد الرحموني عن جمعيّة القضاة فقد تحدّث عن ضحايا اليوسفيين معتبرا إياهم ضحايا الديكتاتوريّة و تطرّق إلى ضحايا جانفي 1963 و المقبرة الجماعية التي دفنوا فيها مشيرا إلى انّه وقع مؤخّرا اكتشاف 5 رفاة في ساحة شبه عسكرية من طرف المؤسسّة العسكرية التي كانت سببا في دفنهم و إعدامهم على حدّ تعبيره. وأضاف الرحموني أنّ هؤلاء يعدّوا ضحايا القضاء غير المستقل و ضحايا المحكمة العسكرية التي أقرت إعدامهم في محاكمة دامت 3 أسابيع. كما قال الرحموني إنّ الضحايا الذين اكتشفت رفاتهم لم يقع إلى حدّ الآن تكريمهم أو اعتبارهم ضحايا للديكتاتورية أو القضاء غير المستقل مضيفا انّ رفاتهم مازالت تقبع بالمستشفى العسكري الذي تلقّى مؤخّرا مراسلة لتسليمهم إلى عائلاتهم دون ضجّة مضيفا أنّ المؤسّسة العسكرية لا تتحمّل وزر تكريمهم على حدّ اعتباره . لا بدّ من فتح كلّ الملفّات والمقابر الجماعية من جهته قال احمد الكحلاوي أنّ ردّ الاعتبار للضحايا و عائلاتهم هدف لا بدّ من تحقيقه و إنّه لا بدّ من إضافة فتح بعض الملفّات التي استهدف أصحابها ليكونوا ضحيّة و فتح المقابر الجماعية على غرار المقابر الموجودة في جبال "عرباطة" و "برقو". كما أضاف الكحلاوي أنّه لا بدّ من تكوين لجنة الحقيقة و المصالحة في تونس لفتح ملفات مظالم سلّطت على الشعب على يد بورقيبة و بن علي من سنة 1955. كشف الحقيقة و ردّ الإعتبار كما تخلّلت الندوة تقديم شهادات لبعض الضحايا و ممثّليهم حيث قالت عائشة الكيستي ممثّلة عن ضحايا الحوض المنجمي انّ أحداث 2008 لم تنل حضّها و لم تدرج في المرسوم عدد97 مؤكّدة على ضرورة إيجاد استراتيجية أو قانون أو مرسوم يحقّق القليل لأبناء جهتها الذين مازالوا يعانون البطالة والتهميش أمّا شاذلي عبيد جريح ثورة عن منطقة الرقاب فقد أكّد على ضرورة كشف الحقيقة و ردّ الإعتبار لجرحى الثورة و لعائلات الشهداء و تمكينهم من وسام الجمهورية جرّاء تضحياتهم معتبرا انّ التعويض المادي غير كاف. الشيء نفسه اكّده توفيق عنقود ممثل عن جمعية لجنة قدماء مساجين طلبة تونس و فتحي الغزواني عن رابطة قدماء الإتحاد التونسي للطلبة و صالح المنصوري عن دائرة المحاسبات الذين تطرّقوا إلى التعذيب الذي شملهم في السجون باعتبارهم ضحايا نظام بورقيبة و بن علي على حدّ اعتبارهم مطالبين بضرورة كشف الحقائق خاصّة منها المقبورة التي لم تكشف بعد للإستفادة منها في المستقبل و كذلك بردّ الإعتبار إلى كافة الضحايا و التعويض لهم. ويشار إلى انّ احد الحاضرين يدعى عبد الحميد شبّاح القادم من القيروان للحديث قد قاطع الندوة متّهما القائمين على تسييرها بتهميشهم و إعطاء الأولية للأسماء المعروفة على غرار الهمّامي و الرحموني .