الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    نابل.. وفاة طالب غرقا    مدنين: انطلاق نشاط شركتين اهليتين ستوفران اكثر من 100 موطن شغل    كاس امم افريقيا تحت 20 عاما: المنتخب ينهزم امام نظيره النيجيري    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    منتخب أقل من 20 سنة: تونس تواجه نيجيريا في مستهل مشوارها بكأس أمم إفريقيا    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عيد الشغل.. مجلس نواب الشعب يؤكد "ما توليه تونس من أهمية للطبقة الشغيلة وللعمل"..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    كأس أمم افريقيا لكرة لقدم تحت 20 عاما: فوز سيراليون وجنوب إفريقيا على مصر وتنزانيا    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    ترامب يرد على "السؤال الأصعب" ويعد ب"انتصارات اقتصادية ضخمة"    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    كرة اليد: الافريقي ينهي البطولة في المركز الثالث    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    عاجل/ اندلاع حريق ضخم بجبال القدس وحكومة الاحتلال تستنجد    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استنطاق الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة: التاريخ لا يرحم وسيأتي يوم تنكشف‮
فصل من محاكمة النقابيين:
نشر في الشعب يوم 06 - 02 - 2010

كانت محاكمة نقابيي جهة سوسة حدثا في صلب الحدث الأكبر أحداث 26 جانفي1978.
كانت الأهم بعدد المتهمين فيها (101) وكانت الأهم بالوقت الذي استغرقته وكانت الأهم بعدد المحامين الذين ترافعوا فيها وكانت الأهم بالتغطية الاعلامية الواسعة التي حظيت بها وكانت الأهم بالنهاية التي انتهت إليها وكانت الأهم لأنّها حفظت ولم تصدر فيها أحكام ضدّ المتهمين.
لذلك اخترناها نموذجا نستحضره بعد 32 سنة، تحيّة وتقديرا للفاعلين فيها، لما أظهروه من شجاعة وكذلك استخلاصا للعبرة.
وفي صلبها، اخترنا استنطاق الأخ الحبيب بن عاشور الكاتب العام آنذاك للإتحاد الجهوي بسوسة بالنظر إلى ماحواه من مميّزات.
الرئيس: اسمك؟
المتهم: اسمي الحبيب بن عاشور
الرئيس: مهنتك؟
المتهم: الكاتب العام الجهوي لاتحاد الشغل بسوسة.
الرئيس: وقبل ذلك
بن عاشور: كنت في الشركة العامة للنسيج.
الرئيس: كنت تحضر اجتماعات الهيئة التنفيذية؟
بن عاشور: كنت احضرها كلّها باستثناء عندما كنت بصدد المداواة واذ ذاك كان ينوبني الكاتب العام الحالي.
الرئيس: انبهك باحترام قاعدة الجواب على السؤال وبان لا تتكلم في غير ما يطلب منك.
بن عاشور: سافعل ذلك ولكن احرص على قول كل شيء في ما يتعلق بقضيتي.
الرئيس: ستقول كل ما تريد ولكن بنظام اي على قدر السؤال.
بن عاشور : طيب
الرئيس : هل حضرت اشغال المجلس القومي لاتحاد الشغل؟
بن عاشور: كنت حاضرا كنائب.
الرئيس: ما رأيك في التقرير الادبي للمجلس؟
بن عاشور: موافق عليه تماما وبالتفاصيل
الرئيس: وما رأيك في الميثاق الاجتماعي؟
بن عاشور: موافق عليه كذلك ولكن..
الرئيس: (مقاطعا) احترم السؤال ولا تقل كلاما خارجا عنه.
بن عاشور: (ضاربا على الطاولة بحماس شديد): اعطني الفرصة سيدي الرئيس للاصداع بالحقيقة، اني متعطش شديد التعطش لاقول كل الحقيقة حول القضية.
الرئيس: ما أسباب النفور الذي قام بين الاتحاد والحكومة؟
بن عاشور: لا وجود لنفور ولا لاسباب وحشة بين الاتحاد والحكومة ولقد كان هم الاتحاد الاوحد العمل في نطاق القانون ومن اجل المصلحة العامة.
الرئيس: بهذا تتراجع فيما قلته امام حاكم التحقيق؟
بن عاشور: ما اقوله الان هو الحقيقة بعينها، هناك عمل نقابي قمنا به وامنا به شديد الايمان وكنا نسعى بثبات الى تحقيق الحرية النقابية في هذه الربوع (كان المتهم يتكلم بحماس فياض وكان العرق يتصبب منه مدرارا).
