فتحت القرية الحرفية بمدنين، صباح اليوم الخميس، أبوابها مستقبلة حرفيين وحرفيات من عدة معتمديات قدموا للمشاركة بمنتوجاتهم المتنوعة لتأثيث معرض انتظم احتفالا باليوم الوطني للصناعات التقليدية واللباس الوطني، ولتعريف الزوار بحرف مختلفة تأثّرت بثراء تراث وعادات وتقاليد ولاية مدنين، وتنوّعت بتنوع تضاريسها من الجبل الى السهل والبحر، فجاءت مزيجا بين النسيج الجبلي والبدوي والفخار والمصوغ والحياكة وغيرها. تنوعت المنتوجات الحرفية واختلفت من معتمدية الى اخرى وجمعها قاسم مشترك هو محافظتها على أصالتها مع لمسة من التجديد والابتكار حتى تواكب العصر وتضمن لنفسها الرواج، ذلك ما اكدت عليه المشاركات في هذا المعرض، على غرار سعاد التايب حرفية في نسيج الالياف الطبيعية من قديم وسمار وعرجون التي اتجهت نحو ابتكارات تتماشى والذوق المعاصر واستعمالات الحياة الحديثة فنجحت في ان تروّج لمنتوجها خارج حود الوطن ليصل الى الولاياتالمتحدة الأمريكيّة، حسب قولها. ... وأضافت سعاد انها تنتصب في القرية الحرفية لكن أمام الإقبال الضعيف على هذه القرية، أصبحت تعتمد على البيع عن بعد وعبر مشاركاتها في المعارض، وهو نهج اعتمدته معها حرفيات أخريات تعتمدن على المعارض فقط لترويج منتوجاتهن على أمل أن تدرج القرية الحرفية ضمن المسلك السياحي. ولئن نجحت هؤولاء الحرفيات في التغلب على حالة الركود بالقرية الحرفية، الا انهن يواجهن مشاغل اخرى، وخاصة في توفر المواد الاولية واليد العاملة، على غرار حسناء الصديق الحرفية في اختصاص النسيج الجبلي بتطوير استعمالات الغرارة التي وجدت نفسها تشتغل كل حلقات الانتاج بمفردها وهو أمر مرهق، وفق تأكيدها. ويمثّل غياب مركز تكوين متعدّد الاختصاصات يجدد ويطوّر مهارات اليد العاملة، وعدم ادراج القرى الحرفية في المسالك السياحية، من الاشكاليات المطروحة في قطاع الصناعات التقليدية، وفق المندوب الجهوي للصناعات التقليدية بولاية مدنين سليم الغنجة الذي أكد ل"وات" على أن القطاع يشكو بالخصوص من غياب آليات التدريب لدى المؤسسات، وغياب إطارات مختصة في الحرف والفنون الجميلة بالمندوبية لتاطير الحرفيين، وغيرها من الاشكاليات الاخرى. وأشار الغنجة إلى أن الجهة تعدّ 3 قرى حرفية تضمّ 34 حرفيّا، إلّا أن المعارض تبقى فرصة مهمة للحرفيين لتسويق منتوجاتهم سواء بالمعارض الجهوية والمحلية والمعارض الوطنية كمعرض الزربية وصالون الابتكار والمعارض بالخارج. ومثّل الاحتفال باليوم الوطني للصناعات التقليدية واللباس الوطني مناسبة لتكريم الحرفيين والحرفيات جهويا لاجتهادهم في تطوير القطاع ولمشاركتهم المتميزة في معارض اعترافا لهم بجهودهم وتقديرا لاسهاماتهم في المحافظة على التراث وتجديده في جمع طريف وجميل بين الاصالة والمعاصرة. تابعونا على ڤوڤل للأخبار