واهمٌ من ظن أن الرجل العربي صار "خيخة"، بلا كلمة ومجرد "شخشيخة" في يد المرأة، فما زال في السويداء "رجال ورجاجيل ورجالة"، وها هم نفر من النشامى في مصر المحروسة يؤسسون جمعية لحماية حقوق الرجل! المسألة لا تتعلق بحماية "هلامية"، بل بالتحديد حماية حقوق الرجل من المرأة! يحيا العدل! ويحيى الفخراني،.. ويعيش أحمد عرابي ومحمد الكحلاوي! فالتمييز ضد الرجل صار مكشوفا وصارت النساء يشبهن الرجل بالغول ووحيد القرن: كائن شرس ومفترس، وهن - ما شاء الله - النصف الحلو والجنس اللطيف! ما معنى أن تكون زوجتك "النصف الحلو"؟ ألا يعني ذلك أنك النصف المر الحامض؟ والنساء هن الجنس اللطيف! طالما أن البشر ينقسمون إلى جنسين، ذكر وأنثى، فمعنى تلك العبارة أن الرجال هم الجنس المتوحش الفظ الغليظ الشرس الجلف الخشن "أبو دم تقيل"! ألا يفسر ذلك العقدة التي أصابت بعض الرجال فصاروا يحرصون على إثبات أنهم "نواعم"، بتزويق الحواجب ونتف الشعر بالحلاوة وطلاء الوجه بالكريمات وإطالة الأظافر، وكي الشعر الطويل حتى ينسدل على الوجه والعيون موجة إثر موجة؟ وتذكروا أن دراسات أجراها علماء اجتماع مصريون أفادت بأن نصف الرجال في مصر يتعرضون للضرب على أيدي زوجاتهم! آل نصف حلو آل! علمنا بأمر إخوتنا المعتدى عليهم في مصر لأن الصحافة المصرية فيها بعض الجرأة والصراحة، ولو أُجريت دراسات مماثلة في بلدان عربية أخرى لاتضح أن نسبة الرجال الذين يتعرضون لاعتداءات زوجية، تضاهي النسبة المصرية أو تزيد عليها.. وهكذا قرر نفر من الرجال الكرام في مصر اللعب على المكشوف، بإنشاء جمعية تحفظ حقوق الرجل وكرامته، والأمل عظيم في أن الرجال في بقية الدول العربية سيقتدون بزملائهم في مصر ويشكلون جمعيات مماثلة، وصولا إلى تكوين اتحاد الرجال العرب (بس بعيدا عن الجامعة العربية الله يخليكم، لأن اسمها بالتأنيث)، وأقترح أن تكون الفلوجة في العراق مقرا له (وأتحدى نوال السعداوي أن تهوِّب ناحية تلك البلدة).. سنكون في أمان هناك من الهجمات النسائية المضادة. قبل أيام استضافت المنامة مؤتمرا عن العنف ضد المرأة الخليجية، تحت "مظلة" منظمة العفو الدولية! ما معنى الاستقواء بمنظمة العفو؟ العفو نقيض البطش والظلم، ومعنى هذا - ضمنا - أن الرجل هو الباطش والظالم! وأقل ما أتوقعه من الرجال في البحرين هو أن ينظموا مؤتمرا مضادا حول العنف ضد الرجل الخليجي، وإذا استجارت النساء الخليجيات بمنظمة العفو فليكن مؤتمر الرجال تحت مظلة حلف الأطلسي (الناتو).. ونشوف من هو صاحب العين الحمراء: الناتو أم منظمة العفو؟ لقد باتت حقوق الرجل العربي التاريخية مهددة: يعود في الثالثة فجرا فلا يجد العشاء جاهزا! يسافر إلى تايلند لمساعدة ضحايا السونامي (كان هناك رجال عرب بعيدو النظر يعرفون طوال السنوات الماضية أن السونامي قادم وحرصوا من ثم على دعم الاقتصاد التايلندي "مقدماً") وفور عودته تتحول الزوجة إلى كلب بوليسي. .. "تشمشم" ملابسه وتقلب محتويات حقيبته على أمل أن تفضحه كما حدث مع حكم كرة القدم البرازيلي الذي أراد إخراج بطاقة حمراء للاعب مشاكس فأخرج قطعة ملابس داخلية تخص عشيقته.. بس كانت حمراء.. وطرد اللاعب من الملعب وطردته زوجته "المفترية" من البيت.