شريط «عرس الذيب» الذي يعرض الآن في قاعة «سينما أفريكا» حاز على جوائز في مهرجانات عربية وأمريكية وأوروبية وحازت بطلته أنيسة داود على اعجاب النقاد وجوائز لجان التحكيم. من أين جاءت أنيسة داود الى السينما؟ وكيف ترى مشاركتها في هذا الشريط؟ «الشروق» التقتها في هذا الحوار. * ما هي طبيعة صلتك بفرنسا. أعني لماذا اخترت الاقامة في باريس؟ أمي فرنسية ووالدي تونسي. ولدت في تونس ودرست في المدارس التونسية إلى أن بلغت 16 عاما. افتتنت بالمسرح واكتشفت أن الآفاق محدودة في دراسة المسرح أو احترافه في تونس لذلك سافرت الى باريس لمجرّد الدراسة في البداية وشاركت في امتحانات التمثيل ونجحت وأدركت أنّه من الممكن تكوين مسيرة فنية بعيدا عن الدراسة الأكاديمية مع احترامي للتدريس والتكوين الأكاديمي. عدت الى تونس وعرفت أن ظروف العمل الفني في فرنسا أفضل فعدت مجدّد إلى فرنسا. * ما هو نشاطك الفني في فرنسا؟ انتمي لمجموعة مسرحية في غرب فرنسا قدّمنا أعمالا كثيرة وتجوّلنا في فرنسا وأوروبا وافريقيا همّنا فضح الفكر الاستعماري ومحاكمة تجربة الاستعمار التي دمّرت بلدانا كثيرة ومنها العراق وفلسطين الآن. * لك تجارب متنوعة في السينما التونسية، ما هو موقع «عرس الذيب» في مسيرتك؟ شاركت في «هي وهو» لالياس بكّار و»باب العرش» لمختار العجيمي ومع احترامي لكل تجاربي واعتزازي بها أعتبر أن «عرس الذيب» له مذاق خاص فهو فيلم أن تحبّه أو لا تحبّه ولا يوجد حياء في التعامل معه. أعتبره شريطا متكاملا فيه رؤية وموقف ووجهة نظر. الفن هو وجهة نظر أولا وهذا ما يميّز سينما الجيلاني السعدي إضافة الى أنه مخرج يمنحك المغامرة وحرية الاضافة. * ألم تتردّدي في قبول الدور؟ مهنتي هي التمثيل. أقدّر مهنتي عندما يعرض عليّ دور أقلّبه من جميع الجوانب هذا الشريط يصدم المشاهد... وهي نفس الصدمة التي عاشها الجيلاني السّعدي عندما عاد إلى تونس. لا بد من القبح لاكتشاف الجمال. الفيلم رسالة حب الى تونس والجيلاني مهتم بالهامشيين الذين يعيشون في قاع المجتمع. * وشخصية سلوى، كيف عشتها؟ شخصية سلوى بعيدة عن صورة المرأة في السينما العربية هي ليست ضحية وليست مجرمة ولكنّها نتاج سياقها الاجتماعي. لا تستطيع أن تحدّد من هو «الذئب» في حكاية»سلوى» و»صطوفة» الذي يحلم ويحب. الشريط ليس أخلاقيا ولا علاقة له بالخير ولا بالشر. * مشهد الاغتصاب هل خفت منه؟ مشهد الاغتصاب لم يكن المشهد الأصعب صوّرناه في ثلاثة أيّام كانت هناك مشاهد أخرى أصعب. فريق التصوير ساعدني كثيرا وأزال الخوف الذي شعرت به.. طبعا المشهد ليس واقعا ولكنّه تمثيل وأنا أعشق التمثيل وأدّيت الشريط بتقنية. * ما هي مشاريعك الجديدة؟ أصوّر دورا صغيرا في شريط «ثلاثون» لفاضل الجزيري وهو دور «عائشة». * لم يعرض عليك دور في التلفزة. هل تقبلينه؟ في المبدأ ليس لي رفض لأي عمل فيه جدوى مع احترامي للممثلين لم أشاهد عملا تلفزيا كفئا. لا أعرف السبب بالضبط لأن التلفزة عالم لا أعرفه. إذا عرض عليّ دور جميل سأقبله. وأتساءل دائما لماذا لا تتمّ الاستفادة من الكفاءات التقنية التونسية بانتاج أشرطة تلفزية.