بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوزي اللومي (عضو المكتب السياسي ل«الحزب الوطني التونسي») ل"التونسية" : مستعدون للتعاون مع "النهضة" بعيدا عن عقلية التآمر
نشر في التونسية يوم 20 - 03 - 2012

كمال مرجان سياسي من أعلى طراز.. والثابت أننا سنكون متحالفين في الانتخابات القادمة.
"ما ظاهرليش" أن حمادي الجبالي يكذب علينا.
لا أشك في نزاهة راشد الغنوشي وحبه لتونس.. و"ماعندي حتى مشكل معاه".
أنا مع الشريعة الإسلامية ولكني ضد "إسقاطها" في الدستور.
حصول حزب "التحرير" على التأشيرة مرتبط بالتزامه بشروط اللعبة الديمقراطية.
نحن من الشركات القاطرة للاقتصاد الوطني ومع ذلك لا تلتفت الحكومة لنا.
على الرغم من أنه أصيل مدينة صفاقس فإن فوزي اللومي لا يملّ من الحديث عن منطقة سيدي حسين (منطقة شعبية على تخوم العاصمة التونسية) وعن أهلها الذين عرفهم بحكم رئاسته لبلدية المكان .
ولا يحاول الرجل التنصّل من انتمائه السابق إلى «التجمع» الحزب الحاكم زمن بن علي، غير أنه يصرّ على التمييز بين من خدم نفسه وأسياده ومن سعى إلى خدمة وطنه.
وفوزي اللومي أحد أكبر رجال الأعمال في تونس. فالمجمّع الذي يشرف عليه تأسس سنة 1946 وهو في مقدمة المجمعات الإقتصادية في العالم وتتوزع وحداته بين أكثر من 15 بلدا في مصر والبرتغال والمغرب ورومانيا والبرازيل.. ويشغّل في تونس آلاف العمال والإطارات.
أسس فوزي اللومي بعد 14 جانفي «الحزب الإصلاحي الدستوري» وبعد انتخابات 23 أكتوبر قاد مشروع إنشاء حزب وسطي يجمع العائلة الدستورية وجزءا من الأحزاب الديمقراطية كانت نتيجته "الحزب الوطني التونسي".
"التونسية" حاورت فوزي اللومي عضو المكتب السياسي للحزب الوطني التونسي في الشأن الجاري..
ماهي آخر أخبار «الحزب الوطني التونسي»؟
- قبل انتخابات 23 أكتوبر حدث تحالف بين مجموعة من الأحزاب وقلنا وقتها لا بد من الاندماج لأنه لا يعقل أن يكون عدد الأحزاب في بلد مثل تونس أكثر من مائة حزب، وهو ما تحقق في هيكل جديد هو الحزب الوطني بإندماج عشرة أحزاب بعد الإنتخابات وهدفنا أن يكون حزبنا بديلا ديمقراطيا يجمع من حوله كل الأطياف الديمقراطية سواء كانت دستورية أو غير دستورية. أردناه حزبا منفتحا فيه تيارات متنوعة بعيدا عن الفكرة الواحدة إذ هناك داخل الحزب تيار محافظ وتيار دستوري وتيار حداثي وتيار تقدمي. ونحن نحاول أن نكون حاضنين لكل أطياف المجتمع التونسي.
ألم يكن الاندماج بسبب هزيمتكم في الانتخابات؟
- "الحزب الوطني التونسي" لم ينهزم في أي انتخابات لأنه لم يشارك أساسا فيها. أنا كنت على رأس «الحزب الإصلاحي الدستوري» ولا أعتبر أننا فشلنا، فلو طبق شبيه الفصل 15(الذي أقصى التجمعيّين) على مصطفى بن جعفر ومكتبه السياسي منذ بعث الحزب أو على الغنوشي والجبالي وديلو وتشن عليهم حملة إعلامية طيلة أشهر ثم تنظم الإنتخابات لن ينجح أحد من «التكتل» أو «النهضة» لأن النتائج تتويج لظروف وأسباب ومقدمات سبقتها. نحن لم نفشل في الإنتخابات بل إن السلطة هي التي أفشلتنا لأنه تم إقصاء مكون أساسي من مكونات الحياة السياسية في تونس من خلال عقاب جماعي غير قانوني وغير منطقي ولا إنساني.
