سامية بن طالب قرأت مقالات في عديد الصحف التونسية عن تسجيل إيمان الشريف لألبوم جديد يتضمن أغنيتين من التراث الموسيقي التونسي "بابا بحري" و"آش بينا" بتوزيع مصري وإخراج تونسي .وقد عاد بي الخبر إلى قائمة طويلة وعريضة من الأغاني الراجعة للموروث الحضاري الموسيقي التونسي تستغل من قبل الفنانين التونسين و الأجانب دون قيد أو شرط متناسين أو متجاهلين أو غير عارفين أنّ التراث ملك للمجموعة الوطنية وأنّ استغلاله يخضع لشروط ويتطلب تدخل مجموعة من الأطراف لضمان حسن استغلاله لمنع أي تشويه يمس من المصنف الأصلي عند تحويره أو تهذيبه. وقد أخضع الفصل 7 من القانون عدد 33 لسنة 2009 المؤرخ في 23 جوان 2009 المتعلق بالملكية الأدبية والفنية الاستغلال المادي للفنون الشعبية إلى وجوب الحصول على ترخيص من الوزارة المكلفة بالثقافة مقابل تسديد معلوم يضبطه الهيكل المكلف بالتصرف الجماعي في حقوق المؤلف والحقوق المجاورة ...وترجع عائدات المعلوم إلى الصندوق الاجتماعي والثقافي الذي يقدم عديد الخدمات الاجتماعية للفنانين وكذلك الثقافية لو تطورت مداخله. وقادني الفضول إلى مشاهدة الكليب الذي كان حسب رأيي طريف الفكرة باعتبار أنه يشد انتباه كل تونسي يحنّ لعاداته وتقاليده فخور بتراثه، مستمتعة بجمال المدينة العتيقة بالحمامات وعديد العناصر التي يزخر بها تراثنا اللامادي.هذا إلى جانب حرفية في الصوت والصورة .. وأكيد أنّه كلّف إيمان المال الكثير... فماذا لو تمّ طلب الترخيص لاستغلال الأغنية ودفع المعلوم الذي لا يتعدى سعر سفساري واحد ( حرير بالطبع)؟ وبذلك تكون ضربة البداية الحقيقية في سنة حق المؤلف لضمان مراقبة استغلال الموروث الموسيقي التونسي وإعطاء المجموعة الوطنية حقها في تراثها وانتفاع كل المبدعين من عائدات هذا الاستغلال. وتصبح إيمان بذلك مثالا يحتذى ينسج على منوالها كل فنان تسوّل له نفسه وضع يده على ملك الغير دون الالتزام بشروط .ويكون نجاحها إن شاءت مضاعفا.