إدراكا منها أن الأزمات الحادة التي تمر بها البلاد التونسية عموما و جهة سيدي بوزيد خاصة جراء ما يطلق عليه بالسياسات الخاطئة التي لا يمكن تجاوزها و معالجتها إلا بالحوار الجاد و الصادق بين جميع القوى الفاعلة في المجتمع لنبذ سياسات العنف السياسي و اللفظي بين الأفراد و الجماعات و ما تخلفه من تبديد الطاقات و إمكانيات التنمية الجهوية. نظمت أمس الأول الهيئة الجهوية للهلال الأحمر فرع سيدي بوزيد طاولة مستديرة موضوعها "نبذ العنف و تغليب المصلحة العامة" تحت شعار "كلنا سيدي بوزيد" و ذلك بفضاء مدرسة التمريض بمدينة سيدي بوزيد. و قد حضر هذه الطاولة المستديرة ممثلو بعض الأحزاب السياسية بالجهة على غرار حركة النهضة و حزب التحرير و حزب العمال و المؤتمر و حركة وفاء و بعض الجمعيات . بعد حوار مستفيض اتفق المجتمعون على ضرورة التمسك بنبذ العنف بكل أشكاله الذي يهدد استقرار الجهة و لا يؤدي إلا إلى فشل إحداث التغييرات السياسية و التنموية التي تصبو إليها الجهة بعد ثورة 17 ديسمبر و الالتزام بنشر ثقافة نبذ العنف و تفعيل الممارسات الديمقراطية الناضجة . و دفع مؤسساتنا الإعلامية المكتوبة و المرئية و المسموعة، العمومية منها و الخاصة، إلى عدم تضخيم الأحداث التي تسيء إلى الجهة و تعطل استقطاب الاستثمارات. كما ركزوا على إحداث إجراءات عملية كتنسيقية جهوية تجمع مهارات و كفاءات من الجهة لدعم و متابعة المطالب التنموية للجهة و العمل على التسريع بتركيز نيابة خصوصية لبلدية سيدي بوزيد، إلى جانب البحث في حلول لتكوين المجالس القروية و العمل على إكثار مثل هذه اللقاءات بين مكونات المجتمع المدني النابذة للعنف لغرس مفاهيم التسامح و لغة الحوار بين جميع الفاعلين بالمجتمع.