التشديد على تاريخية الصلة بين رابطتي العروبة والإسلام في العصر الحديث أمر في غاية الضرورة والأهمية لإدراك هذه الصلة في صورها التاريخية المختلفة، وعدم الانزلاق إلى تعميم وجه واحد منها على الأخرى كافة وافتراضه واحداً؛ وهو الغالب على النظر إلى المسألة (...)
لم تكن ثلاثينات القرن العشرين قد انتصفت، حتى تبينت على نحو لا مزيد عليه من الوضوح ملامح البرنامج الأوروبي الاستعماري لحل المسألة اليهودية القاضي بالتخلص من اليهود وإجلائهم عن المجتمعات الأوروبية . ولقد نهج هذا البرنامج خيارين سياسيين لتحقيق هدف (...)
منذ أعلن محمود عبّاس قرارَهُ عدم الترشح ثانية لمنصب رئيس السلطة الفلسطينية، تحركت المؤسسات الحركية والفصائلية للضغط عليه قصد ثنيه عن التمسك بقراره . هكذا فعلت اللجنة المركزية لحركة “فتح”، وهكذا فعلت “اللجنة التنفيذية” لمنظمة التحرير متجاهلتيْن أن (...)
من المألوف في تاريخ الحركات السياسية الثورية وحركات التحرر الوطني أن تشهد انعطافة في طبيعة خطها السياسي ومضمونها الثوري حين تنتقل من طور النضال إلى طور الحكم وإدارة السلطة، تميل - في أعقاب ذلك الانتقال - إلى الواقعية أكثر، وإلى المحافظة أكثر حرصاً (...)
ليس صحيحاً أن الدعوة الفرنكوفونية وليدة حقبة التعريب في المغرب والمغرب العربي استطراداً ومجرّد تعبير عن حالة من الخوف والهلع من رؤية الميراث الثقافي واللغوي الفرنسي مرمياً على قارعة الطريق، أمام محاولة أبناء هذا البلد وهذه المنطقة استعادة لسانهم (...)
حين كانت عواصم البلدان الغربية ومدنها الكبرى تهتز تحت ضربات منظمات العنف الثوري مثل "الألوية الحمراء" الايطالية، و"بادر ماينهوف" الألمانية، و"العمل المباشر" الفرنسية، و"الجيش الأحمر" الياباني، و"إيتا" الاسبانية، و"الجيش الجمهوري الايرلندي" وسواها (...)
قوبل خطاب الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة بقدر من الترحيب والتهليل يوحي بأن وراء هذا الاحتفاء به شعوراً بأن المعلن في الخطاب مقدمة نحو تغيير حاسم في السياسة الأمريكية تجاه العالمين العربي والإسلامي، أو هكذا يبدو موقف المحتفين. وليس الايحاء هذا (...)
خلال الأسبوع الأول من شهر أغسطس/ آب ،2009 سيلتئم المؤتمر الحركي العام السادس لحركة “فتح” في الضفة الغربية. مر عقدان ويزيد على تنظيم آخر مؤتمر للحركة ولد أثناءهما جيل جديد ورحل إلى دار البقاء جيل الحركة الأول إلا قليلاً ممن بقي من رجاله على قيد (...)
في التأليف الإثنوغرافي الغربي الحديث صورة عن الوطن العربي متواترة: عالم من الصحاري الممتدة لقد جرى ما يشبه إقصاء المجال المديني، حيث المجتمع التجاري في أعلى درجات الازدهار من خلال الخواطر العربية الكبرى المزروعة في سفوح الجبال، وفي الواحات، وعلى (...)
تتبجح الرأسمالية العالمية منذ انهيار “المعسكر الاشتراكي” في مطلع هذا العقد بتحقيقها الانتصار التاريخي على نموذج النظام السياسي التوتاليتاري (الشمولي) الذي أقامه حكم الشيوعيين في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية، كما بالانتصار على نموذج النظام (...)
لا تنتمي صورة الإسلام والمسلمين في الصحافة والإعلام الغربيين المعاصرين إلى ثقافة الاستشراق على أي نحو من الأنحاء . فالاستشراق مجال علمي أكاديمي ازدهر في جامعات الغرب ومراكز الدراسات فيه، وتخصص في فهم وفي تحليل الإسلام: عقيدة وحضارة ومجتمعات وتراثاً (...)
اقترن استعمال مفهوم الأمن الثقافي بميلاد ظاهرة العولمة في فجر عقد التسعينات من القرن الماضي . وهو اقتران ذو دلالة من وجهين: من حيث إن الثقافة ما عانت كثيراً مشكلات أمنها الذاتي حيث كان نطاقها القومي مدار اشتغالها وفاعليتها، ومن حيث إن العولمة نفسها (...)
لا يخامرنا شك في أن كثيراً من الجمعيات غير الحكومية التي نشأت في بلادنا العربية وفي العالم، قبل عقدين أو ثلاثة، كانت مدفوعة - حين نشأتها - بفكرة نبيلة صنعت لها في نفسها وفي نظر الرأي العام شرعية الوجود: الدفاع عن حقوق الإنسان المنتَهكة في كنف أنظمة (...)
كانت الفِتَن حروب الماضي الأهلية أو الشكل الاجتماعي الخاص الذي تعبّر تلك الحروب عن نفسها من خلاله كما تشهد بذلك وقائع التاريخ الإسلامي، وخصوصاً حينما تعجز الصراعات السياسية والاجتماعية عغن ضبط إيقاعاتها الداخلية ضمن الحدود السلمية، أو ضمن الأطر التي (...)
لا يعجز مجتمع عن تكوين أكثرية سياسية، وعن الخروج من حال الانقسام الأهلي العصبوي، إلا حين يكون محكوماً بنظام سياسي مغلق. أي حين تكون السلطة موضع احتكار من جانب فئة اجتماعية ونخبة سياسية ضيقة. وهو عادة ما يحصل حين تصل هذه النخبة إلى السلطة بوسائل غير (...)
تقدّم أزمة المشاركة السياسية وجهاً من وجوه أزمة السياسة والحياة السياسية في البلاد العربية اليوم، وهي قطعاً مظهرٌ صارخ لغياب الإشارات الدالّة على وجود مجال سياسي بالمعنى الحديث في هذه البلاد. ولسنا نقصد بأزمة المشاركة السياسية ما بات مألوفاً التعارف (...)
*
حين ينتصر الديمقراطيون والعماليون والاشتراكيون في انتخابات الرئاسة (الجمهورية والحكومية) وفي الانتخابات التشريعية: في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، لا يرتاع الجمهوريون والمحافظون والديغوليون في هذه البلدان، ولا تضطرب (...)