الرئيس: (مقاطعا) : المحكمة ليست مقام خطابة وارجوك مرة اخرى ان تجيب عن الاسئلة فقط.
بن عاشور: حاضر
الرئيس: قلت انه وقعت وحشة بين الحكومة والاتحاد خاصة في شهر رمضان بسبب غلاء الاسعار.
بن عاشور: انا لم اقل ذلك والاتحاد كان دائما ضد غلاء الاسعار وفي كل الفصول والمواسم وليس فحسب في رمضان.
الرئيس: لكنك ركزت على رمضان السابق بخصوص غلاء الاسعار.
بن عاشور: ظاهرة ارتفاع الاسعار اصبحت خطيرة في كل الاشهر على انه يمكن القول انها بلغت اوجها في رمضان السابق واني على اية حال اقف وقفة حازمة ضد الاحتكار.
الرئيس: هل لاحظت ان الانتاج ارتفع في المعامل؟
بن عاشور: هذا ليس من اختصاصي.
الرئيس : هل كنت تطالع جريدة الشعب؟
بن عاشور: اطالعها باستمرار مثلما كان يطالعها كل المواطنين تقريبا وهي على كل حال تطبع بدار الحزب.
الرئيس: جريدة الشعب قالت في احد اعدادها »ان ظاهرة الغلاء انما هي ظاهرة رمضانية«.
بن عاشور: لا اذكر
الرئيس: كيف كانت العلاقة بين الصياح وعاشور؟
بن عاشور: وما دخلي في هذا الموضوع، اني اؤكد ان الاتحاد بريء من كل ما قيل فيه وقد عمل دوما في نطاق القانون واحترام الحريات.. ولفائدة المصلحة العامة.
الرئيس: لا اريد الخطابة
بن عاشور: انا واقف امام المحكمة لادافع عن براءتي وعن حريتي وعن كرامة المواطنين وحريتهم وعن تونس بصفة عامة (وكان متحمسا للغاية).
الرئيس: المعلوم ان الحبيب عاشور كان عند عودته من ليبيا ذات مرة قد عقد ندوة صحفية ولم تنشرها وسائل الاعلام فغضبتم؟
بن عاشور: ان الاتحاد كان يطالب دوما بالحرية والديمقراطية على صعيد وسائل الاعلام وقد كان على حق والندوة الصحفية المذكورة كانت لصالح الدولة فلماذا لم تنشر؟
الرئيس: هل تعتقد انت بالذات انه كانت هناك مبررات لعدم نشرها؟
بن عاشور: اعتقد ان المبرر الوحيد هو طمس الحقيقة أمام الشعب بما يقوم به الاتحاد لفائدة هذه الدولة وقد كان الحبيب عاشور اذ ذاك عضوا في الديوان السياسي، ومع ذلك لم تنشر ندوته الصحافية واريد ان تسجل المحكمة هذا.
الرئيس: لا فائدة في ذكر الحبيب عاشور وهويته الان لانه ليس طرفا في هذه القضية التي تمثل فيها انت ورفاقك في سوسة امام المحكمة.
بن عاشور: ذكرته باعتباري ممثلا له.
الرئيس: هل تريد ان يقع تجاوب بيننا؟
بن عاشور: هذا ما اطلبه
الرئيس: اذن الرجاء مرة اخرى ان تحترم الاسئلة وان تهدأ.
بن عاشور: عندي الثقة التامة في أن العدالة فهي فوق كل سلطان وأؤكد لكم انني لست »متنرفزا« بل هذه طبيعتي في الكلام ولا تلوموني على حماسي.
الرئيس: لماذا وقع اضراب عملة بديوان الاراضي الدولية بالجهة؟
بن عاشور: لان قانونهم الاساسي لم يطبق مع انه ممضى من طرف رئيس الدولة منذ عام 1974
الرئيس: هل تعتقد انت شخصيا بأنّ هناك محاوة اغتيال حقيقية ضد الحبيب عاشور؟
بن عاشور: لم اكن حاضرا
الرئيس: لا يهم ان كنت حاضرا ام لا بل هل تعتقد في حقيقتها.
بن عاشور: لا يمكن ان اعتقد ما دمت لم اكن حاضرا.
