في إطار إحيائه لذكرى أحداث 26 جانفي التي مرت عليها اليوم 32 سنة ، استضاف الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الاخوين عبد المجيد الصحراوي الأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي والأستاذ المحامي الناصر بن عامر للإدلاء بشهادتهما حول هذه الأحداث نظرا لإلمامهما بمختلف تفاصيلها . إحياء الذكرى التي تختزل تضحيات نقابية مجيدة وخالدة حضرها عدد كبير من النقابيين والشغالين ومناضلي ومناضلات جهة سوسة الذين جاؤوا لإكبار تضحيات شهداء منظمتنا العتيدة الذين استهدفتهم يد البوليس والظلم والقهر في أحداث اثبت خلالها النقابيون في تونس قاطبة قدرتهم على الصمود والدفاع عن كرامة الشغالين وحماية الاتحاد مما يستهدفه من مؤامرات ودسائس. وفي افتتاحه لإحياء الذكرى أكد الاخ احمد المزروعي ان حضورنا اليوم يتضمن رسالة صادرة من القلب عنوانها اعترافنا بالجميل لكل من ضحى في سبيل عزة اتحادنا واستقلاليته وفي المقدمة شهيد الوطن الكبير الزعيم الخالد فرحات حشاد وبقية الرواد. واعتبر ان تاريخ 26 جانفي سيظل يحمل في طياته فصولا من بطولات النقابيين وتضحياتهم الخالدة التي زادت من شموخ منظمتنا العتيدة الالتحاد العام التونسي للشغل وأسقطت مخططات الأعداء الذين فشلوا في سلب الهوية الوطنية والنضالية لاتحادنا العظيم . كما اعتبر ان أهمية إحياء هذه الذكرى نابعة من المعاناة الحقيقية التي مر بها النقابيون وجعلتهم عرضة لأبشع أساليب التعذيب والترهيب والوعيد ومع ذلك رفض أبطالنا ان يستسلموا ولم يسمحوا أبدا بالتدخل في شؤون المنظمة أو التأثير على سلطة قرارها، وقال ان المشهد الذي نستحضره اليوم للنقابيين العظماء والعمال الأوفياء الذين هبوا جميعا لنجدة مقرات الاتحاد في مختلف الجهات والدخول في مواجهات مع سلطة القمع آنذاك يغني عن كل تعليق لأنه يفيض بالحب للمنظمة والولاء لها والإخلاص لتوجهاتها والدفاع عن رموزها ومناضليها الذين من بينهم من غيبتهم أساليب التعذيب الشنيعة التي تعرضوا لها على غرار المناضل النقابي في جهة سوسة الشهيد حسين الكوكي . حروف من ذهب من جهته تحدث الاخ عبد المجيد الصحراوي وقدم قراءة تاريخية شاملة في أحداث 26 جانفي نشرتها جريدة الشعب كاملة في عدد الاسبوع الماضي، وما لم تتضمنه هذه القراءة المنشورة وتحدث عنه الاخ الصحراوي في سوسة هو الدور الذي لعبته الصحافة الوطنية أثناء الأحداث وخصوصا فيما يتعلق بمحاكمة النقابيين . وفي هذا الباب توقف كثيرا عند قلم الاخ محمد العروسي بن صالح رئيس التحرير الاول لجريدة الشعب حاليا والصحفي بجريدة الصباح حين اندلعت الأحداث فوصف مقالاته وتغطياته للمحاكمات بحروف من ذهب أو بالرصاص المكتوب الذي أزعج السلطة آنذاك وكشف جبروتها في التعامل مع النقابيين خصوصا في سجون الاعتقال ونوه كثيرا بحرفية الزميل محمد العروسي بن صالح وموضوعية قلمه آنذاك الأمر الذي كلفه عديد الإزعاجات والمضايقات ولكنه رغم كل ذلك اختار ان ينتصر للحق وللنزاهة وان تتواصل رحلة دفاعه عن النقابيين من باب السلطة الرابعة . تعاطف منقطع النظير الاستاذ المحامي الناصر بن عامر تعاطى في كلمته مع أحداث 26 جانفي منم مدخل بسيكولوجي بحث ركز من خلاله على جرأة النقابيين الموقوفين