حزبكم نتيجة إندماج أحزاب خاسرة في الإنتخابات فماذا سيضيف الخاسرون لبعضهم البعض؟
- كنا نعتزم قبل انتخابات 23 أكتوبر خوض الإنتخابات في شكل تحالف يجمع بين أربعة أحزاب هي «المستقبل» و«الوطن» و«المبادرة» و«الإصلاحي الدستوري». لكن بعض المتفقهين قالوا إن الأفضل أن تكون لكل حزب قائماته المستقلّة، كنت ضد هذا التوجه وكنت أدعو إلى تشكيل قائمات موحدة لتيسير المهمة أمام الناخبين، مع الأسف حدث ما حدث، الإنتخابات كانت تجربة ضرورية وعلينا أن نستفيد من أخطائنا، كان يمكننا أن نفوز بما بين 13 و20 مقعدا في المجلس التأسيسي لو خضنا الإنتخابات في قائمات موحدة. ما أردت قوله إن اندماجنا هو من أجل تلافي نقائصنا فرادى وأخطائنا وليس من أجل تراكمها ونحن جسد واحد.
نصح راشد الغنوشي جماعة الصفر فاصل بتناول الزيت ليهضموا هزيمتهم، كيف تقبلتم نصيحته؟
- في نفس التصريح اعترف الغنوشي بأن حزبه كان سابقا من جماعة «الصفر فاصل» «وتلك الأيام نداولها بين الناس»، عموما لا أعتقد أنه يتحدث عنا. لا أعرف على وجه التحديد من يقصد ولا أظن أنه من الحكمة السياسية أن نتحدث عن الأحزاب السياسية بهذا المنطق الزيتي.
كيف هي علاقتك بكمال مرجان؟
- علاقتنا جيدة، هو سياسي من أعلى طراز، ونحن على تواصل وهناك تنسيق مع «المبادرة» ولسنا في قطيعة وربما التحق بنا لاحقا وحتى إن لم يحدث الاندماج فالثابت أننا سنكون متحالفين في المواعيد الانتخابية القادمة.
متى ستعقدون مؤتمر «الحزب الوطني التونسي»؟
- بعد الإنتخابات.
أي انتخابات؟
- الإنتخابات التشريعية والرئاسية القادمة، حاليا نحن بصدد بناء هياكل الحزب ودعم حضوره الوطني.
هل أنت مطمئن لتنظيم انتخابات أخرى في تونس؟
- طبعا.
متى؟
- حمادي الجبالي قال بعد 18 شهرا، ولا شيء يدعوني لعدم تصديقه، فهو رجل مسلم صادق « ما ظاهرليش يكذب علينا» نتوقع تنظيم الإنتخابات القادمة في مارس أو أفريل 2013.
هل تخشى من تنظيم الإنتخابات البلدية قبل الفراغ من كتابة الدستور؟
- حزب «المؤتمر» هو الوحيد الذي ينادي بالتعجيل بتنظيمها، وأنا أسأل كيف تنظم دون قانون انتخابي والمجلس التأسيسي لم يقم بالمهمة التي انتخبه من أجلها الشعب التونسي وكيف تنظم ولم تفعّل الحكومة الهيئة المستقلة للانتخابات؟
قبل المعارك الانتخابية هناك معركة دستورية، فما هو موقفكم من دستور البلاد الجديد؟
- فضّلنا أن لا نعد مشروعا نعرضه على المجلس لأنه لن يلزم أحدا بالنظر فيه، واخترنا أن نتابع أعمال المجلس ونتفاعل معها بالنقاش في إطار وطني فكل مواطن تونسي من حقه إبداء رأيه في مداولات المجلس.
كنا نظن أن الفصل الأول من دستور 1959 محل إجماع ولكن المواقف تغيرت مؤخرا فما هو موقف الحزب الوطني التونسي؟
- نحن نعتقد أن هذا الفصل كاف ولا يحتاج أي إضافة لا بالزيادة ولا بالنقصان.