الرئيس : لابد ان لك اعتقادا ما في قرارة نفسك؟
بن عاشور: لا أجيب
الرئيس: هل قمت باستقصاء في هذا الصدد؟
بن عاشور: هذا من مشمولات الامن
الرئيس: هل اعلمك اشخاص بها
بن عاشور: علمت بها عن طريق وسائل الاعلام
الرئيس: هل اتصلت بسعد البلومي بخصوص هذه القضية؟
بن عاشور: فعلا
الرئيس: وهل اعطاك تفاصيل ضافية عنها؟
بن عاشور: نعم
الرئيس: وهل من هذه التفاصيل ان ضابطا ليبيا من الاستعلامات كان حاضرا في الجلسة الخمرية؟
بن عاشور: لا علم لي بذلك وهذه الامور لا تهمني
الرئيس: هل تعلم ان عبد الله الورداني احيل على البحث؟
بن عاشور: علمت ان الامن هو الذي يهتم بالقضية وذلك عن طريق وسائل الاعلام.
الرئيس: هل قمت باحتجاج ضد المحاولة في نطاق الاتحاد.
بن عاشور: نعم وكان ذلك يتمثل في اضراب يوم عمل.
الرئيس: هل تتذكر بان الاتحاد قام باحتجاج ضد محاولة اغتيال الوزير الاول؟
بن عاشور: الاتحاد كان اول من احتج وقد نشر الاحتجاج على الجرائد.
الرئيس: هل تضامنتم مع عمال قصر هلال؟
بن عاشور: ذلك امر طبيعي
الرئيس: لماذا؟
بن عاشور: لسبب سوء التصرف الذي وقع هناك وليس لاسباب اخرى كما قيل.
الرئيس: لا تخرج عن الموضوع؟
بن عاشور: ارجو ان تمكنوني من كلمة الحق.
وهنا تدخل الاستاذ عبادة الكافي وطلب توضيحا
الرئيس: لا داعي لاخذ الكلمة الان (يقصد الدفاع)
المحامي: ان تدخلي في نطاق التراتيب القانونية.
الرئيس: ستتمكن من الكلام بعد الاستنطاق
المحامي: اني استفسر فقط وهذا معمول به في جميع انحاء الدنيا.
الرئيس: (متوجها لابن عاشور) قررتم الاضراب الاحتجاجي يوم 9 نوفمبر؟
بن عاشور: نعم وكان ذلك ليوم واحد فقط.
الرئيس: هل علمت بالاحداث التي وقعت في ذلك اليوم؟
بن عاشور: الوالي طلب منا صد المخربين ففعلنا ذلك لاننا ضد التخريب مهما كان نوعه وشكله والوالي شاهد على ذلك.
الرئيس: السؤال واضح، قلت لك: ماذا جرى في يوم 9 نوفمبر؟
بن عاشور: قام الاتحاد بواجبه
الرئيس: ليست هذه اجابة عن السؤال
بن عاشور: نحن دعونا للاضراب ولم ندع قط للمظاهرات
الرئيس: لم تجب بعد
بن عاشور: ما علمت به هو ما علم به كل الناس
الرئيس: اذن علمت بان اضرارا وقعت؟
بن عاشور: نعم
الرئيس: هل وقع ضرر بالاتحاد الجهوي للشغل؟
بن عاشور: حصلت اضرار لاعضاء من الاتحاد ولاحدى سياراته التي تهشمت (اعطى المتهم اسماء الذين تضرروا واحدا واحدا).
الرئيس: في ماذا تمثل الاعتداء عليهم؟
بن عاشور: (بعد ان تناول كأس ماء) اعتدى عليهم بالايدي والحجارة وما الى ذلك واصيبوا بجروح خفيفة.
الرئيس: هل عرضوا انفهسم على الاطباء؟
بن عاشور: اسالهم فلا علم لي بالموضوع.
الرئيس: هل قمت بالتشكي
بن عاشور: كان ذلك عن طريق الاتحاد العام واعلمت الوالي الذي شكرنا على اداء واجباتنا.
الرئيس: »لم تشك اذن لوكالة الجمهورية ولا لادارة الامن؟
بن عاشور: لا
الرئيس: هناك قائمة فيها اسماء اشخاص تسلموا اموالا من الاتحاد لماذا؟
بن عاشور: الاتحاد سلم مبالغ بعشرة دنانير لعدد من المعوزين بمناسبة العيد وكذلك لعدد من الموظفين قاموا بساعات عمل اضافية والقائمة تحمل امضاء امين المال.
الرئيس: لقد جاء بعنوان القائمة: ان الاموال المسلمة هي منح تشجيعية للذين ساهموا في الاضراب.
