في معالجة مشكلة التأخر وتحديد المسلك إلى النهوض ظهر تيار التأصيل التوفيقي مع مجموعة من الفقهاء الذين إن كانوا أخذوا بفكرة «صلاح هذه الأمة في آخرها بذات ما صلح به أولها»، فإن التواصل مع الغرب، وحضور العامل الاستعماري وتحولاته التالية التي لم يشهدها (...)
لا يمكن فهم التكوين التاريخي للأمة الإسلامية دون فهم المنطلق النظري الذي ابتدأ به هذا التكوين. أقصد به المنطلق القرآني، إذ من بين نصوص هذا الكتاب صدرت هذه الأمة وانبثقت. ولم يسبق في تواريخ الحضارات والشعوب أن ولدت أمة من بين دفتي كتاب؛ لذا فالحضارة (...)
ما الذي جعل المشروع الفكري الذي بلوره محمد إقبال مسكونا بهاجس المنهج وسؤالاته التأسيسية؟
لماذا ركز هذا المجدد الكبير تركيزا كبيرا على قضية المنهج كمدخل لفهم طبيعة التفكير الإسلامي وتحليل أزمته بقصد استنهاضه منها؟
أرجع هذه البصيرة المنهجية إلى (...)
من المشاريع التجديدية المتميزة التي أثمرها الفكر الإسلامي المعاصر، مشروع محمد إقبال الذي قدمه في كتابه «تجديد التفكير الديني في الإسلام». وقد تناولت بالتحليل، سابقا في هذا العمود الأسبوعي، نظرية ختم النبوة، وبحثت دلالتها. غير أنني أريد في هذا المقال (...)
عندما سمعت قريش آيات القرآن الكريم ذهلت واحتارت، ولم تستطع تصنيفه فيما ألفت من فنون القول والبيان: هل تصنفه ضمن الشعر؟ لا بالتأكيد. هل تشبهه بسجع الكهان؟ لم تجد لهذا الزعم دليلا تقنع به نفسها، فكيف بغيرها من قبائل العرب؟
واقترب موسم الحج وأحست (...)
بالنظر إلى الكتب الأصولية سنلاحظ أن ثمة اختلافا في ألفاظ تعريف هذا العلم:
فلو رجعنا إلى أقدم التعاريف التي وضعها الأصوليون لعلمهم، أقصد تعريف الإمام أبو الحسين البصري في كتابه المعنون ب «المعتمد في الأصول» نجده يحدده بكونه: «طرق الفقه على طريق (...)
لمدينة القدس في المنظور الإسلامي منزلة لا تقل عن منزلة التقديس، فقد سماها القرآن الكريم في معرض حديثه عن الإسراء ب «المسجد الأقصى»، حتى دون أن يكون فيها مسجد مقام، تكريما لها وإشارة إلى مكانتها الدينية، وسمى أرض القدس وفلسطين بالأرض المباركة.
وقد (...)
من الواضح في سياق التجارب المجتمعية العديدة التي جعلت الشعوب الإسلامية «فئران تجارب» لمختلف أيديولوجيات العقل الغربي وفلسفاته الاجتماعية، أن الحلول الفكرية الغربية حين طبقت على واقع الأمة استحالت هي ذاتها إلى مشكلات تستلزم الحل بدورها، ويرجع سبب ذلك (...)
أصدر المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة إصداره الأول المعنون ب"التقرير السنوي حول الحالة الدينية في المغرب 2007/2008" وهو إصدار بحثي وصفي تركيبي، يركز على دراسة الحالة الدينية في المغرب برصد خصائصها ومكوناتها وما يعترضها من تحديات.
لماذا (...)
يعبر شعار اللائكية/ العلمانية عن أحد الإشكالات الفكرية والسياسية المطروحة بقوة داخل واقعنا الثقافي والسياسي المعاصر. وثمة رؤية شائعة سواء عند المدافعين عنها أو عند المناهضين لها تختزلها في كونها فصلا للدين عن السياسة، بينما هي في حقيقتها تتجاوز هذا (...)
لقد أدرك العقل المسلم في تاريخنا الحضاري المتوهج حاجة حركة المجتمع إلى الاجتهاد في المنهج وليس فقط في الأفكار الناتجة عنه، وهو الإدراك الذي سيتضح بجلاء في تاريخ بناء علم الأصول ، بدءا من لحظة تأسيسه في عصر التدوين، وإلى إعادة بنائه وفق الرؤية (...)
لابد من وعي إسلامي معاصر يحقق منهجيا تلك الازدواجية المعرفية الصعبة: فهم الواقع الراهن فهما شموليا مستوعبا من جهة، وفهم الإسلام على ضوء حاجات ومتطلبات العصر من جهة ثانية.
إذ بهذا يتمكن العقل المسلم من تحويل الأصول والقيم الإسلامية إلى برامج موصولة (...)
إدراكا لأهمية التخصص، يجب علينا كمنتمين لتيار اليقظة الإسلامية أن ندرك مقدار التحدي الموضوع أمام توسع الظاهرة الإسلامية وتغلغلها في بنية المجتمع المعاصر، خاصة بنيته الثقافية، ولا مجال لمواجهة هذا التحدي وتجاوزه باقتدار ونجاح دون العمل على تشجيع (...)
رغم أن البداية الأولى للمسألة الكلامية في تراثنا كانت بداية سياسية، ولم تكن بداية نظرية صرفة، حيث كان حدث الفتنة والخلاف حول الخلافة، هو منطلق تشكل الفرق السياسية التي ستنتهي لاحقا إلى إفراز اتجاهات كلامية، فإن تطور الثقافة الإسلامية سيوسع من السؤال (...)
من المقرر في استقراء تطور الحياة وما يعتمل في سياقها المادي والمعرفي من حراك وتجديد، أن نتاجات تفاعل الوعي مع الوجود تتغير وتتبدل. وإذا كان من الملحوظ أن فهم الوعي البشري لفيزياء الكون قد طاله تغير كبير في المنهج والمحصول على حد سواء، فإنه قياسا على (...)
في محاولته لتحديد ما سماه ب «ماهية الاقتصاد الإسلامي»، يستعمل الدكتور محمد شوقي الفنجري -أحد أشهر المنظرين الإسلاميين المتخصصين في علم الاقتصاد في القرن العشرين- في كتابه «مفهوم ومنهج الاقتصاد الإسلامي» مصطلحي مذهب ونظام. ويوضح سبب حرصه على هذه (...)