في غياهب السجون وحماسهم المفرط الذي ساعد لسان الدفاع في المرافعة عنهم . كما توقف عند تعاطف كل التونسيين دون استثناء مع الاتحاد والنقابيين وذكر حادثة معبرة وهي انه ليلة عودته من محاكمة بوشوشة صحبة زميل له أوقفهما شرطي مرور ولم يكونا يحملان وقتها معهما وثائق السيارة وحين عرف الشرطي أنهما كان يحضران محاكمة النقابيين سألهما عن طبيعة الأحكام وماذا فعلوا بالزعيم الحبيب عاشور وحين اعلماه ان الأحكام كانت لصالح النقابيين ابتسم وقال لهم امضيا إذن. تململ في المعامل الآلية بالساحل عاد التوتر من جديد يخيم على أجواء مؤسسة المعامل الآلية بالساحل وهذا ما دفع بالأعوان إلى الاجتماع العام داخل دار الاتحاد الجهوي تحت إشراف الاخ فوزي بن صمعية الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي وبحضور الاخ المهدي المكني الكاتب العام للفرع الجامعي للمعادن والالكترونيك. هذا الاجتماع انعقد تحت شعار لا .. لآلات المراقبة البصرية- هذه المراقبة التي رأى فيها الأعوان عدم احترام لهم وتعديا على خصوصياتهم وذاتهم البشرية إضافة إلى كونها تمثل استهتارا بمبادئ حقوق الإنسان في مواقع العمل.كما أثيرت على ضوء الاجتماع العام عدة نقاط مهمة تتعلق بجملة من المنح . وبعد استنفاذ الطرف النقابي لكل سبل الحوار رغم ما بذله من جهود جبارة لحلحلة الأوضاع في المؤسسة وإيجاد الحلول الملائمة ونظرا لتعنت الطرف الإداري فقد تقرر دخول العمال في إضراب شرعي بيومين 24 و 25 فيفري 2010. عرس ديمقراطي في ال : ستيا اتجهت الأنظار وسط الاسبوع الماضي في مدينة سوسة نحو شركة صناعة السيارات التي احتضنت أشغال مؤتمر تجديد النقابة الأساسية للمؤسسة تحت إشراف الاخ فوزي بن صمعية الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي بسوسة وبحضور أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي الذين تم استقبالهم من قبل الأعوان بالهتافات التي فيها تمجيد للاتحاد والشعارات التي تترجم تعلقهم بمنظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل. وقد دارت العملية الانتخابية داخل المؤسسة في كنف الانضباط واحترام قوانين المنظمة وذلك بفعل الصرامة التي أظهرها الاخ فوزي بن صمعية رئيس المؤتمر الذي حرص كثيرا على شفافية التصويت واحترام إرادة الأعوان في اختيار التشكيلة التي يرونها مناسبة في هذه المرحلة. وما يلاحظ في هذا المؤتمر هو مشاركة جميع اعوان المؤسسة في عملية الاقتراع وعدم تخلف أي منهم وهذا يحصل للمرة الأولى في تاريخ الشركة، ومباشرة بعد عملية الفرز والإعلان رسميا عن التشكيلة النقابية المنتخبة بنسبة 7/7 من قائمة واحدة للمترشح مهدي المكني قام أعضاء النقابة المنتخبين بتوزيع المرطبات والمشروبات وتبادل التهاني مع الأعوان في أجواء لطيفة ومريحة تؤشر لمرحلة قادمة مليئة بالطموحات والمكاسب الجديدة وليس أدل على ذلك من تقدم النقابة منذ الإعلان عن فوزها بطلب عقد جلسة عمل مع الطرف الإداري للشركة وذلك للنظر عديد المسائل العالقة بعد ان تمت عملية توزيع المسؤوليات التي حافظ من خلالها الاخ المهدي المكني على الكتابة العامة والاخوة عبد اللطيف منصور وخالد جفال وسالم الشادلي ونعمان دغرير وكمال الفقيه وصابر القزاح بصفة أعضاء.