بن عاشور: المسؤول على تسليم الاموال هو امين المال الحبيب منصور
الرئيس: على كل انت كنت مواقفا عليها
بن عاشور: كنت مواقفا عليها وفرحا بها لانها كانت لفائدة المعوزين والاتحاد لم يعط الاموال لتشجيع الاضرابات بل اعطاها برا واحسانا.
❊ وهنا تدخل الاستاذ احمد شطورو وطالب الكلمة.
الرئيس: ان المحكمة على استعداد تام لسماع لسان الدفاع ولكن بعد استنطاق المتهم.
المحامي: اني اطلب مجرد استفسار
الرئيس: اتركه لما بعد
المحامي: انه استفسار حيني وشكلي ويتعلق بسؤال القيته الان على المتهم
الرئيس: ساسمعه منك فيما بعد
المحامي: هذا هضم لحقوق الدفاع
الرئيس: المحكمة لا تهضم اي حق ولكنها تطلب النظام في سير الاشغال.
المحامي: إنّي اسجل ان المحكمة هضمت حق الدفاع
الرئيس: سجل ما تريد
الرئيس (لابن عاشور): هل توجد عناصر متطرفة في الاتحاد الجهوي؟
بن عاشور: هياكل الاتحاد منظمة بشكل ديمقراطي.
الرئيس: لماذا امتنعتم عن ابعاد المتطرفين؟
بن عاشور: ليس المسألة مسألة امتناع اوغيره بل المسألة ان افكار الناس لا تهمني وانما تهمني الافعال فقط.
الرئيس: هل تعتقد انه قد حان الوقت لمراجعة الميثاق الاجتماعي الذي صادق عليه الاتحاد؟
بن عاشور: لست المسؤول الاول عن هذا
الرئيس: ما رأيك الشخصي فيه؟
بن عاشور: كل ما يمكن ان اقول هوان بعض الاطراف الاجتماعية المتقابلة لم تحترم هذا الميثاق، فهناك عقود لم تحترم
الرئيس: (مقاطعا): لقد خرجت عن الموضوع
بن عاشور: لا اعتقد، ورأيي ان الاتحاد كان دوما حريصا على توفير العدالة الاجتماعية بالبلاد والقضاء على التفاوت بصفة تدريجية، والمراد بذلك ان يأخذ كل ذي حق حقه واني اناضل من اجل ذلك... وها انا الان في السجن تاركا عائلة كاملة ورائي في سبيل ان ينتصر الحق ويزهق الباطل.
الرئيس: ما صلتك بالهادي جمعة؟
بن عاشور: صديق
الرئيس : هل تعرف شيئا عن حالته المادية؟
بن عاشور: لا يهمني انني احترمه كمناضل شارك في معركة التحرير
الرئيس: هل تعرف انه يتقاضى منحة من وزارة الدفاع وان الحكومة منحته 500 اصل زيتون.
بن عاشور: ليس من واجبي ان اعرف ذلك.
الرئيس: هو استعان بك للحصول على قطعة ارض تابعة لاملاك الدولة قصد انشاء مدجنة؟
بن عاشور: بالفعل
الرئيس: هل كنت من بين شركائه؟
بن عاشور: على كل قد بقي المشروع حبرا على ورق
وهنا تدخل الاستاذ بوراوي مختار ليلاحظ للمحكمة ان العديد من الاسئلة المطروحة على المتهم لا تمت الى القضية بصلة.
الرئيس (للمتهم): هل كانت كل الاضرابات شرعية؟
بن عاشور: هي كذلك ولكن المناوئين كانوا دائما يعملون على توجيهها وجهة اخرى.
الرئيس: هل من باب الاضراب الشرعي ان يقوم مسؤولون نقابيون بحمل النساء قهرا للاضراب؟
بن عاشور: لم يقع هذا بتاتا والاتحاد ضد هذه الطريقة وضد التحريض
الرئيس هل بعثت مسؤولين نقابيين الى معمل السيارات للتشجيع على الاضراب؟
بن عاشور: هذا مستحيل اني لم اسمح لهم بالخروج حتى لا يتصادموا مع الميليشيا.
الرئيس: ألم تأذن بطرد هؤلاء النقابيين؟
(وسرد الرئيس قائمة باسماء بعض الاشخاص).
بن عاشور: لم يحصل ان صدر امر بطرد اي نائب نقابي خاصة وان النواب منتخبون وليس لي اي حق في طردهم بل ان القاعدة وهؤلاء الاشخاص انفسهم لهم كامل الحق في طردي انا.