أنت ضد الشريعة؟
- لا بالعكس، أنا مع الشريعة الإسلامية ولكني ضد إدراجها بشكل مسقط في الدستور. فالفصل الأول من دستور 1959 ينص صراحة على أن تونس دولة مستقلة دينها الإسلام ولغتها العربية. فماذا نريد أكثر إلا إذا كانت للمزايدين غايات لا نعلمها ؟ فهل يوجد قانون في تونس اليوم ضد الإسلام؟ هناك فئات تريد التأكيد على الشريعة وتعوّل على فهم سطحي وحرفي للإسلام لتغيير طابع المجتمع التونسي وصبغة الدولة. هؤلاء يفكرون في تعدد الزوجات والتضييق على حرية المعتقد وحرية الرأي، لا نحتاج لمن يعلمنا الإسلام من جديد، وليهتموا بما ينفع الناس خير لهم.
رأى البعض أن استجابتكم الفورية بلا نقاش لمبادرة الباجي قائد السبسي تذكّر بأيام الزعيم الملهم الذي لا ينطق عن الهوى فيسرع المريدون للاصطفاف خلفه؟
- هذا تشخيص سيء النية، نحن على تواصل مع «سي الباجي» والمبادرة صدرت بتنسيق مسبق معنا، «سي الباجي» تحدث مع عدة أطراف ولم تكن المبادرة معلقة بين السماء والأرض.
هل عرضتم على «سي الباجي» أن يكون معكم؟
- نعم ولكن «سي الباجي» يفضّل البقاء حاليا خارج الأحزاب، هو أطلق مبادرة لتحقيق توازن مفقود في المشهد السياسي نظرا إلى تشتت الأحزاب وكثرتها وضعفها في الوقت نفسه.. الهدف إذن هو تحقيق اندماج بين «الحزب الوطني التونسي» و«الحزب الوسطي الجديد» (الديمقراطي التقدمي، آفاق تونس، الجمهوري) و«حركة التجديد» و«المبادرة» أو على الأقل يكون بين هذه الأطراف تحالف قوي.
هل هذا الطموح قابل للتحقيق؟
- لا يمكنني الجزم.
جميع هذه التيارات تلتقي في الاشتراك في خصم واحد؟
- موش صحيح، نحن نريد بناء حزب كبير من أجل تونس ونتفاعل مع باقي الأحزاب
بما فيها «النهضة»؟
- نعم، ولكن ليس كما يحدث في «الترويكا» «النهضة هي التي تحكم»، نحن على استعداد للتعاون مع «النهضة» في إطار علاقة ندية متوازنة بعيدا عن عقلية الخصومة والتآمر، يمكن الاتفاق على برامج مشتركة فتونس لا تحتمل توتر الطبقة السياسية.
هل لديكم حاليا علاقات مع «النهضة»؟
- حاليا لا.
هل إلتقيت راشد الغنوشي؟
- لا.
لست راغبا في لقائه؟
- لم تتح الفرصة، «ما عندي حتى مشكل معاه» لا أشك في نزاهته وحبّه لتونس.
أليس غريبا أن تساندوا منح «حزب التحرير» تأشيرة قانونية والحال أنه ينادي بالخلافة أي أنه يقفز على الدولة الوطنية؟
حصوله على التأشيرة هو أو غيره مرتبط بالتزامه بشروط اللعبة السياسية، نحن دافعنا عن مبدإ، لا نريد لأحد أن يبقى على الهامش «يخدموا في التراكن والجوامع والمساجد» شريطة الإلتزام بالقانون والقبول بشروط الديمقراطية أما أن تستخدم الديمقراطية لتضربها فغير مقبول.
