أعدت صحيفة «لومند» الفرنسية ملفا حول مسألة خلافة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في ظل غيابه عن الجزائر لأكثر من شهر بسبب مرضه , واضعة 3 سيناريوهات لضمان أمن واستقرار الجزائر واعتمدت على محللين لرسم السيناريوهات المتوقعة. و يأتي نشر هذا الملف بينما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ولأول مرة أن بوتفليقة يتحسن تدريجيا معبرا عن أمله في أن يعود قريبا للجزائر . واستنجدت الصحيفة الفرنسية، بالكتاب والمحلّلين بوعلام صنصال ولويس مارتيناز ومحمد شفيق مصباح وكذلك المقربين من ضحايا رهبان تيبحيرين، لبحث مسألة خلافة بوتفليقة في الجزائر. ويشترك كل المساهمين في ملف «لوموند» حول تساؤلين يتعلقان بدور الجيش في رسم مرحلة ما بعد بوتفليقة، وكذلك دور العواصم الأجنبية. فبالنسبة لمدير البحث بمركز الدراسات الدولية الفرنسي، لويس مارتيناز، فإن «الجزائر هنأها الجميع على استقرارها بالنظر إلى المخاطر الأمنية التي آل إليها الوضع في ليبيا وصعود الإسلاميين في تونس ومصر...» لكن لا يرى ما وصفه ب«السحر الجزائري» قادرا على تأجيل التغيير لسنوات طويلة. وطرح مارتيناز احتمالين لمرحلة ما بعد بوتفليقة، هما: أن «يؤجل مسؤولو الجيش التغيير السياسي لسنوات معدودة» والراحة المالية للبلاد تسمح لهم بذلك،. أما الاحتمال الثاني، فيصفه ب«إمكانية أن يفاجئ الجيش الجزائري» الجميع ويستخلص أن «الوقت قد حان للسماح للمواطنين باختيار منتخبيهم حتى لو كانوا من الإسلاميين». الضابط المتقاعد في الجيش الوطني الشعبي، محمد شفيق مصباح قلّل من جهته من احتمال فوز الإسلاميين، لأن «التيار الإسلامي تفتت» على حد تعبيره. كما استبعد أن يطلق الجيش الرصاص على المتظاهرين لو حدثت انتفاضة شعبية في الجزائر، ما يجبر المسؤولين العسكريين على دعم التغيير السياسي السلمي من الآن, وإن كان التغيير السلمي عن طريق انتخابات مفتوحة أمرا مستبعدا كذلك، فالحل الأقرب إلى الواقع، حسب شفيق مصباح، هو «مرشح الإجماع» في الانتخابات الرئاسية القادمة. وهنا يطرح اسم الرئيس الأسبق اليمين زروال الذي اشتغل معه في السابق في أحسن رواق لخلافة بوتفليقة. أما الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا بوعلام صنصال، فلا ينتظر أي جديد من الرئاسيات القادمة معتبرا أن «المسرحية تم إعدادها منذ فترة طويلة وبدأت فصولها في الكواليس وأن إشارة انطلاقها أعطيت حين نقل بوتفليقة إلى المستشفى العسكري «فال دوغراس»بباريس .و خلص الى القول بأنه في حال وفاة بوتفليقة فان الجيش هو من سيتولى زمام الأمور وترشيح الشخصية التي يراها مناسبة.