ينحدر غسان هيتو رئيس الحكومة الانتقالية السورية المنتخب من أصول كردية، وهو من مواليد دمشق عام ثلاثة وستين وعمل على مدى 25 سنة في شركات عالمية في مجال التكنولوجيا والاتصالات. وساهم هيتو في تأسيس وإدارة وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني في الائتلاف الوطني. وينظر إلى هيتو البالغ من العمر 50 عاما الذي يحمل الجنسيّة الأمريكية وعمل في قطاع الاتصالات في الولايات المتحدّة قبل عمله في توفير المساعدات الإنسانيّة للانتفاضة على أنّه شخصيّة وسطيّة داخل المعارضة. وقد انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض رجل الأعمال السابق غسان هيتو رئيسا لحكومة انتقالية في تصويت أجري في اجتماع في إسطنبول أمس الثلاثاء 19 مارس. وحصل هيتو على تأييد 35 صوتا من بين نحو 50 صوتا شاركت في الاقتراع من بين أعضاء الائتلاف. وقال هيتو لأعضاء الائتلاف في تصريحات مقتضبة بعد انتخابه "أتوجّه ببالغ الشكر إلى أبطال وثوار الشعب السوري، نحن معكم". وكان الاجتماع الذي عقده الائتلاف الوطني السوري المجتمع في اسطنبول قد شهد انفراج في مسألة انتخاب رئيس الحكومة المؤقتة، حيث ظهر توجّه للتوافق على أيّ من المرشحين غسان هيتو أو أسعد مصطفى. وقالت مصادر في الائتلاف إنه تم انتخاب هيتو بتأييد من الأمين العام للائتلاف مصطفى صباغ وهو رجل أعمال له صلات قويّة في الخليج وكذلك من جماعة الإخوان المسلمين التي تحظى بتأثير قوي على كتلة كبيرة في الائتلاف. وانسحب بعض كبار أعضاء الائتلاف ومنهم الزّعيم القبلي أحمد جربا وناشطا المعارضة وليد البني وكمال اللبواني من الجلسة قبل التصويت احتجاجا على ما قالوا إنّه مسعى متسرّع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو، غير أن أنصار هيتو قالوا إنّ الرجل مؤهل لتولي المنصب. ويعد اجتماع اسطنبول الذي يستمر يومين أكثر جهود المعارضة أهمية لتشكيل حكومة منذ بدء الانتفاضة السورية قبل عامين. وكان وزير الدولة السوري للمصالحة الوطنية علي حيدر قد قال في مقابلة خاصة مع مراسل "بي بي سي" إن تشكيل حكومة مؤقتة من قبل المعارضة لايأتي في اطار التصعيد وانما في اطار تمهيد السبيل أمام الجلوس الى طاولة الحوار. وأكد حيدر أن الظروف اصبحت ناضجة لانجاز حل سياسي للأزمة السورية. وقال حيدر إن الظروف الموضوعية على المستوى الداخلي والخارجي من أجل بلورة حل سياسي في سوريا قد نضجت بشكل كامل.