الرئيس: ذكرت لنا في بداية الحديث انك حضرت كل مؤتمرات الاتحاد عدا تلك التي وقعت في المدة التي سافرت فيها انت الى فرنسا للتداوي فهل حضرت المؤتمر الذي القي فيه عبد الرزاق غربال خطابه؟
بن عاشور: حضرت وسمعت كما حضركل المسؤولين الموجودين حاليا عل رأس الاتحاد وفي مقدمتهم التيجاني عبيد ولم يقل احد لا للاضراب
الرئيس (مقاطعا) لا اسأل عن هذا.
بن عاشور: تقصد المجلس القومي؟
الرئيس: نعم
بن عاشور : طبعا حضرت وسمعت وحضر الجميع ممن هم الان على رأس الاتحاد.
الرئيس: هل توافق على ما جاء في خطاب عبد الرزاق غربال؟
بن عاشور: اتمسك برأيي في هذا الموضوع، بقي لي ان اشير الى ان عبد الرزاق غربال لم يعد ذلك الخطاب وحده.
الرئيس: انت امام المحكمة من اجل تهمة وجهتها لك دائرالاتهام...
بن عاشور (مقاطعا) ان التاريخ لا يرحم وسياتي يوم تنكشف فيه الحقيقة عارية فلماذا وقع ايقافنا وسجننا!؟ (قالها بحماس).
الرئيس: هل انت ملم باسباب الاضراب العام؟
بن عاشور: اني من اكثر الناس الماما بهذه الاسباب لكن تفسيرها يتطلب وقتا طويلا فمنها الاستفزازات المتكررة للنقابيين والاعتداءات العديدة قصد تكسير الاتحاد.
الرئيس: لقد قلت في بحثك ان من اسباب الاضراب العام: وجود العصابات ومغالطة الرأي العام وتزييف الحقائق والتعسف المسلط على العمال.
بن عاشور: بودي ان تسألني عما جرى في سوسة والتعسف الذي شهده النقابيون فيها ولقد اعددنا ملفا ضافيا في هذا الشأن ووجهناه الى الديوان السياسي عندما كان الاخ الحبيب عاشور عضوا فيه.
الرئيس: ماهي في رأيك مبررات هذا التعسف؟
بن عاشور: تكسيرالاتحاد ومحاكمة ابناء فرحات حشاد وما هؤلاء الاخوان الذين هم امامك الا مواطنين صادقين يحبون الوطن، وان النزهاء والصادقين معروفون جيدا وغيرهم كذلك.
الرئيس: اين كنت يوم 26 جانفي؟
بن عاشور: كنت في مقر الاتحاد الجهوي بسوسة وكذلك زوجتي ومعها ابنائي في العاصمة وذلك خوفا من القتل والاختطاف.
الرئيس: كنت اذن في مقر الاتحاد؟
بن عاشور: لم اغادره بتاتا خوفا على حياتي.
الرئيس: هل اتصلت هاتفيا يوم 26 جانفي باتحاد الطلبة؟
بن عاشور: كان الهاتف يومها مقطوعا وكذلك الماء والضوء وذلك بفعل فاعل.
❊ الرئيس ينادي على يوسف: بن علي بن سعيد بوصفه المسؤول على الهاتف بالاتحاد الجهوي للشغل بسوسة
الرئيس: قلت في البحث ان الحبيب بن عاشور اتصل هاتفيا باتحاد الطلبة.
يوسف بن سعيد: هذا غير صحيح
الرئيس: لكن قلت هذا في البحث الاول
بن سعيد: الصحيح ان اتحاد الطلبة هو الذي طلبنا هاتفيا قبل يوم 26 جانفي وفي يوم 26 جانفي انقطع الاتصال الهاتفي تماما.
الرئيس: ( للحبيب بن عاشور): جاء في البرقية التي بعثتها الى الاتحاد بتونس استنكار للعنف ولمحاولة قتل الامين العام.
بن عاشور: استنكار العنف وما وقع من تخريب قام به اناس لا ينتمون الى الاتحاد مطلقا.
الرئيس: هل كان اضراب 26 جانفي في نظرك ناجحا؟
بن عاشور: رغم اني لم اتمكن من التحول الى مواقع الاضراب نظرا لانني كنت محاصرا، اعتبر ان الاضراب العام نجح ادبيا حيث تمكن العمال من التعبير عن احتجاجهم.
الرئيس (يتلو بقية نص البرقية التي وردت فيها مطالبات بمحاكمة اصحاب محاولةالاغتيال وعقد المجلس القومي للاتحاد واطلاق سراح المساجين بصفاقس وقصر هلال ومنزل بورقيبة).
بن عاشور: اود ان تذكر اسم الممضي على البرقية.
