من بين التعاليق الصادرة في الصحافة البريطانية خلال الأيام الأخيرة، الافتتاحية التي نشرتها صحيفة "ذي غاردين" The Guardian اللندنية حول اغتيال المناضل شكري بلعيد بعنوان: "من الممكن توجيه الكثير من الانتقادات لحركة النهضة التي قادت البلاد منذ الثورة. ولكن الانتحار السياسي لا يمكن أن يكون من بينها". قالت الصحيفة في افتتاحيتها:"إذا كان يمكن وصف أية جريمة قتل بالسياسية فإنّ اغتيال شكري بلعيد كان اغتيالا سياسيا. كان الهدف منه خلق حالة من الفوضى الاجتماعية، وكسر التحالفات ووقف الانتخابات ومنع التصديق على مسودة الدستور. وهناك العديد من المجموعات، على جانبي البون الفاصل بين الإسلاميين والعلمانيين، يمكن أن تستفيد من مثل هذه النتيجة. ولكن حركة النهضة التي يقودها راشد الغنوشي ليست من بينها." وأضافت الصحيفة:"مثلما كان حرق الزوايا الصوفية يهدف إلى إبراز عدم قدرة الحزب الحاكم على التعامل مع التنظيمات السلفية المتطرفة، فإنّ الاغتيال السياسي يستهدف فقط عملية الانتقال إلى نظام ديمقراطي مبني على القانون. ومن باب التحيز القول بأنّ للنهضة مصلحة في ذلك أو في اتهامها بالتشجيع سواء مباشرة أو بشكل غير مباشر على مثل هذه الاعتداءات". واستطردت الصحيفة البريطانية قائلة: "هناك الكثير من الانتقادات التي يمكن توجيهها إلى الائتلاف الذي يسيطر عليه الإسلاميون. ومن بينها أن الفوز في الانتخابات لا يعني القدرة على تشكيل حكومات كفؤة. ومن بينها أيضا أنه وإن حاول هذا الائتلاف ترضية البنك الدولي فإن نسق إصلاح الأمن والقضاء ووزارة العدل كان بطيئا أكثر من اللزوم. كما فشلت السلطات في التحقيق في الاعتداءات الجسدية واللفظية ومقاضاة مقترفيها. ولكن الانتحار السياسي ليس من جملة هذه الانتقادات. ومن البديهي انه من باب الانتحار السياسي لأي حزب يسعى لإثبات إمكانية تعايش الإسلام السياسي مع الديمقراطية التعددية أن يتورط في الممارسات الإرهابية التي تشكلها الاغتيالات". كما انتقدت الصحيفة البريطانية الموقف الفرنسي بعد اغتيال شكري بلعيد قائلة: "إن رد فعل وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس هو مثال صارخ لما لا يجب أن يقال في مثل هذه الحالات. فقبل أن يعرف أية تفاصيل عن الموضوع، ربط فالس بين عملية الاغتيال وما أسماه بصعود 'الفاشية الإسلامية".وتابعت الصحيفة "للتونسيين فقط أن يختاروا بواسطة صناديق الاقتراع من يحكمهم. وذلك ليس من صلوحيات الممثل الرسمي للقوة الاستعمارية السابقة التي كانت تساعد دكتاتورية بن علي."