ما موقفكم من حديث عدة أطراف في «الترويكا» عن مؤامرة تستهدف الحكومة؟
- يقول المثل الفرنسي «من يريد التخلص من كلب جاره يتهمه بالكلب». المؤامرة في نظري تعني الانقلاب والجهازان الوحيدان القادران على ذلك في تونس هما الأمن والجيش وأنا أنزّههما عن ذلك. أما إذا كان القصد تغيير الحكومة بأساليب ديمقراطية مثل لائحة اللوم أو الفوز في انتخابات قادمة، فأمر مشروع ولا يليق هنا استخدام لفظ «مؤامرة». أرجو أن تتحلى «الترويكا» بأكثر هدوء وإتزان فلا يعقل أن يقول نفس الشخص الشيء ونقيضه. مثل هذه التصريحات تزيد الأوضاع تأزما وتوترا وهذا سلوك لا يليق برجال الدولة، ولا يختلف عما كان يردده بن علي.. «هذا تكتيك بن علي يخدمو بيه".
زرتم(فوزي اللومي والصحبي البصلي) الإتحاد العام التونسي للشغل والتقيتم أمينه العام حسين العباسي، هل كانت زيارة مساندة للإتحاد في معركة لي الذراع مع «النهضة»؟
- كانت زيارة تؤكد مساندتنا للإتحاد وتمسكنا به منظمة وطنية حامية للديمقراطية.
من يتحمل مسؤولية ما حدث ؟(أزمة القمامة) الحكومة أم «النهضة»؟
- ما أعرفه أن الإتحاد ليس مسؤولا عمّا حدث، ودفاع الإتحاد عن استقلاليته لا يبرر أن تتعامل معه بعض الأطراف بعدوانية.
أنت من كبار رجال الأعمال فما سرّ هذا الحب لإتحاد الشغل؟
- من قال لك إن رجال الأعمال في عداء مع إتحاد الشغل؟ نحن نختلف ويدافع كل طرف عن مصالحه ولكننا نلتقي في الدفاع عن المصلحة الوطنية، هذا هو السقف الذي لا نتجاوزه.
أعود إلى «الحزب الإصلاحي الدستوري» الذي أسسته بعد الثورة، لماذا انسحب أمينه العام محمد بن سعد؟
- انسحب لأنه تمسك بعبارة «الدستوري» في تسمية الحزب الوطني التونسي وحين لم نستجب لاقتراحه آثر أن يغادرنا.
هل تريد إقناعي أن أمينا عاما لحزب ينسحب بسبب تغيير الاسم؟
- ذلك ما حدث، «سي محمد» لم يكن متحمسا للاندماج. تجربة 23 أكتوبر بينت لنا أن الرهان على شعار «الدستوري» ليست خيارا صائبا لتجميع العائلة الدستورية بسبب اللبس بين الدستوري والتجمعي، لذلك فضلنا أن نتخلى عن هذه التسمية حتى لا نظل أسرى الماضي. أنا كنت رئيس «الحزب الإصلاحي الدستوري» وتنازلت عن هذا المنصب لأصبح عضوا في المكتب السياسي للحزب الوطني التونسي، حين يتعلق الأمر بالمصلحة الوطنية، علينا أن نترفع عن الجوانب الذاتية.
كانت منطقة سيدي حسين شعارا يرفعه نظام بن علي ليبيّن اهتمامه بالأحياء الشعبية، فما الذي تحقق على أرض الواقع وقد كنت رئيسا لبلدية المنطقة حتى نوفمبر 2011؟
- كانت هناك مشاريع كبرى للنهوض بالمنطقة تكلفتها 200 مليون دينار، سيدي حسين منطقة منخفضة فضلا عن السبخة التي تحيط بها، فيها مشكل تطهير وبناء فوضوي لأن الدولة لم تكن تسند رخص البناء للمتساكنين نظرا إلى الصبغة الفلاحية للأراضي.