الرئيس: هو الحبيب منصور لكن انت هل وافقت على نصها؟
بن عاشور: كنت موافقا على النص، لكن ارى من المعقول طرح السؤال عليه لا علي.
الرئيس: في البرقية ورد تشهير بالمحاولة المذكورة؟
بن عاشور : طالبنا بمحاكمة اصحاب هذه المحاولة.
الرئيس: التشهير شيء والمحاكمة شيء آخر
بن عاشور: طالبنا بمحاكمتهم علنيا
الرئيس (يتلو لائحة اخرى تتعرض الى تدخل الجيش في اضراب قصر هلال والى المطالبة باطلاق مساجين قصر هلال ومنزل بورقيبة والى مراقبة سوء التصرف ودعوة المجلس القومي للانعقاد).
بن عاشور: اعتقد ان صالح الفريقي هو المطالب بالاجابة.
الرئيس: وانت هل تعلم بها؟
بن عاشور: صالح الفريقي اعلم مني بها.
❊ تدخل الاستاذ بن رمضان احد محامي الحبيب بن عاشور فقال:
اعتقد ان المحكمة ركزت اسئلتها على جوانب الادانة والمفروض ان تعمل ايضا بنفس القدر على اثبات البراءة ولذا اطالبها بالالتزام بما تعهدت به في بداية الجلسة كما الاحظ ان منوبي لا يتمتع بحق الدفاع عن نفسه.
الرئيس: ان المحكمة التزمت بذلك منذ البداية وستلتزم به الى النهاية.
الرئيس (متوجها الى بن عاشور): وهل وافقت على اللائحة المشار فيها الى رفض المنشور الصادر عن وزارة الاقتصاد الوطني والمتعلق بخضوع المؤسسات الاقتصادية القومية الى سلط الاشراف بخصوص الزيادات المالية؟
بن عاشور: صالح الفريقي هو الذي حررها وانا وافقت عليها واسالوا الرؤساء المديرين العامين عن الصعوبات التي اعترضتنا جميعا من جراء هذا المنشور.
الرئيس : تطالبون بالغائه اذن؟
بن عاشور: نعم
الرئيس: لماذا؟
بن عاشور: لانه عرقل عملنا وزاد في صعوبات العمل النقابي.
الرئيس: كيف تريد ان تتصرف مؤسسة قومية كما تشاء والحال ان ميزانيتها مرتبطة بميزانية الدولة؟
بن عاشور: انا اسأل بدوري لماذا كانت هذه المؤسسات القومية تتصرف بكل حرية من سنة 1970 الى يوم صدور ذلك المنشور؟
الرئيس: يبدو انك لم تفهم عليّ؟
بن عاشور: فهمت لكن المنشور مخالف للقوانين الاساسية ولي امثلة على ذلك
الرئيس : المؤسسات الخاصة لا تهمنا الان
بن عاشور: اقصد بامثلتي المؤسسات القومية وشبه القومية ومنها شركة صنع السيارات والمعامل الالية بالساحل والشركة العامة للنسيج وديوان الصيد البحري.
الرئيس: تقول اللائحة: نطالب بالحاح من المكتب التنفيذي ضبط قائمة بالمؤسسات التي فيها سوء تصرف فهل طالبت بهذا؟
بن عاشور: نعم
الرئيس: ومن تقصد بالتحديد؟
بن عاشور: البعض لا الكل مثلا ديوان الاراضي الدولية
الرئيس : لماذا لم تطالبوا بتطهيرها مثلا؟
بن عاشور: طالبنا بذلك عشرات المرات.
الرئيس : الحمد لله. صالح الاحمر (مسؤول في ديوان النفيضة) هل تعرفه؟
بن عاشور: جيدا
الرئيس: هل لك اخبار عن سوء تصرفه؟
بن عاشور: احتج على هذا السؤال ولا اجيب عنه واعتبره من قبيل الاستفزاز واسأل لماذا تقع اثارته الآن؟
الرئيس : (نادي المتهم ليقترب منه اكثر ويكشف له عن نص يبدو انه كتب بخط اليد) هل كتبت هذا النص؟
بن عاشور: لا مستحيل
الرئيس: من المسؤول عن كتابة محاضر الجلسات؟
بن عاشور: هو صالح الفريڤي ولانارة السبيل اطلب من جنابكم احضار كراس محاضر الجلسات.
الرئيس: الصادق قديسة ينسب لك تشوقك للاضراب غير الشرعي وحثك للامين العام السابق على الانسلاخ من الحزب.
