يحتضن رواق المرحوم علي خوجة بالمهدية من 16 وإلى غاية 28 فيفري 2013 المعرض الشخصي « بين السماء والبحر» للرسام محمد أكرم خوجة تيمّنا بالرسم وما جاوره ويروي المعرض تداعيات وتأمّلات وأحاسيس الفنان تجاه البحر والطبيعة التي تتميّز بها عاصمة الفاطميين ألا وهو امتداد البحر الأبيض المتوسّط من ثلاثة جوانب لذا يلحظ الزائر أنّ اللون الأزرق هو الأكثر فتنة على بياض القماشات التي تحتلّ مختلف زوايا الرواق لتزيدها اشراقا وتروي لنا رحلة العين والوجدان مع الماء وضفاف المدينة وملامح الوجوه. وأبرزت اللوحات علوّ كعب أكرم خوجة ولا غرابة في ذلك باعتبار أنه خريج مدرسة الوالد رحمه الله ، لنتيقّن فعلا أنه بحق رسّام موعود بالتفرّد وصنع الإستثناء ، وجد في اتساع مدى رؤيته نواميس خصوصيته التي لا تتكرّر لدى الرسامين الآخرين الذين كانوا أشدّاء في نقل الطبيعة كما هي ، في حين أنّ الفنّان أكرم خوجة تمادى بحثا وعمقا في محامله ليضفي على رسومه جرعة من بهارات الوجدان والإحساس الذي يخالف التقبّل السلبي ويدعو قلوبنا للإبحار قصد التماس أجوبة لأسئلة ونهايات مفتوحة. هي دعوة للمهووسين بالرسم والأزرق وانتفاضة الماء والأحاسيس...لإمتصاص ما أمكن من الحلم المنفلت بين زوايا المدينة والبياض المتناثر حذو « السقيفة الكحلة» .