كنت رئيس البلدية أي أنك تتحمل مسؤولية هذه الفوضى؟
- ترأست البلدية في ماي 2005 والبناء الفوضوي يعود إلى أربعين عاما. كان البعض من الخبراء ينصح بهدم كامل المنطقة لأن تكلفة إنجاز شبكة التطهير مرتفعة جدا. أنا دافعت عن مشروع إنشاء الشبكة وبناء محطة تطهير في «العطار» بتكلفة 40 مليارا، كان يفترض أن تنتهي أشغال محطة التطهير في 31 ديسمبر 2010 ولكن التأخير الذي طرأ على إنجازها هو الذي تسبب في تعطيل تهيئة الطرقات، ولكننا أنهينا إنجاز شبكة القنوات في كامل المنطقة. لا بد من الاعتراف بأن الدولة هي التي تتحمل مسؤولية الوضع الذي بلغته منطقة سيدي حسين، بناء فوضوي على أراض فلاحية على الشياع، بناء على أراض دولية فرطت فيها الدولة ثم استعادتها. كنت في صراع يومي مع وزارة الفلاحة بسبب الوضعية العقارية لمنطقة سيدي حسين، وحتى حين أردت بناء مقبرة لتعويض 6 مقابر فوضوية اعترضت وزارة الفلاحة ولكني لم أرضخ وأنجزت المقبرة.
على الأقل تحقّق للموتى ما لم يتحقق للأحياء؟
-"موش صحيح"، تحدثت مع وزارة أملاك الدولة لتسوية وضعية الأراضي في المنطقة، لقد عملت في المنطقة بحبّ ويمكنك أن تذهب لسيدي حسين وتسأل عنّي.
أنت أصيل صفاقس ما الذي أغراك لترأس بلديّة في منطقة شعبية على الهامش؟
- أعتبر نفسي إبن سيدي حسين، فقد أنشأنا فيها منطقة صناعية مساحتها 14 هكتارا منذ سنة 1965 وكنت رئيس دائرة سيدي حسين في بلدية تونس(1990-1995) وحين عرض عليّ ترؤس البلدية بعد إنشائها(جانفي2005) قبلت لأن تحسين ظروف عيش متساكنيها يهمّني وأعتبر أني وفقت في تحقيق كثير مما خططت له.
كيف كانت علاقة «بن علي» برجال الأعمال؟ يراكم البعض ضحايا للطرابلسية وآخرون يتهمونكم بدعم النظام البائد والاستفادة منه؟
- لا يمكنني ان أتحدث سوى عن نفسي، لم تكن لنا أي علاقة بنظام «بن علي» وكنا دائما مقصيين عن الصفقات العمومية، لم تكن لنا أي امتيازات وكانت المشاريع تمنح للشركات الأجنبية حتى وإن كنا الوحيدين المتقدمين بطلب العروض وما يؤلمني أن نفس السياسة تتواصل اليوم، فلا حديث سوى عن الاستثمارات الأجنبية والشركات الأجنبية. إبان الثورة غادرت 190 شركة أجنبية بلادنا ولكن المستثمر التونسي صمد رغم ما حدث من إنفلات ومع ذلك فإنه لا أحد يعبأ به نحن من الشركات القاطرة للاقتصاد التونسي ومع ذلك لا تلتفت الحكومة لنا.
كيف سلمتم من الطرابلسية؟ هل كانت لكم حصانة؟
- لم يكن بوسعهم التدخل في عملنا لأن شركاءنا أجانب وجانب من عملنا خارج تونس. 95 في المائة من إنتاجنا موجه للتصدير وهذا من حسن حظنا. صحيح أن بعض رجال الأعمال استفادوا من نظام بن علي وآخرون إقتربوا من النظام ليحموا أنفسهم وآخرون دخلوا الاقتصاد من باب السياسة ولكن رجال الأعمال عموما وطنيون وفي خدمة تونس.
ما هو سقف طموحاتك السياسية؟
- كنت رئيس بلدية وعضو مجلس نواب.
(مقاطعا) هل تفكر في الترشح للرئاسة؟
- المسألة ليست طموحا شخصيا بقدر ما هي تقييم موضوعي للمسألة، فإن طلب مني الحزب الترشح فلا شيء يحول دون ذلك، الأهم من الطموحات الشخصية هو العمل على تحقيق الاستقرار ليعود الاستثمار فلا يمكن خلق مواطن شغل ما لم يتطور الإستثمار الوطني والأجنبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.