بن عاشور: ان لي ثقة كبيرة في الصادق قديسة وما نسب اليّ عن طريقه غير صحيح بالمرة خاصة وهو لا يحسن الكتابة والقراءة.
الرئيس: (ينادي الصادق قديسة ويسأله): هل فهمت ما كنت اقول؟
قديسة: لم افهم
الرئيس: يعيد تلاوة ما جاء في البحث
قديسة: هذا غير صحيح بالمرة
الرئيس: لكنك أدليت به عند الباحث الاول
قديسة: كان ذلك تحت الضغط والاكراه
الرئيس (مخاطبا بن عاشور) حدثتنا في البداية بشيء من التأثر عن الهراوات وقلت في البحث: »انتزعناها من المرتزقة«.
بن عاشور: لقد اراني السيد حاكم التحقيق صورا لا غير ولم ار ما هو موجود أمامي الان (يقصد المحجوز) هذه الهراوات انتزعت من الذين جاؤوا واعتدوا على مقر الاتحاد وعلى الاشخاص وانا استغرب لماذا هي ليست موجودة امامكم
تدخل الاستاذ احمد شطورو فقال: ان حاكم التحقيق كشف لمنوبي صورا لا غير
الرئيس: (مخاطبا بن عاشور) هل لك ان تعرفنا بهذه المحجوزات؟
بن عاشور: (يقف امام الطاولة التي وضعت عليها المحجوزات ويأخذ منها القطعة الاولى وهي عمود خشبي ويعرضه امام الحاضرين) ويقول: هذه قطعة من »الصرافة« السلم التي كانت بالاتحاد والتي تركتها قائمة الذات لاعيب فيها عندما وقع ايقافي وها انا الان اجدها مفككة.
الرئيس (مقاطعا): لا تأخذها ولا تعرضها هكذا وانما اشر اليها باصبعك.
بن عاشور (يواصل العملية) وهذه قضبان حديدية لتمرير خيوط التيار الكهربائي وهذه قدم طاولة كانت في مقر الاتحاد وكسرها انصار لجنة التنسيق.
الرئيس (مقاطعا) : اشر باصبعك فقط!
وهنا تدخل احد المحامين وقال: بودنا ان نرى المحجوزات قطعة قطعة.
بن عاشور: (يواصل نفس العملية): وهذا »عكاز« احد النقابيين والاخوان يعرفونه جيدا لكن هذه السيوف؟؟ ماذا تفعل هنا هذه السيوف القديمة (قالها بحماس كبير) إنّي اطالب بشهادة عبد الحفيظ بوراوي واقول لكم انها لم تعرض في مهرجان اوسو لهذه السنة وهذا هو العمود الذي نثبت فيه العلم.
الرئيس: ماذا تُلاحظ في هذه المحجوزات؟
بن عاشور: اشياء مكسرة من طرف الميليشيا فهل هذا سلاح؟ (يرفع قطعة طاولة) اما هذا سيدي الرئيس فهو عمود (قضيب حديدي طوله متران تقريبا) يستعمله اهل المسرح لتدوير الركح.
الرئيس: ماهو التابع منها للاتحاد؟
بن عاشور: الجفال
الرئيس: والمسدسات؟
بن عاشور: ليس لي اي علم بها؟ والاتحاد لا يملك اي نوع من الاسلحة سوى مسدس واحد وجده عبد الحميد فرحات في دارالثقافة ومعه خراطيش فارغة واله قيس.
الرئيس: وهذا المسدس؟ (مسدس صغير الحجم)
بن عاشور: هذا؟ ان هذا المسدس يصلح لان يلعب به ابني نبيل!
الرئيس: وهذا المسدس الآخر؟
بن عاشور: لا اعرفه بتاتا واطالب باحضار الصور التي عرضت علي اثناء البحث الاول (تدخل الاستاذ شطورو وطالب باحضار الصور).
الرئيس: هل اعطيت اموالا لشراء ماء الفرق قصد رشه على الغير؟
بن عاشور: من المستحيل ان يكون قد وقع هذا وغاية ما في الامر ان قوارير الجافال وماء الفرق اشتريناها من المغازة العامة مقابل وصل وذلك للتنظيف لا غير ولو كنا على سوء نية لقمنا بتهشيمها او اراقة مائها قبل القاء القبض علينا.
الرئيس: هل اذنت باشتراء البنزين لصنع المتفجرات؟
بن عاشور: يستحيل ان نكون فعلنا هذا فما الغاية من صنع المتفجرات؟ وانا اطلب منكم مدّي ولو بوصل واحد اكون قد امضيته لغاية صنع المتفجرات.
