* o صديقي أبا العلاء المعرّي،تذكّرتك اليوم ومعرّة النّعمان على كل لسان...تذكرتك يا صديقي في هذا الزمان المُرّ...تذكرت قولك : سألتْ مُنجّمَها عن الطّفل الذي في المهد كم هو عائشٌ من دهره فأجابَها مئة ليأخذَ درهما وأتى الحِمامُ وليدَها في شهره يا أبا العلاء المعري ما أكثر المنجمين في عصرنا ! سياستنا تنجيم ،واقتصادنا تنجيم، وحضارتنا تنجيم ،وفكرنا تنجيم ...وفي المحصلة كلُّهم كذابون .... يا أبا العلاء ألم تقل من قبل: قُلِبَ الزّمان فرُبّ خَودٍ تبتغي زوجا وتبْذُل غاليا من مَهره حِسانُنا يا ابا العلاء يدفعن مهور الأزواج ،وما أكثر من لحق منهن بك وعزفن عن الزواج ؛لأنهن لم يجدن من الرجال من يستحقّ أن يدفعن فيه مَهْرا... يا أبا العلاء ،إنّه الزمان المقلوب الذي تحدّثتَ عنه ما زال مقيما بيننا ،زمان صار فيه العدو صديقا والأخ عدوا،والصادق كاذبا ،؟والكاذب صادقا ،والجبان شجاعا والشجاع جبانا...ولا ندري ماذا يكون بعد ذلك ...