الرئيس: بعض الشهود يقولون انك صاحب فكرة المتفجرات وانك كلفت بها شخصا عمل سابقا في الجيش.
بن عاشور: لم اعط اي اذن من هذا النوع لاي شخص كان وما هذا الا محض خيال والدليل ان التجارب المزعومة لم تحدث دويا او اهتزازا ولم يسمعها الجيران علما بان كل انفجار يحدث دويا من ذلك انفجار معمل منوبة مثلا الذي اسقط عددا من المنازل .
الرئيس: تقول في البحث انك لما عدت يوم 22 جانفي من تونس الى سوسة وجدت منيرة جمال الدين ساهرة للحراسة.
بن عاشور: منيرة لم تكن في يوم من الايام مكلفة بالحراسة وهي بريئة من هذا .
الرئيس: وحافظ قمعون ومحمد بن عايشة؟
بن عاشور: لا هذا ولا ذاك ولم تكن في الاتحاد حراسة ولا رئيس ولا مرؤوس وإنّما تطوع تلقائي لحماية مكتسبات الاتحاد اما السلاسل المتحدث عنها فقد كنا نستعملها لغلق ابواب دار الاتحاد.
الرئيس: والاجر (الياجور) ماذا فعلتم به؟
بن عاشور: لم يقع استعمال الاجر لاي غرض كان عدا البناء والجميع يشهد ان اشغالا كانت جارية بدار الاتحاد لكن بعد صبر طويل اعطيت تعليماتي للتصدي لكل من يدعي أنّه مليشيا انا اعرفهم فردا فردا ومنهم من هو موجود في القاعة الان.
الرئيس: هل اذنت بشراء البارود؟
بن عاشور: يستحيل
الرئيس: والبندقية؟
بن عاشور: انا اريد ان اراها قبل كل شيء لان غاية ما اعلمه من امر هذه البندقية هو ان محمد بن العجوزة وجد قطعة من الخشب اثبتت اليها جعبة حديد ادعى الباحث انها مدفع وانا اطالب واصر على رؤيتها كما اطالب بوضعها الى جانب المسدسات.
❊ تدخل الاستاذ بن رمضان قائلا: نريد ان نرى هذه البندقية
الرئيس: (يوافق على الطلب)
بن عاشور: (يقوم بعرض البندقية) (تململ في القاعة)
الرئيس: لماذا يصلح الساطور؟
بن عاشور: الساطور موجود ويصلح لقص اللحم والسكاكين والملاعق تصلح للاكل.
الرئيس: محمد بن رجب يقول انه اتاك بمسدس؟
بن عاشور: اعلمني فقط انه يملك مسدسا قديما فامرته بان لا يحضره الى مقر الاتحاد.
الرئيس: والسلاسل الموثوقة الى العصى الحديدية
بن عاشور: لا اعلم بها ولم اعط اي اذن في شأنها.
اما هي في حد ذاتها فقد حجزت بدار الثقافة يوم 21 جانفي ومأتاها من المليشيا وقد قام بتصويرها السيد محمد خلف الله رئيس منطقة شرطة سوسة الشمالية بمحضر السيد علي العابد واذكر اني قلت يومها للسيد خلف الله »ليتك وجدت واحدًا من هؤلاء«.
الرئيس: قال مصطفى الاحول انك اشرت عليه بجلب جماعة من حي قبادجي لاستعمال تلك السلاسل؟
بن عاشور: مستحيل
الرئيس: ومحمد العربي قال ذلك ايضا؟
بن عاشور: هذا شاب صغير لا يفقه من امر السلاسل شيئا وكذلك انا
الرئيس: هل تحدثت مع منصف قمر حول جلب اناس من المهدية لحراسة مقر الاتحاد.
بن عاشور: طلب مني ان يخاطب بالهاتف احد اقاربه في المهدية ليأتي ويقوم بحراسة منزله وامرأته الوحيدة والحامل في ذلك الوقت لانه هو كان مقيما في دار الاتحاد خوفا من المليشيا والاختطاف خصوصا وهو موجود في قائمة المختطفين.
الرئيس: قلت في البحث ان الطيب البكوش حثك على انجاح الاضراب.
بن عاشور: هذا غير صحيح.
الرئيس: انتهت الاسئلة واستجابة لرغبتك تفضل لتقول ما تريد لكن بدون إطالة.
بن عاشور: أشكركم على هذا.
الرئيس: لا فائدة من الشكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.